رندلى قديح: انفتاح عربي أكبر تجاه المسلسلات اللبنانية

نشر في 09-12-2013 | 00:02
آخر تحديث 09-12-2013 | 00:02
ممثلة ومخرجة لبنانية، صوّرت كليبات عدة، وأخرجت مسلسلات درامية وكوميدية في لبنان. سواء في أدوارها التمثيلية أو في أعمالها كمخرجة، تميّزت بمناصرة المرأة العربية والدفاع عن حقوقها والإضاءة على مشكلاتها وإبرازها بأجمل صورة.
تستعد رندلى قديح لتصوير مسلسل تلفزيوني جديد فضلا عن تصوير كليبات. عن أعمالها تحدثت إلى {الجريدة}.
{ثلاث ستات برّات البيت} جديد مسلسلاتك التلفزيونية، أخبرينا عن تفاصيله.

مسلسل {لايت كوميدي} يتكوّن من ثلاثين حلقة، كتابة مروان العبد وإنتاج شركة {فينيكس برودكشن}، سنحدد قريباً الثنائيات الثلاث فيه.

هل سيكون لبنانياً صرفاً أو يضم خليطاً عربياً؟

سيكون مزيجاً من ممثلين عرب ولبنانيين، إنما لم يتقرر مكان تصويره بعد أو هوية الممثلين العرب، لأن ذلك يتعلق بعملية بيع المسلسل لمحطة فضائية عربية.

ما ميزة التنوع اللبناني- العربي الذي نشهده أخيراً؟

ثمة انفتاح عربي أكبر تجاه المسلسل اللبناني، سواء كان إنتاجه لبنانياً أو عربياً أو لشركة MBC، فضلا عن الرغبة بسماع اللهجة اللبنانية في المسلسلات العربية، إضافة إلى أن هذا التنويع ينعكس غنى ثقافياً أكبر. برأيي بات العرب يفتشون عن الوحدة بين الهويات العربية المختلفة في العمل الدرامي الواحد.

عمّ يتحدث المسلسل الجديد؟

يطرح ثلاثة نماذج من الثنائيات الزوجية، لكل امرأة مشكلاتها الخاصة مع زوجها، فنظهر العلاقة بين الرجل والمرأة بطريقة كوميدية.

آخر أعمالك التلفزيونية {غزل البنات} وهو من النوع الكوميدي ويتحدث عن علاقة المرأة بالرجل أيضاً، فهل تتقصدين أن تتعلق أعمالك بشؤون المرأة؟

طبعاً، فأنا كإمرأة أترجم من خلال أعمالي وإطلالاتي الإعلامية، وبإحساسي الخاص، اهتمامات المرأة العربية عموماً واللبنانية خصوصاً، وأتحدث عن شخصيتها ومشكلاتها، مثل العنف ضدّها وعلاقتها بالرجل، وحق إعطائها الجنسية اللبنانية لأولادها.

هل سيضيء المسلسل بطريقة سليمة على واقع المرأة في العالم العربي؟

أرفض الإساءة إلى صورة المرأة في أي من أعمالي، وفي هذا المسلسل سنبرر تصرفاتها التي ستكون ردة فعل تعبّر عن نقص ما في العلاقة.

لماذا الإصرار على تقديم {اللايت كوميدي} في أعمالك الأخيرة؟

أكره الحزن وأرفض التشاؤم وأنظر دائماً إلى الأمور بإيجابية، يكفينا ما نرى حولنا من بشاعة تحزننا، لذلك أحب إضفاء جوّ من الجمال والفرح في أعمالي بدلا من زيادة وجع الناس.

نلاحظ أن الأعمال السينمائية اللبنانية الأخيرة كوميدية أيضاً، فما ميزة هذا النوع؟

ميزته أنه صعب، إذ ليس سهلا تقديم عمل كوميدي، سواء من ناحية التمثيل أو الكتابة أو الإخراج، بطريقة سلسة تحمل، أحياناً، رسالة قاسية بعيداً من التهريج.

هل تلقيت عروضاً لإخراج أعمال لبنانية -عربية مشتركة؟

ثمة مشاريع بين يديّ تحتاج أن أعرضها على شركات إنتاج عربية، لكن بسبب انشغالي بتحضير مسلسل {ثلاث ستات برّات البيت} وتصويره وتوليفه قد اضطرّ إلى تأجيل المشروع العربي لبعض الوقت.

