كيف تقيّم ردود الفعل التي وصلتك حول «الصياد»؟
فوجئت بردود الفعل الإيجابية، وأقلقني تعلّق الجمهور وتضامنه العاطفي مع شخصية الضابط «سيف» التي أجسدها.إلامَ تعزو ذلك؟إلى أن الشعب المصري عاطفي.وما الذي يقلقك؟يقلقني أن «سيف» هنا مجرم، حتى لو كانت له مبرراته القوية بعدما تعرض لأكبر اختبار أو محنة قد يتعرض لها إنسان، إذ فقد زوجته وابنته، عندما رفض التعاون مع تجار السلاح، فذبحوهما في شقته، عندها قرر التخفي وراء نظارات، بعد ادعائه بأنه أعمى، لينتقم لأسرته.القاتل مجرم، مهما كانت دوافعه أو مبرراته، وكان «سيف» يذبح الضباط بطريقة بشعة، تنفيذاً لحديث الشيطان، وقد تبين ذلك من خلال جملة حوارية تفوهت بها الطبيبة النفسية (صفاء الطوخي)، أو صوت الضمير لدى «سيف»؛ إذ قالت في إحدى الحلقات: «وده دايماً كلام الشيطان اللي بيقوله للي بيسمعوا كلامه».صرّحت بأن «الصياد» فكرتك... كيف انبثقت؟هي واحدة من الأفكار التي تخطر في بالي، وأرغب في تقديمها ضمن أعمال درامية، وعرضتها على السيناريست عمرو سمير عاطف، في البداية لم يتحمس لتقديمها، وبعدما أصريت عليها وافق، وأضاف إليها بعض التفاصيل، فمثلا لم أتخيل أن يكون الضابط الذي أجسد شخصيته كفيفاً، وإنما هذه إضافة منه، لإضفاء مزيد من التشويق والغموض على المسلسل.لماذا كُشفت حقيقة «الصياد» في منتصف الحلقات؟حتى لا تتم المقارنة بين «الصياد» و{رقم مجهول»، ففي الثاني أُخفيت حقيقة الضابط حتى الحلقة الأخيرة منه، لذا فضلت إظهار المسؤول عن ذبح الضباط، وصاحب لقب «الصياد»، في منتصف الحلقات، وإن كان فرض علينا ذلك إضافة مزيد من الألغاز على العمل.هل يكشف المسلسل فساد بعض ضباط الشرطة؟لم نقصد ذلك على الإطلاق، ولا أدعي الجرأة في المسلسل الذي تدور أحداثه في واقع مواز للذي نعيشه في مصر، وشهادتي هذه ليست مجروحة لأنني سبق أن قدمت أعمالا تحمل إسقاطات واضحة على الواقع المصري، من بينها: قضية قتل «المواطن إكس»، والمرشحون السياسيون في «اسم مؤقت».لكن المشاهد العادي لن يفهم هذا الربط.حاولنا، قدر الإمكان، إظهار أن القصة غير واقعية، حتى الجهاز الأمني الذي يعمل فيه الضباط لا يحمل اسماً بعينه، كذلك اجتماع «سيف»، الضابط الضرير، بقيادات أكبر منه، واطلاعهم على التاريخ الإجرامي للصياد. الأحداث درامية وسينمائية بحتة، لذا أرفض المتاجرة بنقطة معينة قد تغازل المشاهدين، بعدما تلمس جزءاً من مشاعرهم، وتلقى قبولهم، كل ما في الأمر أن القصة تحتمل ذلك.وما سر استخدامك التشويق باستمرار في أعمالك؟يفترض على الفنان التنويع بين أنماط الدراما، وأحاول تطبيق ذلك قدر المستطاع، لكن مصطلح «التشويق»، في حد ذاته، مطاط، ثمة أعمال درامية تنتمي إلى هذه النوعية، حتى الاجتماعية، وسيجد المتابع للشخصيات التي أجسدها اختلافًا بينها؛ فالمحامي الماهر في «رقم مجهول»، يختلف عن يوسف رمزي فاقد الذاكرة في «اسم مؤقت»، وعن الضابط المجرم في «الصياد».لماذا تحرص على البطولة المطلقة في أعمالك؟طبيعة العمل نفسه والقصة تحددان مساحة دور كل فنان، وثمة ممثلون آخرون مشاركون في «الصياد» أدوا أدواراً متميزة ولا تقل أهمية عن دور «سيف»، مثل أدوار أحمد صفوت، دينا فؤاد، مي سليم، إيناس كامل، أشرف مصيلحي. عموماً، لا تحسب البطولات بعدد المشاهد التي يقدمها الممثل في العمل، وإنما بمدى تأثير دوره في الأحداث.هل تتدخل في اختيار النجوم المشاركين في المسلسل؟ليس بالمعنى الحرفي للكلمة، إنما قد أقترح على المخرج قائمة أسماء لفنانين أرى أنهم من الممكن أن يصبحوا جيدين إذا ما أتيحت لهم الفرصة، وأترك له الكلمة الأخيرة في تحديد باقي الأبطال، ومن بين الذين اخترتهم أمير صلاح الدين، فهو فنان موهوب بالفعل.لماذا تأخرتم في الانتهاء من التصوير؟بصراحة كل عام أقول سأجتهد في الانتهاء من التصوير قبل حلول الشهر الكريم، ونصور من 16 إلى 17 ساعة يومياً، مع ذلك لم نتمكن، لرغبتنا في تقديم عمل درامي يرضي الجمهور، وليس مجرد تنفيذ مشاهد فحسب، لا سيما أننا نقدم مسلسلا قائماً على التشويق والتركيز في أدق تفاصيله.هل شكل التصوير في رمضان مجهوداً إضافياً لك؟بالطبع، قبل فكرة استمرار التصوير في رمضان كانت لدي طقوس خاصة أقوم بها خلال هذا الشهر بعيدة عن العمل، كالصلاة وقراءة القرآن، لكن مع استمرار التصوير نظل نعيش مخاطرة رهيبة لأنه يفترض أن تنتهي المشاهد لتتم عملية المونتاج والمكساج عليها.ماذا عن كواليس العمل؟يغلب عليها التركيز من جانب القيمين على المسلسل، والمشاركين في بطولته، حرصاً على تقديم أفضل عمل درامي، ما سمح لكل ممثل بإخراج طاقاته على نحو مناسب لدوره، ونتج من ذلك مباراة تمثيلية عظيمة، والحقيقة أنني انبهرت بأداء الممثلين من بينهم: مي سليم، دينا فؤاد، أحمد صفوت، أشرف مصيلحي، وسعدت بالتعاون معهم.هل أبعدتك الدراما عن السينما؟أعطتني الدراما أكثر من حقي، وهذا توفيق من ربي، وابتعادي عن السينما ليس باختياري، وإنما يفرض الوضع الحالي عليها ظروفاً وشروطاً معينة، وأعتقد أنني لا أستطيع تنفيذ ما أقدمه في الدراما التلفزيونية في السينما، وسيشعر الجمهور بأنني أشارك في الأفلام لمجرد المشاركة، وهذا ما أرفضه تماماً.هل تتوقع استمرار الوضع السينمائي على هذا النحو؟بعد عودة النجوم إلى السينما بأفلام مثل «الفيل الأزرق» لكريم عبد العزيز والمخرج مروان حامد، والجزء الثاني من «الجزيرة» بطولة أحمد السقا، وإخراج شريف عرفة، أعتقد أن الحال ستتحسن، وسنبحث عن مشاريع سينمائية.
توابل
يوسف الشريف: {الصياد} غير واقعي وفكرته درامية بحتة
28-07-2014