"لا تسألني كيف أشعر واسألني بماذا أفكر". المرأة الحديدية في فترة السبعينيات  

Ad

والتي لم تكن فترة سلسة أبداً، فقد واجهت تاتشر المعادلة الصعبة التي تطلبت تنفيذ  الخصخصة وترشيد الإنفاق الحكومي في الوقت ذاته، ورغم اتهامها بالتسبب في انهيار الإنتاجية الصناعية وازدياد الفجوة بين الأغنياء والفقراء فإن ذلك لم يمنعها من الحصول على لقب المرأة التي غيرت وجه التاريخ، وفي الفترة ذاتها أي السبعينيات تصاعدت الأحداث في العالم العربي، الذي استمر مسرحاً لصراع القوى الكبرى بامتياز.

وأحداث العالم العربي ينظر إليها بالمنظار الواقعي، أي النظرية الواقعية بالنسبة إلى العلاقات الدولية، وذلك لأهمية دور الدولة في صياغة المواقف تجاه القضايا الخارجية، بالإضافة إلى بعض الشخصيات الكاريزمية المؤثرة في صنع القرار والنخبة الإدارية التنفيذية.

ومنطقتنا في تلك الفترة عرفت باحتوائها ساحتي النزاع؛ الأولى النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، والثانية منطقة الخليج العربي، أما بالنسبة إلى السياسة الخارجية فقد ارتأت الكويت آنذاك الاتجاه شرقا إلى الصين، والاعتراف بالصين الشعبية بدلا من الوطنية (فورموزا) طبقا للاقتراح الإسباني في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وبعدها بعامين أصبحت الصين محط أنظار نيكسون وسياسته الاحتوائية، وقبل منتصف السبعينيات شهدت منطقة الخليج أحداثاً متعددة منها حادثة "الصامتة" على الحدود الكويتية، والتي عززت التضامن الداخلي وأطلقت العنان للدبلوماسية الكويتية وأدوات القانون الدولي لترميم العلاقات بالجوار واحتوائها، أي العراق وإيران معاً، تبعتها أحداث حرب أكتوبر واستخدام سلاح النفط العربي تجاه العالم.

وفي منتصف السبعينيات كثفت الكويت علاقاتها بدول الخليج، وذلك بعد نيلها استقلالها حيث دعمت الإمارات دعما تربوياً وإعلاميا في فترة الستينيات.

أما على مستوى الوساطة الكويتية الناجحة فقد استمرت في ذلك الدور خليجيا من خلال تعزيز المثلث السعودي الكويتي اليمني في الجهود لحل الأزمات اليمنية الداخلية المتكررة، وعربياً استمرت البيانات الكويتية اللبنانية الثنائية المشتركة كما أخذت الكويت على عاتقها الترتيب للمؤتمر السداسي الذي عقد في المملكة العربية السعودية لمناقشة الأزمة اللبنانية.

وفي نهاية السبعينيات انطلقت الثورة الخمينية في إيران والغزو السوفياتي لأفغانستان، وأزمة الرهائن، أيضاً استطاعت الكويت أن تفوز بمقعد بمجلس الأمن، وتحمل على عاتقها كل ما يخص أزمات الشرق الأوسط وهموم الكتلة الآسيوية، وعلى المستوى الرياضي ازدحمت الصفحات الرياضية بمباريات السباحة بدول الخليج وكرة الطائرة وإنفاق ملياري لتلميع الشخصيات التي لا تمتّ للرياضة بصلة.

وانطلق برنامج مع الطلبة التلفزيوني الثقافي التربوي، والذي عكس الجهود التربوية والتعليمية والثقافية معا، كما شكلت فترة السبعينيات بدءاً للتجنيد الإجباري للشباب، ولا شك أنها فترة كانت محملة بالقضايا والأزمات الإقليمية والدولية، ورغم ذلك فقد تألقت الدبلوماسية الكويتية بجهود صاحب السمو، حفظه الله، عندما كان وزيراً للخارجية، كما ازدادت الجبهة الداخلية التحاماً، ولم تتهاون يوماً عن التفوق الثقافي والرياضي.