المتقاعدون خبرات منسية

تقاعد "محمد" وعمره خمسون عاماً بعد أن عمل معلماً في وزارة التربية، بعد مضي عام على تقاعده شعر بالملل وضيقة الخلق ففكر بالعمل معلماً في إحدى مدارس السراج المنير التابعة لوزارة الأوقاف... لكن للأسف لم يتم قبوله بسبب سياسة "هذا مو ولدنا"!

يتساءل "محمد" ويقول: "شمعنى المتقاعدين الذين ينتمون إلى أحزاب دينية تفتح لهم الأبواب الموصدة، ووظائفهم محجوزة لهم بعد تقاعدهم سواء في جمعية الإصلاح أو إحياء التراث أو في صندوق إعانة المرضى وجميع الجمعيات الخيرية والجمعيات التعاونية وجمعيات النفع العام؟".

ويضيف: هل الانتماء إلى الحزب شرط أساسي للقبول؟ أين معيار الكفاءة والأمانة والإخلاص والخبرة؟ لذا يقترح "محمد" على حكومتنا "الرشيدة" الاستعانة بالمتقاعدين بنظام المكافأة في جميع وزارات الدولة للاستفادة من خبراتهم وعلمهم وتجاربهم، فعلى سبيل المثال، المعلمون المتقاعدون يستعان بهم في تدريس مادتي مهارات الحياة والنشاط المدرسي، أو تكليفهم بالعمل كمشرفي أجنحة أو مشرفي تغذية في المرحلة الابتدائية أو الاستعانة بهم في إلقاء محاضرات في المدارس حول مشروع تأصيل القيم الذي أعده قطاع الأنشطة الطلابية في وزارة التربية.

ويتحدث "محمد" مندهشاً عن تجربة اليابان في التقاعد فيقول: اليابان لم تنس متقاعديها، فهي تستعين بهم بإعادة تعيينهم مستشارين في الوزارات والمؤسسات الحكومية.

وفي عام 1969م أنشئت جامعة المتقاعدين التي تقع في مدينة "كاكوجاد" ومدة الدراسة فيها أربع سنوات، والدراسة فيها نظرية وعملية، ويحتوي البرنامج النظري على المواد التالية: ثقافة عامة - دراسات علمية - علم نفس - اقتصاد.

أما البرنامج العملي فيحتوي على:

الزراعة - وطرق تربية الأسماك والطيور، وصناعة الأواني الفخارية، إضافة إلى زيارة المواقع والمعالم الأثرية في اليابان والدراسة في "جامعة المتقاعدين" بالمجان!

ويضيف "محمد" قائلا: من عجيب وغريب ما قرأت عن الدول التي تدلل متقاعديها وتعاملهم معاملة حسنة وراقية وترد لهم الجميل "دولة السويد" التي تكرم متقاعديها أفضل تكريم.

وتقدم لهم ما يلي:

1 - عندما يتقاعد الموظف السويدي يضرب آخر راتب له في عشرة أمثاله، فعلى سبيل المثال إذا كان يتقاضى في عمله ألفي دولار في الشهر يصبح راتبه التقاعدي عشرين ألف دولار شهرياً.

2 - يمنح المتقاعد السويدي شهرا في كل عام إجازة مدفوعة الثمن إلى أي بلد يسافر إليه.

3 - يعطى بطاقة تخفيض خاصة لكل مشترياته الأساسية بواقع 10%.

4 - اشتراك التأمين الصحي مجاناً (ياريتني كنت سويدي).

 ويختم "محمد" حديثه عن التقاعد في الكويت فيقول: التقاعد حاليا في الكويت أصبح إجبارياً وليس اختيارياً، والمتقاعد عادة يقضي وقت فراغه ما بين الذهاب إلى الدواوين الصباحية والمسائية والمقاهي الشعبية أو البورصة، أو يعمل سائقاً في "الداخلية" أقصد بها الزوجة! وبعض المتقاعدين يقضون أغلب أوقاتهم في النوم، فصاروا مثل "قطوة غنام تأكل وتنام".

لذا يناشد "محمد" حكومتنا "الرشيدة" أن تعامل متقاعديها مثل معاملة المتقاعدين في السويد... "بالمشمش".