في خطوة لترتيب الأولويات، يستعد رئيس الوزراء العراقي الملكف حيدر العبادي للقاء تنسيقي مع المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، في وقت حطمت المحكمة الاتحادية آمال رئيس الحكومة السابق نوري المالكي بفصل سريع في أمر ولايته الثالثة، مؤكدة أن إجراءاتها تتطلب وقتاً طويلاً.

Ad

كشف القيادي في حزب الدعوة الإسلامية في العراق صلاح عبدالرزاق أمس، عن لقاء قريب يجمع بين رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي والمرجع الديني الأعلى علي السيستاني، فيما أكدت المحكمة الاتحادية الحاجة إلى مزيد من الوقت للبت بالدعوى القضائية التي رفعها رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ضد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم لتكليفه العبادي بتشكيل الحكومة.

وقال عبدالرزاق أمس، إن «رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي سيلتقي المرجعية الدينية العليا علي السيستاني قريبا»، مشيرا الى أن «حزب الدعوة أصدر بيان دعم بشكل واضح وصريح للعبادي».

ودعا الكتل السياسية الى «التعاون معه في سبيل الإسراع بالتصدي الى زمر داعش وإفشال المخططات الإرهابية»، نافيا «استبدال العبادي بمرشح آخر».

وأكد عبدالرزاق أن «الأنباء التي أثيرت في مواقع التواصل الاجتماعي عن استبدال العبادي بمرشح آخر مقابل سحب المالكي الشكوى المقدمة في المحكمة الاتحادية لا أساس لها من الصحة»، لافتا الى أن «الموضوع برمته يهدف الى التشويش خاصة وأن المرجعية العليا أبدت دعما لرئيس الوزراء المكلف».

المحكمة الاتحادية

في السياق، قال المتحدث باسم مجلس القضاء الأعلى في العراق القاضي عبدالستار البيرقدار أمس، إن «المحكمة الاتحادية لن تتمكن في الوقت الحالي من البت بدعوى رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ضد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم لتكليفه حيدر العبادي بتشكيل الحكومة»، عازياً ذلك إلى كثرة الإجراءات التي تسبق قرار المحكمة.

وأضاف البيرقدار أن «الدعوى حالياً في مرحلة التبليغات التي ستفضي إلى تحديد موعد للمرافعة، وسيتم بعد ذلك تقديم الحقائق والمرافعات»، مشيراً إلى أنه «بعد اكتمال جميع هذه الإجراءات ستصدر المحكمة الاتحادية قرارها».

وكان المالكي أعلن قبل يومين، أنه سيقدم شكوى إلى المحكمة الاتحادية ضد رئيس الجمهورية لارتكابه «مخالفة دستورية» بعدم تكليف الكتلة الكبرى.

«داعش» يحشد

وعلى صعيد آخر، قالت مصادر أمنية ومسؤول محلي إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يحتشدون قرب بلدة قرة تبة العراقية الواقعة على بعد 122 كيلومترا إلى الشمال من بغداد في محاولة فيما يبدو لتوسيع جبهة القتال مع قوات البشمركة الكردية، مشيرة إلى أن التحرك حول «قرة تبة» يدل على أن «داعش» اكتسب مزيدا من الثقة ويسعى للسيطرة على مزيد من الأراضي القريبة من العاصمة بعد أن أعيق تقدمه في تلك المنطقة.

ويستخدم «داعش» أنفاقا حفرها نظام صدام حسين في التسعينيات من القرن الماضي لنقل المقاتلين والأسلحة والمؤن سرا من معاقل التنظيم في غرب العراق إلى بلدات تقع إلى الجنوب من بغداد.

حزام بغداد

من جهتها، أكدت وزارة الدفاع العراقية في بيان أمس، أن مناطق حزام بغداد آمنة، لافتة إلى أن «قائد عمليات بغداد اللواء قاسم عطا قام، برفقة المتحدث باسم قيادة العمليات العميد سعد معن والضباط ضمن قاطع المسؤولية، بجولة مسائية تفقدية على السيطرات المشتركة العاملة في مناطق حزام بغداد».

وأوضحت الوزارة أن «تلك الجولة جاءت للاطلاع على جاهزية القوات الأمنية والواقع الأمني المتحقق والتأكد من حجم القوات القتالية واحتياجاتها، فضلاً عن الرد على بعض وسائل الإعلام المغرضة»، لافتة إلى أن «المواطنين في تلك المناطق متعاونون بشكل إيجابي مع القوات الأمنة».

مساعدات فرنسية

إلى ذلك، قال مصدر رفيع في قوات البيشمركة أمس، إن المساعدات العسكرية الفرنسية وصلت الى إقليم كردستان العراق، مشيرا إلى أنه سبقتها وصول مساعدات أميركية ومن دول أخرى.

وأوضح المصدر أن المساعدات «شملت أسلحة متطورة، ثقيلة وخفيفة وسيتم نقلها مباشرة إلى جبهات القتال مع تنظيم داعش، وهناك 130 مستشارا عسكريا أميركيا وصلوا الى إقليم كردستان لتقديم المشورة العسكرية والتخطيط لقوات البيشمركة في حربها ضد داعش، إلى جانب دراسة العدو»، لافتا الى أن «عددا من الدول عبرت عن استعدادها لتدريب قوات البيشمركة على استخدام الأسلحة المتطورة التي تستلمها».

في السياق، طالب محافظ الأنبار أحمد خلف الدليمي أمس، الولايات المتحدة بمساعدته عسكريا لمحاربة «داعش».

وقال الدليمي: «هدفنا الرئيسي هو الإسناد الجوي. التكنولوجيا التي يمتلكونها ستوفر لنا معلومات استخبارية ومراقبة للصحراء وأمورا أخرى نحن بحاجة إليها»، مضيفا: «لم يحدد تاريخ لذلك ولكن قريبا جدا سيكون هنالك وجود للأميركان في الصحراء الغربية».

(بغداد ـــــــ أ ف ب، د ب أ، كونا)