مؤتمر الكويت... ترياق للجرح العربي

نشر في 26-03-2014
آخر تحديث 26-03-2014 | 00:01
 د. ندى سليمان المطوع شعور خاص نشعر به كمتابعين ومهتمين بما يجري في "البيت العربي" من خلال القمة العربية التي تستضيفها الكويت، وهو أن الدبلوماسية الناجحة تكمن في اختيار الوقت المناسب للتنسيق والتحرك، ومن الواضح من خلال ترؤس دولة الكويت جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي في آن واحد أنها ماضية في استعادة موقعها   على المسرح الدولي، وذلك باختيارها الوقت المناسب لإدارة أربعة مؤتمرات دولية وإقليمية واستضافتها، وبمباشرتها تفعيل ما يسمى بدبلوماسية القمم وفي الوقت المناسب، أعني في ظل الانقسام العربي تجاه قضايا داخلية وخارجية تأتي المؤتمرات لتوفير قاعدة من الاستمرارية.

ومن خلال النقاشات والأحاديث مع بعض أعضاء الوفود المشاركة حول سيل الاستفادة من الفرص برز موضوع تعديل الميثاق، والذي باشرت عدة دول بالعمل على صياغة اقتراحات التعديل، وفيما يخص الجانب الشعبي، وإن كنت أتمنى مشاركة "الشعوب" في صياغته أو جمعيات النفع العام لتخفيف العبء الملقى على اللجنة التابعة لجامعة الدول العربية، ولإضافة المزيد من الواقعية في صياغة القرارات والقوانين المقترحة.

 وأبرز ما يجب أن يتضمنه تعديل الميثاق يكمن في الحاجة إلى تعزيز الأدوات الثقافية بين الدول، ووضع إطار عام للسياسة الثقافية المرتبطة بفرص التعليم والتدريب بالإضافة إلى تنمية المراكز الإبداعية، وقد آن الأوان لاستحداث منظمة للثقافة والتعليم مستقاه من اليونسكو.

 وينتقل الحديث من الفرص للتحديات التي يواجهها جهاز جامعة الدول العربية الإداري، ويتضح لنا العجز الواضح في تبني الجامعة نموذجا واضحا لإصلاحها كمؤسسات إقليمية في ظل ما يسمى بالإقليمية الجديدة، والسبب في اعتقادي طغيان السياسة على الإصلاح الإداري والتنموي.

 فالخطاب الرسمي العربي مازال يأتينا محملا بالوعود التنموية، لكنه مثقل بالهموم السياسية، وإن لم تكن هناك رغبة جادة في التعالي على الخلافات وتحويل الشعور بالصعوبات إلى رغبة تنموية صادقة، فلن نشهد أي إنجازات على الصعيد العربي، ومع زيادة أفق الاتصال بالمنظمات والشبكات الدولية يجب علينا أن ندرك أنه لا مجال لعزلة الدول، ومع ازدياد هاجس عدم الاستقرار بدول الربيع العربي أو دول عدم الاستقرار (كما أسماها بعض رؤساء الوفود) تزداد الحاجة إلى التركيز على الأمن والاقتصاد كأولوية، والحرص على تعزيز الحريات ومكافحة الفساد.

 وفي النهاية فقد عودتنا الكويت على "النكهة الكويتية الداعمة لمشاريع التنمية والتطوير" والخطاب المتفائل الذي اعتدنا أن نسمعه من سمو الأمير حفظه الله، وتستمر الكويت باحتفاظها بالترياق الخاص بمداواة الجراح العربية.

كلمة أخيرة:

 المعرض الذي استضافه المركز الإعلامي احتوى على أجمل الأعمال اليدوية من الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية، تمنيت لو تم فتح أبواب المعرض للعامة.

وكلمة أخرى:

 من مزايا الثورة التكنولوجية أنك لن تستطيع أن تعزل أحداً، فالمهارات كفيلة بتمهيد الطريق أمام الكفاءات للظهور.

back to top