شكاوى وآمال المصري الفصيح
![عبداللطيف المناوي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1459078147207955600/1459078157000/1280x960.jpg)
يضيف الأهل والأصدقاء أن ما يحدث هو الشلل في هذه المصالح والحكومات، لأن كبار المسؤولين "نزلوا الشارع" مع السيد المسؤول، ولتذهب أعمال الناس المجمدة إلى الجحيم حتى يعودوا من "الشارع". يلاحظ المصريون أن الحكومة لن يتم إنجازها بطول الاجتماعات، فلا يمكن تخيل دولة تدور عجلتها التنفيذية والإدارية بينما كل كبار المسؤولين من الوزراء مازالوا محبوسين -بإرادتهم الحرة- داخل اجتماعات ماراثونية تمتد في بعض الأحيان إلى حوالي الساعات العشر، ثبت علمياً أن طاقة استيعاب الإنسان "الطبيعي" تتأثر كثيراً بشكل سلبي إذا استمر في اجتماع واحد أكثر من ساعتين بتركيز حقيقي، هذا يعني أن لدينا مشكلة في إدارة الوقت، وهذه آفة المشاكل، إن الأيادي "لسه" مرتعشة، لا أحد من المسؤولين يأخذ قراراً خوفاً من تبعاته، مازالت مصالح الناس كباراً وصغاراً معطلة لأن المسؤول خائف، ومازال له الحق في ذلك، من أن يجد نفسه خلف القضبان، وفي أحسن الظروف محل مساءلة، والناس هنا يتحدثون عن الأمور الصغيرة والكبيرة، فهناك استثمارات بآلاف الملايين مهددة بالتوقف وبعضها سيذهب إلى التحكيم لأنه لا يوجد من يستطيع أن يقف في وجه الخوف ويقاوم الارتعاش.إن الكلام عن المشروعات الجديدة التي هي غاية في الأهمية لا يغني عن متابعة المشروعات القائمة واتخاذ الإجراءات اللازمة لإصلاح ما فسد منها وانحرف، ومراجعة المشروعات التي بدأت ولم تتم أبداً لأسباب لا نعلمها، المشروعات الكبيرة لن تغني أبداً عن وجود مشروعات صغيرة ومتوسطة تنتشر في أوساط مصر، ريفها وحضرها، لتوقف غول البطالة والتخلف والتطرف، أما عن التعليم فلو لم يُصلح فلن ينصلح حال البلد حتى لو جعل في كل شارع مشروع، وإصلاح التعليم لن يكون فقط بإنشاء المباني، التي هي غاية في الأهمية، بل بإصلاح العقول التي تخطط وترسم ملامح التعليم، لا بأس من أن يأخذ هذا الموضوع حقه من الدراسة، ولكن على الأقل يكون هناك من يدرس قبل أن يقرر، وأن يبحث أين وصل العالم حتى لا نبدأ في اختراع العجلة مرة أخرى.لسان المصري البسيط، وهو يعبر عما يجيش بصدره، يقول إننا عندما نحاول أن نبلغ السيسي بكل ذلك فإن هذا من منطلق واحد ورئيسي، إننا نحبه ولا نرى غيره قادراً على حمل آلامنا وآمالنا، وثقنا به ووضعنا فيه أملنا، وندعو له أن يجد من يعينه.