أظهرت القمة السعودية - الفرنسية التي عُقِدت أمس في روضة خريم، تطابق وجهات النظر بين الرياض وباريس بشأن الملفات الإقليمية في سورية ولبنان وإيران ومصر، كما فتحت صفحة جديدة من التعاون العسكري الدفاعي والاقتصادي بين البلدين.

Ad

في خضم التوتر الذي تشهده المنطقة بسبب تداعيات التفجير الدموي في لبنان وتزايد أعمال العنف، خصوصاً في مصر، واقتراب موعد مؤتمر "جنيف 2" بشأن سورية، عقد العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز قمة مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في روضة خريم أمس، أكدت دعم المعارضة السورية وخارطة الطريق المصرية.

وقال هولاند، في مؤتمر صحافي عقده عقب محادثاته مع العاهل السعودي: "إننا نتشارك الموقف نفسه مع السعودية بالنسبة إلى سورية، وهناك ضرورة لعقد مؤتمر جنيف 2، وأيضاً رغبة في دعم المعارضة التي تعترف بالديمقراطية والتي تريد المشاركة في بناء مستقبل سورية"، مؤكداً دعم باريس لـ"خارطة الطريق الانتقالية في مصر".

وأضاف: "إننا نتفق أيضاً مع الرياض حول مسألة البرنامج النووي الإيراني، ولدينا الرغبة نفسها التي تقضي بالسماح لإيران بالعمل على برنامجها النووي السلمي؛ لأن هذا حق كل دولة، لكننا نعارض تطوير السلاح النووي".

وشدد على "الموقف المشترك من وحدة وسلامة واستقرار أراضي لبنان"، قائلاً: "نعي مدى هشاشة التوازن نتيجة تدفق اللاجئين، فثلث المقيمين في لبنان هم سوريون، وبناء عليه نحن نرغب في مساعدة اللبنانيين، ونتمنى لهم أن يبقوا موحدين في هذه الفترة. أردنا أن نشارك في دعم لبنان، وهذا ما سنقوم به في إطار المجموعة الدولية".

وأشاد هولاند بـ"حكمة الملك عبدالله الذي يملك رؤية ويريد إيجاد حلول لجميع الأزمات المطروحة في الساحة، لاسيما سورية ولبنان".

وقال: "إننا لن نرفع العقوبات عن إيران إلا بعد تأكدنا من التزام طهران باتفاق جنيف"، مشدداً على أن "فرنسا تعمل على إنجاح مرحلة انتقالية في سورية".

وإذ جدد دعم بلاده لـ"الائتلاف السوري"، أكد الرئيس الفرنسي أن "باريس تعرف ما قامت به السعودية لمحاربة المتطرفين في سورية"، معتبراً أن "المخرج من الأزمة السورية الحالية يكون عبر مرحلة انتقالية".

وأكد أن "التعاون الدفاعي مع السعودية هدفه استقرار المنطقة، وليس موجهاً ضد أحد"، مضيفاً: "لدينا شراكة عسكرية وتعاون مشترك دائم مع السعودية، وقد اتفقنا على زيادة التعاون الاقتصادي مع المملكة".

وكان الملك عبدالله ترأس والرئيس الفرنسي جلسة مباحثات بحثا خلالها "آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين في جميع المجالات"، كما بحث الجانبان "مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وموقف البلدين منها".

وبينما عقد الملك عبدالله والرئيس الفرنسي اجتماعاً ثنائياً حضره ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أفاد مصدر مرافق للرئيس هولاند في زيارته بأن العاهل السعودي أشار، خلال لقائه الرئيس الفرنسي، إلى أن هناك اتفاقاً في وجهات النظر بين البلدين إزاء الملفين السوري والإيراني والأزمات الإقليمية الأخرى.

وقال المصدر إن "الملك عبدالله عبر عن قلقه إزاء الأزمات الإقليمية في إيران وسورية ولبنان ومصر، وأشاد بالموقف الشجاع لفرنسا بشأن هذه الملفات الأساسية"، مضيفاً أن العاهل السعودي شدد على "تلاقي مواقف" البلدين حول مختلف هذه الملفات.

وأضاف أن الملك عبدالله اتهم خلال اللقاء الرئيس السوري بشار الأسد بأنه "دمر بلاده" وتسبب في قدوم "المتطرفين الإسلاميين".

وكان الرئيس الفرنسي وصل أمس إلى المملكة في زيارة رسمية تتركز حول الأزمات التي تعصف بالشرق الأوسط، إضافة إلى ملفات اقتصادية ثنائية.

ومن المقرر أن يلتقي هولاند أيضاً في الرياض رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، إلى جانب رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا.

وعلى هامش الزيارة، وُقّعت مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات الصحية، بين وزارة الصحة في المملكة، ووزارة الشؤون الاجتماعية والصحة في فرنسا، وقّعها عن الجانب الفرنسي وزير الخارجية لوران فابيوس، وعن السعودي وزير الصحة عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، بحضور الملك السعودي والرئيس الفرنسي.

(الرياض- أ ف ب، رويترز، يو بي آي)