نردد باستمرار عبر مؤتمراتنا "الخليجية" أن الإنسان هو المحور الأساسي للتنمية، وأن تنمية قدرات المواطن الخليجي والاستثمار بالعناصر البشرية هدف للخطط التنموية بدول الخليج... باعتباره أي الاستثمار البشري عنصراً رئيساً يدخل في مراحل تخطيط الخطط التنموية وتقييمها، فهل بعد كل تلك المؤتمرات وورش العمل حرصنا فعلا على الاستثمار بتعليم ذي جودة عالية؟ وهل وفرنا للخليجيين البنى التحتية التقنية المناسبة؟ أم أننا نعتمد على التكنولوجيا بالتعلم العفوي الطفولي الذي حول اهتمامنا بالتكنولوجيا إلى نمط استهلاكي للمنتجات التكنولوجية؟ ولم نقم حتى يومنا هذا بإنشاء معهد ذي مواصفات عالمية لتعليم التقنية، ولم ننجح في إنشاء مصنع للكمبيوتر بل حتى للألعاب التكنولوجية؟!

Ad

لا شك أننا في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية بحاجة إلى تنظيم الأجندة الخليجية   لاستيعاب الأعباء الاقتصادية الملقاة علينا، فالمؤشرات التي تستدعي الاهتمام قد نشرتها تقارير عديدة صادرة من المنظمات الدولية كالأمم المتحدة والبنك الدولي مؤخرا، وقد أشارت إلى حاجة دول التعاون إلى إعادة النظر حول الاستثمار في الموارد الطبيعية والبشرية أيضا... بالنسبة إلى سياسة التنمية البشرية فقد استندت الدراسات إلى التشابه بين دول المجلس في الخصائص الديمغرافية والبشرية والثقافية والاجتماعية، وبالتالي الحاجة الى تنمية القدرات التعليمية والثقافية عبر فتح المجال للمؤسسات الأكاديمية  المتخصصة والمتعددة، وخلق مجال تنافسي تعليمي في المنطقة.

 والعامل الآخر الذي يتكرر ذكره في أغلب الدراسات حول الخليج هو الحاجة إلى  التأقلم مع سياسة تعزيز العمالة الوطنية استراتيجيات التنسيق بين مخرجات سوق العمل والتعليم، أما التحديات التي تمس الثروة البشرية فهي الزيادة الكبيرة في نسب العمالة الوافدة التي تعتبر مثيرة للقلق لما لها من آثار سلبية بعد وصول نسبة الوافدين الى أكثر من نصف السكان في بعض الدول الخليجية، أما الارتفاع النسبي الطفيف  للمستوى الصحي الذي يرتبط مباشرة بالاستثمار بصحة البشرية، نلاحظ من خلال الإحصاءات أيضا انخفاضا في معدلات الوفيات وزيادة في أمد الحياة، وذلك لنجاح دول الخليج في وضع حد لأغلبية الأمراض والأوبئة التي تنتقل الى المنطقة مع العمالة التي تجهل سبل التطعيم والنظافة.

والقضية التي أثيرت عبر "تويتر" حول انخفاض مستوى المعيشة في إحدى (أو بعض)  دول الخليج، ودقت ناقوس الخطر بازدياد فجوة الدخل، الأمر الذي يستدعي تمكين الشباب من العمل التجاري وتذليل الصعوبات أمام أصحاب المشاريع الصغيرة بالإضافة إلى حاجتنا لبذل الجهود المكثفة نحو ثقافة الادخار وإدارة ميزانية الفرد والأسرة.

ويأتي موضوع الطاقة والنفط الأكثر أهمية، فبعض دول الخليج بحاجة إلى إعادة تجديد البنى الخاصة بالنفط والغاز الطبيعي، ولن أخوض في خصائص بنى الطاقة والنفط وسأتركها للمختصين.

كلمة أخيرة:

 انتهت استجوابات "الفوضى والتجريح" إلى كشف عدم التنسيق النيابي، وفي الوقت ذاته قدمت للحكومة بعض القضايا التي تستدعي الاهتمام قبل إقرار الخطة الحكومية كحاجة بعض الوزارات إلى "خزانات فكرية" ومستشارين ذوي علم ودراية ومتابعة جيدة لما يجري على الساحة المحلية والدولية.

وكلمة أخرى:

المصالحة الأميركية مع إيران وإعادتها المشروطة للمجتمع الدولي قد تكون قد أبعدت شبح الحرب عن المنطقة، ولكن لدول الخليج الحق في توخي الحذر والحيطة وحماية شؤونها الداخلية.