الجماعات التي تدعي الجهاد ودخلت سورية والعراق وليبيا وكادت تدخل إلى مصر وما زالت تطحن اليمن دخلت تحت شعار أن حكوماتها مارقة تتبع الاستعمار الغربي وتحمي الصهيونية، أو لا تبذل جهداً في محاربة الصهيونية، في البداية قلنا دراويش ضحكت عليهم بعض القيادات ويجهلون ما يفعلون، ثم اتضح أن هذه تنظيمات لها خطط وأموال وسلاح متطور وأجهزة اتصال فضائية وأرضية واستطاعت "تحرير" مقاطعات كبيرة من هذه الدول، والهدف يتكرر دائما أنهم يريدون في النهاية تحرير القدس وتطهيرها من رجس الصهيونية، وكما برر صدام حسين احتلاله للكويت تبرر الجماعات "الجهادية" احتلال سورية والعراق بأنه لا بد منه لتحرير فلسطين.

Ad

اليوم "إسرائيل" تهاجم إخوتكم في غزة والضفة الغربية وأنتم ما زلتم تهاجمون وتقتلون إخوانكم في الإسلام تماما كما يفعل الصهاينة، ولم نسمع منكم صوتاً أو نرَ خطوة تعيد ترتيب الأولويات، وتعيد مجاهديها للجهاد الأكبر وهو قتال من يقاتلنا من أعداء الإسلام.

لماذا، إن كنتم صادقين، لا توجهون قواتكم وإمكاناتكم العظيمة لتحرير فلسطين؟ لماذا لا نسمع ولا نرى أي جهد لكم يزيل هذا الشك بأنكم أدوات صهيونية لتخريب الوطن العربي بالانتقال بالقتال إلى ساحات فلسطين؟ إن جماعات "داعش" و"النصرة" والجماعات الجهادية الأخرى و"حزب الله" وغيرها الكثير من تنظيمات قتالية إسلامية تستطيع إقناع الأمة الإسلامية أنها مسلمة بتوجيه قواتها لتحرير فلسطين بدلاً مما تفعله الآن في البلاد الإسلامية. هل أضاعت هذه الجماعات البوصلة؟ أم أن هذا ما أنشئت من أجله؟ التخريب والدمار لبلاد المسلمين وترك الاحتلال الصهيوني يعربد ويذل إخوتنا في فلسطين؟

إن دعوة زعيم "حماس" الدول العربية للتدخل لوقف العدوان يجب أن تسبقها دعوة لقوات حزبه المنتشرة في كل الدول العربية للعودة إلى فلسطين لمحاربة العدو أولاً، فهذه مهمة هذه القوات إن كانت أعدت لتحرير فلسطين.

إن كنتم جادين ومخلصين لأمتكم كما تدعون فالميدان هناك والمحتل الصهيوني يتحدانا كل يوم، ويقتل المئات وهو مرتاح، فلا حكومات تتحرك والمجاهدون مشغولون بتحرير سورية والعراق واليمن وليبيا، وغداً بقية الدول العربية والإسلامية، أليس هذا دليلاً كافياً على ضياع بوصلتكم؟

وجهوا قواتكم لتحرير فلسطين، وإذا كان "حزب الله" قد فعلها لوحده عام 2006 فإنكم جميعا تستطيعون إحداث تأثير أكبر، هذا إن كنتم مع أمتكم ولستم ضدها، هذا إن كنتم مجاهدين ولستم مرتزقة تعملون لمصلحة أعداء الإسلام، فلو تحررت فلسطين فإنكم لن تحتاجوا للقتال في الدول العربية والإسلامية لأن حكوماتها ستتغير تلقائيا، لأنه لو تحررت فلسطين فلن يصمد نظام عربي واحد خان قضيتها.

دوروا إلى الخلف واتجهوا إلى فلسطين، ولنسمع عن توحيد المجاهدين المسلمين، سنّة وشيعة، ولنرَ تسابقاً بينكم للشهادة من أجل فلسطين بدلاً من تقاتلكم المخزي الذي يصبّ في مصلحة أعداء الأمة.