لبنان: «الأمن الذاتي» يعود إلى مناطق «حزب الله»

نشر في 22-11-2013 | 00:01
آخر تحديث 22-11-2013 | 00:01
● فتفت لـ الجريدة.: غلطة إضافية للحزب وخطوة أولى نحو التقسيم
● سليمان و«المستقبل» يعزّيان... وعبداللهيان يلتقي نصرالله
«الأمن الذاتي» هو مفهوم قديم - جديد عاود الظهور في المشهد السياسي اللبناني خلال الأشهر الماضية، فبعد انفجاري الرويس وبئر العبد عمد «حزب الله» إلى نشر عناصره على مداخل الضاحية الجنوبية لبيروت وكل المناطق الجنوبية التي تخضع لنفوذه قبل أن تتسلم القوى الأمنية الشرعية تلك الحواجز في إطار ما سمي «الخطة الأمنية للضاحية» بعد انتقادات سياسية و»اجتماعية» لاذعة للحزب.

 وعاد هاجس «الأمن الذاتي» بقوة بعد التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا مقر السفارة الإيرانية في بيروت، فقد أقام الحزب حواجز في الأحياء الداخلية للضاحية، فضلاً عن نقاط أمنية في مختلف البلدات الجنوبية تسأل المدنيين عن وجهة سيرهم وهويتهم.

وعلق عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتف على هذا الأمر، وقال لـ»الجريدة» إن «تطبيق الأمن الذاتي حماقة، وجميع الأطراف التي اعتمدت هذا الأسلوب على مدى السنوات الماضية دفعت ثمنه غاليا على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية»، لافتاً إلى أنه «الخطوة الأولى نحو تقسيم البلد».

واعتبر فتفت أن «الأمن الذاتي غلطة إضافية يقترفها حزب الله بحق كل اللبنانيين والطائفة الشيعية خصوصا التي تتضرر بشكل مباشر من جرائه»، مشيراً إلى أنها «رسالة عدم ثقة بالدولة والمؤسسات، وهي استكمال للسياق العام الذي أعلنه السيد نصرالله وهو عدم حاجة الحزب للدولة».

 

سليمان و«المستقبل»

 

وعشية عيد الاستقلال وفي اليوم الثالث من الاعتداء على السفارة الايرانية ببيروت، شهد لبنان أمس حدادا على ضحايا التفجير وتوقف العمل في المؤسسات والادارات الرسمية مدة ساعة. 

وفتحت السفارة أبوابها أمس ايضا أمام المعزين الذين تقدّمهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان ووفد من كتلة «المستقبل» برئاسة النائب عمار حوري الذي اعتبر «تفجير السفارة الايرانية مصابا جللا اصاب كل اللبنانيين والسفارة الايرانية». واستنكر حوري، الذي تحدث باسم الوفد، «هذا العمل الارهابي المدان»، وتمنى «الشفاء للجرحى والرحمة للشهداء»، واكد ان «هذه اللحظة ليست للنقاش السياسي، وعلينا ان نترفع عن كل ما يفرقنا». كما علم أن القائم بأعمال السفارة السعودية في بيروت عبدالله الزهراني زار أمس مقر السفارة حيث التقى السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي مقدما له التعازي في ضحايا الهجوم.

وشدد أبادي على أنّ «المجموعات التكفيريّة المسيّرة من العدو الصهيوني التي نفّذت التفجيرين لن تعطي أيّ جدوى في أعمالها»، مضيفاً: «ما حصل يزيدنا قوّة وقناعة وعلى من يخطط لهذه الجرائم أن يعرف ألا جدوى لها».

وأشار إلى أنّ «لبنان بكل تياراته استنكر هذه العمليّة الإرهابيّة»، وأضاف: «ما حصل يعطينا دافعاً لكي نستمر بنهجنا في مواجهة المشاريع القمعيّة الإسرائيليّة وأدواتها في المنطقة». 

 

عبداللهيان

 

إلى ذلك، رأى مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون المنطقة العربية وإفريقيا حسين أمير عبداللهيان أن «القوى الأمنية اللبنانية تتابع جريمة بئر حسن ولا حاجة لأن نشارك معها في التحقيق بالحادثة لأننا نرى أنها تقوم بدورها»، معتبرا أن «الكيان الصهيوني يقف وراء هذه الجريمة الإرهابية وقد استخدم التكفيريين لتنفيذها».

وعلّق على اللقاء الذي جمعه مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أمس، قائلاً: «لقد تكلمنا بشكل مفصل عن الحادثة وتفاصيلها».

المقداد: بعض المستنكرين برر قتل أطفال سورية

علق المنسق السياسي والإعلامي لـ«الجيش السوري الحر» لؤي المقداد على استهداف السفارة الإيرانية في بيروت الثلاثاء الماضي بمنطقة الجناح بالقول ان «كل عمل إرهابي يستهدف المدنيين هو مدان ومستنكر».

وقال المقداد في تصريح لـ«الجريدة» أمس إن «من جرّ المنطقة إلى هذا الدرك، ويتحمل المسؤولية المباشرة هما إيران وحزب الله»، مشيراً إلى «انهما من جندا الجماعات المتطرفة وخلقا وهيآ الظرف المواتي لتنفيذ هكذا جريمة». وتابع: «للأسف الأبواق والوجوه الكالحة التي نزلت الى ساحة الانفجار للاستنكار هي نفسها التي بررت قتل المدنيين والأطفال السوريين على يد نظام بشار الأسد»، في إشارة الى بعض نواب «حزب الله» والشخصيات السياسية المؤيدة للحزب والداعمة لتدخله العسكري في سورية.

 

back to top