العيار: استمرار السياسة الحكومية الحالية في إدارة الدولة سيدخلنا في مستقبل «مجهول»... قد لا نستطيع مواجهته

نشر في 13-11-2013 | 00:03
آخر تحديث 13-11-2013 | 00:03
No Image Caption
● «متشائم حيال واقع الاقتصاد الكويتي ومستقبله ولابد من تضافر الجهود لبلوغ بر الأمان»
● «الفساد منتشر في بعض الدوائر الحكومية وإنتاجية الموظف فيها لا تتعدى 16 دقيقة في اليوم!»
قال العيار إن من أكبر أخطاء الحكومة إمعانها في تهميش دور القطاع الخاص، مقابل هيمنتها على أغلبية القطاعات الاقتصادية الحيوية والفاعلة في البلاد، مما أصابه بالإحباط الشديد.

أعرب نائب رئيس مجلس إدارة شركة مشاريع الكويت القابضة (كيبكو) فيصل العيار، عن تشاؤمه حيال واقع الاقتصاد الكويتي ومستقبله، في حال استمرار طريقة الإدارة الحالية للدولة وسياساتها الإقتصادية، مشيراً إلى أن هذه السياسات ستؤدي حتماً إلى مستقبل «مجهول» قد لا نستطيع مواجهة ما يأتي فيه من أزمات.

وقال العيار خلال حلقة نقاش حول مائدة مستديرة، مساء أمس الأول، مع أعضاء برنامج بروتوجيز، والذي أداره محمد المنيخ، أحد متدربي البرنامج، إن من أكبر أخطاء الحكومة إمعانها في تهميش دور القطاع الخاص مقابل هيمنتها على غالبية القطاعات الاقتصادية الحيوية والفاعلة في البلاد، مما أصابه بالإحباط الشديد.

 

الاهتمام بالشباب

 

ودعا إلى ضرورة تضافر جميع الجهود الحكومية والخاصة والأهلية، بما في ذلك جهود الطاقات الشبابية، للأخذ بيد الاقتصاد الكويتي، إلى بر الأمان، وتمكينه من مواجهة استحقاقات وتحديات المرحلة المقبلة، معرباً عن أمله في إصلاح الأوضاع الاقتصادية في الكويت بهمة الشباب، مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بهم وتطوير قدراتهم وتحفيزهم وتشجعيهم على مبادراتهم.

وأكد العيار أن الفساد مستشر في بعض الدوائر الحكومية، كما أن الحجم الضخم للتعقيدات وغياب الشفافية والروتين القاتل والبيروقراطية أدت إلى تدني إنتاجية الموظف الكويتي في القطاع العام، التي لا تزيد على 16 دقيقة فقط في اليوم من إجمالي ساعات العمل، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الشاب الكويتي جيد إذا ما اهتم بمشروعه الخاص، فنراه يعمل بكل اجتهاد وراء مشروعه بين وزارات الدولة ومؤسساتها، وهذا ما يجعله يقول دائماً ان الكويت قابلة للإصلاح بهمة الشباب.

 

الشباك الواحد

 

وشدد العيار على  ضرورة اعتماد نظام الشباك الواحد، لتنتهي أمامه معاناة المبادرين الذين يعانون الأمرين في إنهاء معاملاتهم الرسمية، لإصدار التراخيص ومباشرة مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة، خصوصاً بعدما وعده المسؤولون بـ»الخير»، وأضاف مازحاً: سنراه بعد عشرين عاماً!

 

محطات ناجحة

 

وتناول العيار بعض أهم المحطات الناجحة في مسيرته مع «كيبكو»، التي أرجع أسبابها إلى روح الفريق الواحد الذي يعمل معه، وفي مقدمتها صفقة بيع حصة الشركة في الشركة الوطنية للاتصالات، التي قال إنها تعكس استراتيجية «كيبكو» التي استطاعت أن تبيع استثماراً رأسماله لا يتجاوز 100 مليون دولار، بـ8 مليارات دولار، أي بأرباح تصل إلى 80 ضعف المبلغ المستثمر في الشركة، وذلك خلال 6 سنوات فقط على تأسيس «الوطنية للاتصالات»، معتبراً ان صفقة البيع كانت «ضربة معلم»، لأن «كيبكو» استشعرت أهمية بيعها في ظل هجمة نحو قطاع الاتصالات في الكويت، حيث وصلت نسبة مستخدمي الهواتف النقالة إلى 120 في المئة مقارنة بإجمالي عدد السكان، ولأننا ارتأينا أن التخارج وقت الصفقة بتلك الأرباح الوفيرة، خير من انتظار سنوات لتوسع قد لا يأتي بتلك الأرباح، في ظل التشبع والمنافسة الشديدة في سوق الاتصالات.

