العالم يجب أن يتدخل لكبح الجيش الإسرائيلي
وراء الصراع المستجد في غزة تكمن المشكلة القديمة نفسها: احتلال يجعل السلام مستحيلاً بالنسبة إلى الإسرائيليين والفلسطينيين معاً؛ لذلك نطالب بعقد اجتماع فوري لمجلس الأمن واتخاذ قرار يفرض وقف إطلاق النار بالكامل مع توفير حماية دولية فاعلة للشعب الفلسطيني، كما ندعو القادة الفلسطينيين إلى التجرؤ على إنشاء قيادة فلسطينية موحدة والتوجه مباشرةً إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة إسرائيل.
يشاهد العالم تطور أزمة جديدة من دون أن يحرك ساكناً، فقد أدت مأساة اختفاء ثلاثة مراهقين إسرائيليين وقتلهم في الشهر الماضي إلى حملة من العقوبات الجماعية ضد المواطنين الفلسطينيين في أنحاء الأراضي المحتلة، وحصلت اعتقالات جماعية كان بعضها لنواب فلسطينيين، كذلك، وقعت اعتداءات انتقامية وراح المستوطنون الإسرائيليون يأخذون حقهم بيدهم.خلال أحد الاعتداءات المماثلة خُطف صبي فلسطيني (محمد أبو خضير) وقيل إنه حُرق وهو حيّ، ثم سمحت الاعتداءات الصاروخية اللاحقة من غزة لإسرائيل بتنفيذ (وتبرير) ما أعتبره عملية عسكرية مخططة مسبقاً، لكن لنوضح الوضع: هذا الاعتداء ليس ضد "حماس" وليس تحركاً بسيطاً للدفاع عن النفس.
إنه اعتداء على جميع الفلسطينيين، إذ كان معظم الضحايا من المدنيين، وسيكون عدد كبير من الأشخاص الذين يموتون خلال الضربات الجوية المستمرة أو أي تحرك بري من الناس العاديين أيضاً، ونعلم من التجارب السابقة أن عدداً كبيراً من هؤلاء المدنيين هم من الأولاد، وخلال آخر اعتداء واسع أطلقته إسرائيل على قطاع غزة بين عامَي 2008 و2009، قُتل 89 طفلاً باعتراف الجيش الإسرائيلي نفسه، وأشارت تقديرات أخرى إلى عدد أعلى بكثير.نحن نشاهد أمثلة حية ووحشية عن تلك التجربة مجدداً، فقُتل سبعة فلسطينيين، منهم طفلان، وجُرح 25 آخرون من جراء القنابل الإسرائيلية التي سقطت في بلدة خان يونس، في جنوب غزة يوم الثلاثاء، وفي وقت كتابة هذه المقالة قُتل 17 مدنياً، منهم سبعة أولاد، وفي المقابل لم يُقتَل أي إسرائيلي في الاعتداءات الصاروخية. تمثّل النقطة الأخيرة المتعلقة بعدم تكافؤ الصراع جذور جميع أعمال العنف على الأرجح، فنحن أمام احتلال عسكري غير مشروع منذ 47 سنة، وقد كان ذلك الاحتلال كفيلاً بتحويل حياة الفلسطينيين إلى نظام قمعي من الفصل العنصري، ومن دون تغيير هذا الوضع لن يتغير أي شيء آخر، ولن يتمتع الفلسطينيون ولا الإسرائيليون يوماً بالسلام أو الأمن الحقيقي.يجب أن يتدخل المجتمع الدولي لكبح الجيش الإسرائيلي الذي استدعى 40 ألف جندي احتياطي، ويجب أن يوقف قادة العالم تصعيد الصراع لحماية الشعب الفلسطيني ومنع ارتكاب مذابح إضافية كتلك التي شهدناها هذا الأسبوع.نطالب بعقد اجتماع فوري لمجلس الأمن واتخاذ قرار يفرض وقف إطلاق النار بالكامل مع توفير حماية دولية فاعلة للشعب الفلسطيني الذي لا يستطيع بأي شكل أن يضاهي قوة الجيش الإسرائيلي المخيف، كما ندعو القادة الفلسطينيين إلى التجرؤ على إنشاء قيادة فلسطينية موحدة والتوجه مباشرةً إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة إسرائيل، ومن دون هذه التدابير أخشى أن يقع الأسوأ في المرحلة المقبلة.* الغارديان