«المشير» بين رأس عبدالناصر وذراع مبارك
يعلق ملايين المصريين آمالاً عريضة على وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي في تحقيق تطلعاتهم نحو مستقبل أفضل، حين يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة التي يُتوقع حسم نتيجتها لصالحه من الجولة الأولى وبخاصة مع نظرة البعض له باعتباره خليفة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بعدما قام بعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي.وعزز هذا التصور رفع صور السيسي مقترنة بصور الرئيس عبدالناصر في جميع المسيرات والتظاهرات المؤيدة للمشير والتي ظهرت بكثافة في احتفالات المصريين بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، في حين تسللت لدى مؤيديه مخاوف من عودة ظهور رجال نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك وتصدرهم المشهد مجدداً.
أول من اعتبر السيسي امتداداً للزعيم الراحل كان نجله المهندس عبدالحكيم عبدالناصر وذلك في ذكرى وفاة والده في سبتمبر الماضي حين قال إن "زيارة السيسي لضريح عبدالناصر لها طابع خاص"، لأنه امتداد لوالده، متمنياً أن "يقود السيسي مصر في الفترة المقبلة"، بينما اعتبر الكاتب الصحافي المقرب من السيسي ياسر رزق أن "المشير امتداد للرئيس عبدالناصر، وهو الآن الرجل الأول في مصر نظراً لشعبيته الجارفة". على النقيض، يرى المتحدث الرسمي لحملة "مرشح الثورة" الداعمة لحمدين صباحي في الانتخابات الرئاسية المقبلة عمرو بدر أن "السيسي لا يمثل امتداداً لعبدالناصر"، وقال لـ"الجريدة": "نعلم دور عبدالناصر في الاستقلال الوطني، وخلفيته الثقافية ومشروعه الفكري، لكن ما فعله السيسي فعلته المؤسسة العسكرية على مر التاريخ، فالرجل لم يأت بجديد، ولذا أرفض فكرة ترشح السيسي للرئاسة، فوجوده على رأس المؤسسة العسكرية أفضل".أما أستاذة الاقتصاد في جامعة القاهرة عالية المهدي فتؤكد أن "السيسي لن يستنسخ تجربة عبدالناصر"، مشيرة إلى أنه "لا يمكن استنساخ تجربة سابقة في وقت لاحق، وعبدالناصر لم تكن لديه رؤية اقتصادية وإنما اجتماعية، وفي الوقت ذاته رؤية السيسي الاقتصادية والاجتماعية ليست واضحة لأحد".وفي حين، يقول مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير معصوم مرزوق إن "المشهد الحالي يشير إلى أن السيسي لن يستطيع الإفلات من أذرع مبارك المتمثلة في رجاله المتغلغلين في الإدارة المصرية، والذين يحاولون استعادة أدوارهم القديمة عبر بوابة السيسي"، أكد وزير التنمية المحلية الأسبق محسن النعماني أن "مؤيدي السيسي ليسوا من فلول مبارك أو غيره".