«حفلة التيس»!
وجدت من خلال قراءتي لرواية "حفلة التيس" وصفاً عميقاً ودقيقاً لدواخل الشخصيات ومشاعرها، وحالات الهلع والذعر التي تنتابها، ورسما آسراً للشوارع والبيوت والطرقات والبحر وفق مشاهد بصرية لم تترك شيئاً إلا أفردت له مساحة عبر مستويات زمنية مختلفة، سيّرها الكاتب جنباً الى جنب لينتقل القارئ بطريقة سلسة بينها.
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
حول هذا الطاغية المتوحش الذي كان يخفي عينيه الرهيبتين وراء نظارة سوداء، ولم يكن يكتفي بمراقبة سلوك الجميع من حوله من خلالهما، إنما راقب وسيطر على ضمائرهم وأحلامهم كذلك، كنت قرأت قبل مدة رواية مترجمة عن الإسبانية بعنوان "حفلة التيس" كتبها الروائي "ماريو بارغاس يوسا"، بقدرة فائقة تمكن هذا الروائي المبدع من أن يصف، بذاك المذاق الذي يميز طريقة الكلام الدومينكانية، مرحلة تاريخية قاتمة في حياة جمهورية «الدومينيكان» الصغيرة. تحدث عن هذا الطاغية الذي أنزل بشعبه من الآفات والمصائب والأهوال ما لا يتصوره عقل، واستطاع رسم صورة مرعبة له مستعيناً بحسه الروائي العميق، وتجربته الأدبية الفنية، عبر تقصي فترة تاريخية سياسية يندر في الفن الروائي تناولها بالشكل الذي أظهرته هذه الرواية.وجدت من خلال قراءتي للرواية وصفاً عميقاً ودقيقاً لدواخل الشخصيات ومشاعرها، وحالات الهلع والذعر التي تنتابها، ورسما آسراً للشوارع والبيوت والطرقات والبحر وفق مشاهد بصرية لم تترك شيئاً إلا أفردت له مساحة عبر مستويات زمنية مختلفة، سيّرها الكاتب جنباً الى جنب لينتقل القارئ بطريقة سلسة بينها، جاءت هذه الرواية لتصف أرواحاً باحثة عن الطمأنينة في تضاريس تلك الجمهورية المضطربة القلقة، لتتحاور بخوف، وتحيا بخوف، وتموت بخوف، لكنها تغلبت في النهاية على هذه العقدة، وقتلت الطاغية!وأنا أكتب ما سبق سئلت عن مناسبة المقال، قلت لا مناسبة خاصة لأن كل الطغاة في التاريخ، كهذا التيس في رواية يوسا، كانت وستكون نهايتهم بشعة بشكل من الأشكال يوما ما، فليتعظ من لم يصله الدور!