 

«الخطوط الوطنية»

 

وفيما يتعلق بتجربة «كيبكو» مع شركة الخطوط الوطنية، قال العيار ان هناك خلطا في الموضوع، لأن حصة «كيبكو» في «الخطوط الوطنية» 12 في المئة فقط، وهي نسبة غير مؤثرة ولا تؤمن لنا السيطرة في ظل وجود تجار كويتيين كبار آخرين في مجلس الإدارة، وعليه، فنحن غير ملامين على توقف عمل الشركة، كما أن أياً من شركاتنا لم يتأثر بالمصير الذي آلت إليه «الخطوط الوطنية»، فهي ليست شركة تابعة أو زميلة لنا، معتبراً مساهمة «كيبكو» في «الخطوط الوطنية» تجربة جيدة، حيث انها أسعدت الشعب الكويتي، مشيراً إلى سروره بما يسمعه عن جهود تبذل لتسوية أوضاع الشركة، من أجل معاودة تسيير رحلاتها مجدداً، ومتمنياً أن تكلل تلك الجهود بالنجاح.

سيرة ذاتية

 

واستعرض العيار – بناء على طلب الحضور- تجربته الذاتية في العمل التجاري، الذي كان قد استهله وهو في سن الخامسة والعشرين من عمره، عندما قرر أن يهجر الوظيفة الحكومية كنقيب طيار في سلاح الطيران، ويضحي بالاستقرار الحكومي المالي والوظيفي، والذي كان بمثابة صمام الأمان له ولأسرته، ليخوض غمار مغامرة كانت أقرب إلى المقامرة، عندما قرر دخول سوق المناخ، وهذا ما كان، مشيراً إلى أنه حقق في أسبوع أرباحاً فاقت راتبه الحكومي بأكثر من 20 مرة.

وأضاف: «لكن هذه السعادة لم تدم طويلاً، إذ انه سرعان ما انهار السوق وانهارت معه مقدرات الكثيرين، الذين ذهبت أحلامهم بمواصلة العصر الذهبي للسوق أدراج الرياح»، لافتاً إلى أنه على الرغم من تلك النتيجة المؤسفة، فإنه نظر إلى النصف المملوء من الكوب، وتعامل بإيجابية مع الخبرة التي اكتسبها من تلك التجربة، والتي صقلته وقوته ولم تضعفه.

 

الفترة الأسوأ

 

وأشار العيار إلى أن الفترة من عام 1981 إلى 1986 كانت الفترة الأسوأ للقطاع الخاص، حيث عانى الأمرين من الهيمنة الحكومية التي أصابته بالإحباط والكآبة، لافتاً إلى واحدة من أول محطاته الناجحة في المجال الاستثماري، متمثلة في اندماج 3 شركات ألبان سعودية لتشكل واحدة من كبرى شركات الألبان في السعودية حالياً،  وذلك عندما كان يشغل منصباً قيادياً في الشركة السعودية الدانماركية للألبان والأغذية (سدافكو)، قبل أن ينضم إلى «كيبكو» في عام 1990.

انتشار إقليمي

 

وأوضح العيار أن «كيبك» اليوم شركة إقليمية، لديها تواجد في 26 دولة، ويعمل فيها أكثر من 13 ألف موظف، وتقدر قيمة أصولها بنحو 27 مليار دولار، مشيراً إلى دورها في دعم مسيرة الاقتصاد الوطني، من خلال أنشطتها التي تتوزع على العديد من القطاعات كالخدمات المالية، والعقار، والإعلام، والصناعة، والتأمين، والتعليم، والصحة، وغيرها من القطاعات.

وأكد العيار دعم المجموعة للمبادرات الشبابية وأصحاب المشاريع الصغيرة، لافتاً إلى الدعم الذي تقدمه «كامكو»، إحدى شركات المجموعة، لهذه الشريحة، سواءً عبر صندوق عهدت الدولة للشركة بإدارته، أو عبر صناديق أخرى تديرها «كامكو».

