فنانون يستعيدون ذكريات الطفولة في «القرقيعان»
«القرقيعان» تقليد يميز شهر رمضان، ويحتفل به الصغار والكبار، فيرتدي الأطفال ملابس تقليدية وتراثية ويجوبون الحواري والبيوت القريبة بحثاً عن القرقيعان، وتسود أجواء من الفرح والسعادة، ويتبادل الأهل الزيارات. حول ذكريات الطفولة في القرقيعان استطلعت {الجريدة} آراء مجموعة من الفنانين وسجلت الانطباعات التالية.
قتيبة أسد: ما زالت عالقة في ذهني
«ذكرياتي غريبة جداً مع القرقيعان، لا أنساها مهما مرّ بي الوقت»، يؤكد الفنان قتيبة أسد موضحاً أن أهازيج القرقيعان عالقة في ذهنه، كذلك الأجواء الحميمة والرائعة التي كانت سائدة في طفولته.يضيف: «يختلف القرقيعان اليوم عما كان عليه في الماضي، عندما كنا نسمع أصوات قرع الطبول والأهازيج الرائعة التي تُدخل في الصدر بهجة لا مثيل لها، فيما القرقيعان اليوم أصبح بسيطاً ولا طعم له. المهم أن هذه العادة باقية وأتمنى أن تستمر وقتاً طويلاً».يُعد أسد لأطفاله مفاجآت ولا ينشغل عن أولاده في هذه المناسبة بل يقدم لهم الحلوى والنقود المعدنية، ويتابع: «نبدأ الاحتفال مع أطفال الجيران أو الأطفال في الحي نفسه، الأجواء خيالية وجميلة تسودها روح الوحدة والتعاون، فلله الحمد أن المجتمع الكويتي بأطيافه المختلفة يحتفل بهذه المناسبة».صادق بهبهاني: بساطة الماضي «في الماضي كانت الأجواء بسيطة، ويحمل كل طفل معه كيساً مليئاً بالحلويات، ويتجوّل بين المنازل»، يوضح الفنان صادق بهبهاني لافتاً إلى أن القرقيعان اليوم اختلف، وأصبح مجرد «كشخة» وبرستيجاً. يضيف: «أستغرب المبالغة التي يعتمدها بعض الأسر في القرقيعان، فهي مكلفة ولا داعي لتكرارها كل عام. في الماضي، كان القرقيعان جميلاً نظراً إلى البساطة في الاحتفال بهذه المناسبة، أما اليوم فأصبح مسابقة وتنافساً شرساً بين العائلات وحتى بين الأطفال».يرى بهبهاني أن استمرار هذه العادة ضروري، لكنه لا يمارسها بشكل دائم، يتابع: «عندما يحلّ وقت القرقيعان لا أهتم بتقديم الحلوى للأطفال، لكن في بعض الأحيان أشعر بضرورة تقديم الكثير لإسعاد الأطفال من حولي. ثمة آباء يفضلون الجلوس مع أبنائهم في هذه المناسبة، وإذا رزقت بأطفال في المستقبل، بإذن الله، فسأكون إلى جوارهم عندما يحين وقت القرقيعان». أماني الكندري: أجواء لا مثيل لها«في طفولتي، حرصت على ممارسة القرقيعان باستمرار، وتكون الأجواء في كل سنة أجمل من السابق» تشير المذيعة أماني الكندري لافتة إلى أن القرقيعان بمثابة فرصة ذهبية لإسعاد الأطفال، ذلك أن تقديم أي شيء في هذه المناسبة يعدّ كنزاً لهم، فهم يبحثون عن أجواء مرحة وبعيدة عن الأجواء المشحونة. تضيف: «لطالما تجولت، في طفولتي، مع الأطفال في الأحياء المجاورة لمنزلي، كانت الأجواء جميلة وما زالت تُعيد نفسها في كل عام».تحرص الكندري على أن تكون حاضرة في المنزل في هذا الوقت لتقديم الحلوى للأطفال، إذ اعتادت الجلوس مع عائلتها وتحضير كيس كبير من القرقيعان لتقديمه للأطفال، «أحب هذه الأجواء وأتمنى أن تتكرر كل عام».علي الدوحان: عادات قديمة وجميلة«في طفولتي كنت بعيداً عن هذه الأجواء، لكن عندما أرى الأطفال يمارسون هذه العادات أشعر بأنني أريد ممارستها أيضاً»، يؤكد الكاتب علي الدوحان لافتاً إلى أنه يفتقر إلى العادات القديمة لا سيما «القريقعان»، ويرى ضرورة زرع مثل هذه العادات في نفوس الأطفال منذ الصغر.يضيف: «الرغبة في ممارسة هذه العادة القديمة والجميلة التي توارثها الآباء والأجداد، ما زالت متأججة في داخلي، رغم أنني وصلت إلى سن متقدمة على ممارسة القرقيعان».على الجميع المبادرة إلى تقديم الحلوى والأطباق الشهية والمكسرات للأطفال في هذا الوقت، برأيه، لأن الأطفال يشعرون بسعادة غامرة إذا قدّم كبار السن والآباء القرقيعان لهم.يتابع: «في مثل هذا الوقت من كل عام أحضر كيساً من القرقيعان العملاق لتوزيعه على أطفال الجيران والأطفال الذين يأتون إلى منزلنا، شرط أن يتقنوا أهازيج القرقيعان، ثم الأجواء التي ترافق هذه العادة لا مثيل لها، لأنها عائلية واجتماعية، أتمنى الخير والصحة والعافية للجميع، وأن يمارسوا القرقيعان بصورة جميلة وحضارية وبعيدة عن المظاهر».