ما رأيك بتعاون فنانين لبنانيين نجوم مع مخرجين أجانب في حين أن ثمة مخرجين لبنانيين يصوّرون لفنانين عرب؟

ليس أمراً مستجداً، وتحصل هذه الأمور لعدم ثقتنا كلبنانيين ببعضنا البعض. فإذا كنا لا نتفق سياسياً فهل سنتفق فنياً؟! للأسف، يظنّ بعضهم أن المخرجين الأجانب أهمّ منّا، في حين أنني أتواصل، من خلال شركتي، مع مخرجين أجانب ومن بينهم إسبان، وهم يعبرون عن إعجابهم بمستوى أعمالنا المصوّرة في الكليب والإعلانات.

 

كيف تقيّمين مسار الدراما اللبنانية راهناً؟

أفضل بكثير من السابق، ولاحظنا أن المحطات اللبنانية تولي أهمية كبرى لها، وتعيد عرض مسلسلات قديمة، على غرار {حكاية أمل} الذي أديت دور بطولته في العام 2000 ولا يزال يعرض سنوياً عبر محطات مختلفة. لدينا كتّاب جدد وممثلون جدد ما انعكس تغيّراً في النفس الدرامي، فضلا عن أن ممثلينا الكبار باتوا يصوّرون أعمالا في سورية ومصر ويشاركون في مسلسلات رمضانية. برأيي، يجب أن نستفيد على صعيدي الدراما والسينما في ظل الأزمات المنتشرة من حولنا.

هل بلغنا مستوى التنافس مع الدراما العربية؟

يرتبط التنافس بكمية الإنتاج ونوعيته، ونحن لدينا عدد محدود من منتجي الدراما اللبنانية لا يتخطى أصابع اليد الواحدة، لذلك لا تجوز مقارنة الإنتاج مع الدول العربية ومنها شركة MBC. من جهة أخرى، لا يمكن للمنتج أن يستفيد من عرض أعماله عبر المحطات الأرضية اللبنانية فحسب، لأن ذلك يفرض عليه تقليص كلفة الإنتاج ليستطيع بيع عمله والربح. فيما بيع الأعمال المحلية إلى محطات فضائية يؤمن ربحاً مادياً أكبر، لذلك أراها حلقة مترابطة، أي بمقدار ما يجلب المنتج ممثلين عرب إلى أعماله، يستطيع بالمقابل بيعها عربياً وبالتالي تأمين إنتاج أكبر.

هل بمقدور المنتج اللبناني دفع بدل أتعاب مشاركة ممثل عربي في عمله؟

طبعاً إذا أمّن بيع المسلسل إلى محطة عربية بكلفة عالية.

كيف تقيّمين الحركة السينمائية اللبنانية الناشطة هذه الأيام؟

ازدادت ثقة الجمهور اللبناني بالسينما اللبنانية وأصبح يفتخر بها ويقصد الصالات لمشاهدتها. صحيح أن ثمة أعمالا تليق أكثر بالمهرجانات وأخرى تجارية، إنما تبقى في النهاية أفلاماً لبنانية تحصد نسبة مشاهدين مرتفعة، لذا أتمنى أن يستمر هذا الدعم الجماهيري للفيلم المحلي ليتشجع الفنانون اللبنانيون على تقديم المزيد.

أين اصبح مشروعك السينمائي؟

 مؤجل، أتأنى في التحضير، وما زلت غير مقتنعة نهائياً به، لذا أعدّل وأغيّر فيه. من الضروري أن يكون فيلمي السينمائي كاملا متكاملا من دون نواقص عندما أقرر تصويره، لأنه بمثابة تتويج لمسيرتي المهنية، وبالتالي لا يمكنني تقديم عمل يتضمن أخطاء ويعيدني إلى الوراء.

ماذا عن التمثيل؟

اشتقت إليه وأرغب في أداء دور كوميدي. وطالما أركّز جهدي راهناً على مسلسلي الجديد، فلا شيء يحول دون أن أؤدي دوراً فيه ربما.