 

«البروتوجيز»

 

وخاطب العيار أعضاء «البروتوجيز» بالقول إن إحدى أهم ثروات أي دولة هي شعبها، ونحن نرى أن مستقبل دولة الكويت يكمن في شبابها ولذلك قدمت شركة المشاريع وشركات المجموعة دعمها لبرنامج البروتوجيز الذي يسعى إلى مساعدة المواهب الشابة وتحضيرهم للعب دور في تنمية بلدهم واقتصاده، مؤكداً دعم ومساندة الأنشطة الطلابية في الكويت والولايات المتحدة، وقد شكل برنامج بروتوجيز فرصة أخرى بالنسبة لـ»كيبكو» لدعم الشباب، نظراً لأنه يقدم للشباب الكويتيين فرصة تطوير مهاراتهم، و»نحن نرى أن خريجي هذا البرنامج سيتفوقون في المجالات التي يحبونها ونتمنى لهم كل التوفيق والنجاح».

وتعتبر «كيبكو» هي الشريك الاستراتيجي لبرنامج بروتوجيز وهو برنامج تفاعلي مبتكر يقوده مجموعة من المرشدين ويعتمد على تدريب الشباب بطرق مبتكرة ويشجعهم على اكتشاف شغفهم وتزويدهم بأدوات تساعدهم على مواجهة تحديات العمل وحثهم لأن يصبحوا أعضاء فاعلين في اﻟﻤﺠتمع والجيل القادم من القادة في الكويت.

لا خوف على «كيبكو»

أكد العيار أنه لا يخشى على «كيبكو»، فوضعها المالي ممتاز وقطاعاتها متنوعة وتواجدها إقليمي، لكنه «متألم» على الكويت، فلدينا كل الإمكانات والشباب والقدرات والخطط لكننا نفتقد التنفيذ. وأضاف أن التكنولوجيا لاعب أساسي هام في الابتكار وجودة الخدمة، ولا يمكن لأي قطاع الاستغناء عنها.

«الربيع العربي»

أكد العيار أنه رغم وجود استثمارات للمجموعة في مصر وتونس والأردن وسورية، لكن تأثرها بأحداث الربيع العربي كان محدوداً في ظل سياستها في إدارة المخاطر، فالإدارة السليمة تكمن في الحد من المخاطر في تلك الظروف.

سجل أبيض

قال العيار ان «كيبكو» تفتخر بسجلها ناصع البياض، حيث لم يشهد طوال تلك السنوات منذ تأسيس الشركة، أي فضيحة مالية أو حالات نصب وتزوير وتجاوزات، كما أنها تفخر بولاء موظفيها الذين تعمل على استقطابهم وتحفيزهم على العمل، عبر قنوات التواصل والحوار المباشر ونظام المكافآت، مضيفاً أن لدى المجموعة موظفون بدأوا معها منذ تأسيس الشركة ولايزالون يعملون فيها حتى اليوم، زرع روح المثابرة والتحدي، موضحاً أن نظام الحوافز والمكافآت، هو أحد سبل الشركة لتشجيع موظفيها على العطاء والعمل دون ملل.

رسالة مؤتمر «الشفافية لم تصل»

تحدث العيار عن بادرة «كيبكو» التي بدأت منذ 7 سنوات وذلك بعقد مؤتمر سنوي للشفافية، لإيضاح أداء الشركة خلال السنة الفائتة وتوقعاتها للسنة المقبلة مع ذكر المشاكل التي تصادفها الشركة بكل وضوح للمساهمين والمستثمرين، مضيفاً ان «كيبكو» أرادت من ذلك ترسيخ فكر جديد في السوق الكويتي، الذي يعاني التعتيم ونقص المعلومات، إلا أنه للأسف، فإن أي مؤسسة أخرى في الكويت لم تقتد بهذه الخطوة، «الظاهر رسالتنا ما وصلت».

برج «كيبكو» 

ذكر العيار ان المجموعة أطلقت اسم «كيبكو» على برج «المتحدة» لأنها تمتلك نحو 70 في المئة في شركة العقارات المتحدة، كما أنها تمتلك 7 أدوار تقريباً في البرج، وبالتالي فمن حقها أن نضع اسمنا عليه.

وتوقع من جهة أخرى أن ينخفض الطلب على العقار الاستثماري خلال العام المقبل، مع توقعات بارتفاع نسبة الفائدة على القروض المتدنية حالياً.

 

back to top