عاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى موقع الدفاع، بعد خروج تظاهرات حاشدة ضد نتائج الانتخابات البلدية، وتزايد الطعون المقدمة من قبل المعارضة، بعد أن شن هجوماً لاذعاً على خصومه مساء الأحد، بعد فوز حزبه مرة جديدة بالانتخابات المحلية.

Ad

بعد ساعات من تدشين رجل تركيا القوي رجب طيب أردوغان حملته الهجومية على أعدائه، مرتكزا على تفوق حزبه (العدالة والتنمية) على كل منافسيه في الانتخابات البلدية، تظاهر الآلاف في أنقرة مطالبين بإعادة الفرز في النتائج، خصوصا في اسطنبول والعاصمة، التي شهدت على وجه خاص سباقا متقاربا حسمه مرشح الحزب الحاكم لصالحه بفارق بسيط على حساب حزب الشعب الجمهوري.

وردد المتظاهرون، الرافضون لاستغلال أردوغان نصره الانتخابي كتفويض ليتحرك بقوة ضد أعدائه، «طيب لص» و»دافعوا عن أصواتكم»، رافعين أعلاماً ومنددين بـ»تزوير مكثف» في العاصمة، التي تعد خمسة ملايين نسمة ومطالبين بعملية فرز جديدة.

تدخل الشرطة

وعلى الفور، استخدمت شرطة مكافحة الشغب خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، في مواجهة حوّلت المنطقة المحيطة بمقر اللجنة الانتخابية إلى ساحة معركة.

وبحسب النتائج التي لم تعلن بعد، حصل حزب العدالة والتنمية في أنحاء البلاد على نحو 45% من الأصوات، مقابل نحو 28% لحزب الشعب الجمهوري، في هذا الاستحقاق الذي شابته عدة أعمال عنف أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص، وإصابة أكثر من 20 الأحد، وإصابة أمين إرماك الذي كان مرشحا عن حزب السلام والديمقراطية الكردي أمس بطلقات نارية، بعدما تعرض لهجوم على يد مجهولين.

نتائج أنقرة

بدوره، طعن أكبر حزب معارض لأردوغان أمس في نتائج الانتخابات بأنقرة وإسطنبول، أكبر مدينتين، فاز بهما حزب العدالة والتنمية الاسلامي المحافظ.

وبعد يومين على الفوز، قدم حزب الشعب الجمهوري طعناً لدى المجلس الانتخابي الأعلى، ضد «مخالفات» في نتائج العاصمة، حيث فاز حزب العدالة والتنمية بفارق ضئيل.

وأكد مرشح حزب الشعب في أنقرة منصور يفاس، في رسالة بثت على «تويتر» رغم الحظر الذي أعلنته الحكومة، أن فرزا جديدا من شأنه «قول الحقيقة».

وأعلن رئيس بلدية أنقرة منذ 1994 العضو في حزب العدالة والتنمية مليح غوكجك، فجر أمس الأول، فوزه بولاية خامسة، بحصوله على 44.79% من الأصوات، مقابل 43.77% ليفاس، ويفصل نحو 32 ألف صوت بين المتنافسين على 3 ملايين ناخب.

وأعلن المتنافسان تباعا فوزهما مساء الأحد في أجواء متوترة أججتها الاتهامات بالتزوير التي ملأت شبكات التواصل الاجتماعي، وانقطاع التيار الكهربائي خلال فرز الاصوات.

تشكيك في إسطنبول

أما مرشح حزب الشعب الجمهوري في اسطنبول مصطفى ساري غول فشكك أمس أيضاً في نتائج الانتخابات في المدينة، التي يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة.

وقال ساري غول، في تصريح صحافي، «يتعين إعادة فرز جميع الأصوات حتى يوافق جميع سكان اسطنبول على النتائج موافقة لا شائبة فيها»، مضيفا أن «بلادنا أكبر من أن تكون مطية لعمليات التزوير الانتخابي والمناورات السياسية».

وأعيد انتخاب العمدة، المنتهية ولايته من حزب العدالة والتنمية، قادر طوباس الأحد، بحصوله على 48% من الأصوات، مقابل 40.1% لمنافسه ساري غول. وتعبيرا عن التوتر السياسي السائد في تركيا، احتج الحزب الحاكم أيضاً على فوز حزب العمل القومي بفارق طفيف في أضنة (جنوب).

«الهر» والكهرباء

وحيال هذا الكم الهائل من الطعون، دعا رئيس المجلس الانتخابي الأعلى سعدي قوفن الناخبين والأحزاب السياسية الى التهدئة، مضيفا: «هذه إجراءات قانونية، وسنرى ما سينجم عنها»، بينما رفض وزير الطاقة تانر يلديز وجود أي علاقة بين انقطاع التيار الكهربائي وحصول عمليات تزوير محتملة.

وقال يلديز: «على الذين خسروا ألا يتذرعوا بالكهرباء لتبرير هزيمتهم»، موضحا ان هرا هو الذي تسبب في انقطاع التيار الذي حمل بعض أقلام الاقتراع في أنقرة على فرز الاصوات على ضوء الشموع.

وأضاف يلديز، في تصريح صحافي، «لست أمزح، دخل هر إلى أحد المحولات. وهذه ليست المرة الاولى التي يحصل فيها ذلك».

(أنقرة، إسطنبول -

أ ف ب، رويترز، كونا)