 

مع من تتعاونين على صعيد تصوير الكليب؟

حالت الأوضاع الأمنية الأخيرة في لبنان دون مجيء الفنانين العرب الذي أتعاون معهم لتصوير أعمالهم هنا، لذا أتحضّر للسفر إلى إسبانيا وتنفيذها هناك. فضلا عن تصوير أعمال لفنانين لبنانيين. بالنسبة إلى الأسماء، أفضل عدم الكشف عنها لأننا أحياناً نتراجع عن التعاون عندما نصل إلى مرحلة توقيع العقد.

كيف تنوّعين في الكليب من دون الوقوع في التكرار أو حصول تشابه، عندما يتقارب توقيت إعداد المشاريع وتصويرها؟

لكل أغنية هويتها الخاصة سواء من ناحية الألحان أو الكلمات أو الجوّ الموسيقي، لذلك تختلف كل منها عن الأخرى ولا تتشابه. فضلا عن أن لكل فنان شخصيته الخاصة وأسلوبه الذي يتميّز به عن الآخرين. انطلاقاً من هذه الأمور تتغيّر أفكار الكليب وتتنوع. كذلك أتعاون مع مديري الفني، شقيقي علي قديح، لتقديم أسلوب جديد في الطلة والأكسسوار والديكور وابتكار جوّ استعراضي متميّز.

ما أهمية أن تتولي شخصياً الإدارة الفنية لأعمالك؟

استلامي العمل كله مهم جداً، فأنا أدرس التفاصيل بشكل دقيق، ويكون لأبسط الأمور الظاهرة في العمل هدف معين، من الثياب والأحذية إلى الديكور والأكسسوار وأماكن التصوير. أفكّر بالاهتمام بهذه الأمور في المسلسلات أيضاً، لكن يحتاج ذلك إلى دراسة عميقة، نظراً إلى أهمية إنتاج الأعمال التلفزيونية وصعوبتها.

في ظل الانفتاح الفضائي ورواج المواقع الاجتماعية، وبالتالي انتشار الأعمال المصوّرة بطريقة أشمل، هل أصبح إرضاء ذوق الجمهور أصعب وما انعكاس ذلك على المخرجين؟

بداية، ليس كل الجمهور العربي ملماً بشؤون الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وكثر يتابعون الكليبات عبر المحطات الفضائية. أمّا بالنسبة إلى من يتابع ما يُنشر عبر مواقع الإنترنت بشكل دائم،  فهو قادر على فضح أي كليب أو إعلان مستنسخ من أعمال أجنبية، لذلك باتت الأمور مفضوحة أكثر ولم يعد المخرج المستنسخ لأعمال الآخرين يستطيع أن يكذب على الجمهور ويخفي مصادره.

تعرّضت فوازير {حزّر فزّر} التي أخرجتها العام الماضي لانتقادات كثيرة، فهل ستصوّرين الفوازير مجدداً؟

عندما اتصل بي المسؤولون في شركة {فينيكس} المنتجة لـ {حزّر فزّر} لأتولى الإخراج، كانت فكرة العمل ونصه (كتابة لورا خباز) واختيار الممثلة نيكول طعمة مقررين سلفاً. في حال عُرض عليّ إخراج {فوازير} بمضمون مختلف وجديد، سأقبل لأنني أرفض تكرار الأفكار نفسها والتصوير في الإطار نفسه، وقد تلقيت عرضاً جديداً  بطلته فنانة عربية، إنما أدت الأوضاع العربية الراهنة إلى تأجيله.

بحكم أن زوجك إسباني، أنت قادرة على العمل في أوروبا والإقامة فيها، لماذا الإصرار على البقاء في لبنان؟

عشت سنوات خارج لبنان، لكنني ما إن عدت حتى قررت البقاء لأنني أعشق بلدي، ويتنقل زوجي بين لبنان وإسبانيا. حققت انتشاراً في لبنان وفي الدول العربية، رغم أنني أعمل أحياناً في الخارج، وأسعى إلى تفعيل العلاقة بين السوقين المحلية والأوروبية، وتشجيع السوق اللبنانية، خصوصاً أن الحياة الاجتماعية في الخارج صعبة وغير متوافرة كما هي في لبنان الذي أراه جميلا بفوضويته.

back to top