أخطاء استراتيجية
خطأ شائع عندما نتحدث عن التخطيط الاستراتيجي دون تحديد هدف استراتيجي واضح وخارطة طريق تنفيذية. وخطأ استراتيجي شائع أيضا عندما تخلو الخطط التنموية من وسائل للتقييم والقياس لاختبار مدى تطابقها مع الأهداف ورصد انحرافها عن مسار السياسة العامة.ما سبق أخي القارئ غيض من فيض ضمن العلوم الإدارية، والتي تتسلح بها علوم العلاقات الدولية في وقتنا الحالي لتقترب من آلية صنع القرار السليم.
ولطالما تابعنا كباحثين في المجال الإداري والسياسي أيضا العديد من الخطط والدراسات المحلية التي تحتوي على توصيات هامة تعتبر مؤشرات سليمة لقضايانا المستقبلية، ومنها أذكر البحث عن جودة التعليم والوظيفة المناسبة.وبإلقاء نظرة سريعة بغرض البحث عن العوامل المشتركة التي جمعت الأفكار حول السكان والعمل والتعليم كمكونات للسياسة العامة لوجدنا ما يلي:- متغيرات سوق العمل: مازال الخريج الجامعي بين جاذبية القطاع الحكومي للقوى العاملة المحلية، ويقابله عزوف عن العمل في القطاع الخاص, ورغم تحذير المؤسسات الدولية من عطايا القطاع الحكومي مقابل إنتاجية منخفضة فإنه مستمر في منافسة القطاع الخاص عن طريق صناعة كوادر ذات رواتب عالية جدا لن يستطيع القطاع الخاص منافستها. - متغيرات ديمغرافية: أجمع الكثيرون على عدم تجانس التعداد السكاني، وأصبح الهم الديمغرافي من الهموم الخليجية الآخذة في الازدياد دون إجراءات تذكر لاحتوائها، فاختلفت قوانين التجنيس في الخليج وازدادت الفجوة بين المواطنين والوافدين.- أزمة التعليم: ازداد مستوى الإنفاق على عملية التعليم، وتسابقت المدارس الخاصة في الاهتمام بالنخبة التي تملك المال, تاركة الكفاءات ذات القدرات المادية المحدودة لمدارس الدولة التي تضخم بها بند الرواتب والأجور، وتضاءل الإنفاق على البحث العلمي والتكنولوجيا, وفي ظل إنشاء المدارس ذات الخمس نجوم مؤخرا فقد غابت للأسف المختبرات العلمية وتعطلت المراكز البحثية وازدادت قيمة الرواتب دون قياسها بالإنتاجية.- أزمة المهارات التفاوضية: أثقلت قضايا الحدود المتنازع عليها، البحرية منها والبرية، بيانات مؤتمراتنا الإقليمية، وأثيرت الشكوك حول النوايا، والكل يتهم الكل في التدخل في الشأن الداخلي، فإلى متى تدور الدول العربية في دائرة الشك؟ ألم يحن الوقت لتهيئة أبنائنا من الباحثين والدبلوماسيين والإداريين من أعضاء جامعة الدول العربية لاكتساب مهارات تفاوضية جيدة وتهيئة موائد الحوار بشكل دوري لتنمية المهارات تجاه القضايا الواقعية.- كلمة أخيرة: مع اقتراب موسم السفر استحدثت بعض دول الخليج نظام التسجيل في خدمة حماية المساكن بوزارة الداخلية، وخط ساخن للإبلاغ عن السرقات، وهي فكرة جيدة باعتقادي، حيث تضع الدولة المواطن وأمنه بعين الاعتبار.