«الأوقاف» توجِّه خطب الجمعة: التظاهر ضد الحاكم خروج على الشرع
«التظاهرات فيها تخريب... والغوغائية لا عقل لها ولا يمكن السيطرة عليها»
شددت وزارة الأوقاف على ضرورة التواصي بتغليب المصلحة العامة للبلاد على المصلحة الشخصية، معتبرة أن "التظاهر على الحاكم المسلم صورة من صور الخروج التي نهى الشرع عنها، لما في ذلك من زعزعة الأمن، وإثارة الفوضى، وإيقاع العداوة والتقاتل بين رجال الأمن والمتظاهرين، فضلاً عن دخول المندسين من المفسدين والمجرمين لمآربهم وأغراضهم".جاء ذلك في تعميم للوزارة، ممثلة في قطاع المساجد، لخطبة اليوم الجمعة على مختلف المساجد بالكويت، والتي حملت عنوان "نعمة الاستقرار ووجوب المحافظة عليها".
وأكدت الوزارة أن "الاستقرار ضرورة من ضرورات العيش، والبلاد التي تكون مستقرة يفد الناس إليها، ويرغبون فيها، ويبذلون الغالي والنفيس لسُكناها، وكل بلاد تفقد استقرارها وتضطرب أحوالها يفر الناس منها"، موضحة أن "الدنيا بأسرها لا تساوي شيئاً بلا استقرار، إذ لا قيمة للقصور والدور والأموال إذا فُقِد الاستقرار".وقالت إن "من تشريعات الإسلام لإدامة الاستقرار، مُجانبة الفتن وأهلها، والحذر من مساربها، وكذلك الأمر بلزوم الجماعة والنهي عن شق عصا الطاعة"، لافتة إلى "أنه ليس كل من دخل صفوف المتظاهرين يسعى إلى ما يسعون إليه، ويهدف إلى ما يهدفون إليه من إصلاح". وأوضحت أن "هذه التظاهرات يحصل فيها من التخريب والتدمير ما الله به عليم، إذ إن الغوغائية لا عقل لها، ولا يُمكن السيطرة عليها من قبل المنظِّمين لها، وتكون سبباً لأمور لا تحمد عقباها، والسعيد من وعظ بغيره، فهل من مُعتبِر؟ لذلك كله أفتى علماء الأمة بحرمة التظاهرات والمسيرات، لكونها وسائل غير مشروعة". ودعت إلى "ضرورة التواصي بتغليب المصلحة العامة للبلاد على المصالح الشخصية، وحث الجميع على بذل مزيد من العمل والجهد، وعدم الانصياع إلى الدعوات التي قد تكون سبباً من النيل في استقرارنا أو من النعم التي ننعم بها".وأكدت أن "في ذلك تجنيب البلاد فتناً عصفت بكثير من البلاد التي استسلمت لمثل تلك الظواهر التي أُخِذتْ من الغرب، وفيها أيضاً تفويت الفرصة على المُغرضين أو الحاقدين الذين يبثون سموم الفرقة والخلاف بين فئات المجتمع، ليُشتتوا جهودنا ويَكسِروا شوكتنا ويُفرِّقوا صفوفنا".وتطرقت الوزارة إلى ما يحدث في غزة، مبينة أن "المسلمين هناك يعيشون أوضاعاً مأسوية، ومرعبة، ومآسي مروعة، إذ المجازر والقذائف والدبابات، وجُثث وجماجم وتقتيل وتدمير وحصار وتشريد في حرب إبادة بشعة، وانتهاك صارخ للقيم الإنسانية، وممارسة إرهاب الدولة، مما لم ولن ينساه التاريخ، بل سيُسجل بمداده قائمة تُسطِّرها دماء الأبرياء الذين رُويت الأرض بمسك دمائهم".وأضافت أن "جرائم اليهود تعددت وتنوعت، فقد رأينا التفجير والتدمير والإرهاب والإرعاب، إنها مناظر مُفزعة متوالية وعربدة صهيونية غادرة، والمدفعية الثقيلة تُمطر حمماً فوق رؤوس العزل"، داعية إلى "إغاثة المسلمين في غزة والاجتهاد في الدعاء لهم في ساعات الإجابة لعل الله يرفع عن الأمة هذه الغمة وينصر المستضعفين من المسلمين".