تمكنت قوات الأسد أمس من السيطرة على المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي تمهيداً لتشغيله، وذلك في إطار التصعيد الميداني الذي يقوم به النظام لتحقيق أكبر قدر من الانتصارات قبل «جنيف 2».

Ad

سيطرت القوات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد على معظم المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي شمال سورية، مما قد يمهد لإعادة فتح أبوابه المغلقة منذ نحو عام، بحسب ما أبلغ مصدر عسكري سوري وكالة «فرانس برس» أمس.

وقال المصدر إن «كل المناطق جنوب شرق المطار باتت في يد الجيش»، مشيرا الى ان «اعادة تشغيل المطار باتت ممكنة».

ويأتي ذلك غداة استعادة القوات النظامية السيطرة على قاعدة عسكرية استراتيجية تعرف باسم «اللواء 80»، مكلفة حماية المطار المتوقف عن العمل منذ يناير، والتي كان مقاتلو المعارضة يسيطرون عليها منذ فبراير.

وحققت القوات النظامية في الاسبوعين الماضيين تقدما في الريف الجنوبي الشرقي لحلب كبرى مدن الشمال، لاسيما من خلال استعادة مدينة السفيرة الاستراتيجية الواقعة على الطريق بين حلب ووسط سورية.

 

مطار كويرس

 

وأوضح المصدر العسكري ان القوات النظامية باتت «تسيطر على الطريق الممتدة من حلب الى السفيرة»، والبالغ طولها قرابة 30 كلم، مضيفا أن القوات النظامية تريد فك الحصار الذي يفرضه مقاتلو المعارضة منذ ثمانية اشهر حول مطار كويرس العسكري الواقع الى الشرق من السفيرة.

وبحسب وسائل الاعلام الرسمي والمرصد السوري لحقوق الانسان، تمكنت القوات النظامية في الساعات الماضية من استعادة السيطرة على بلدة تل عرن الواقعة الى الشمال من السفيرة، وعلى الطريق الممتدة الى حلب. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن قوات النظام السوري أصبحت تسيطر بشكل شبه كامل على طريق حلب - السفيرة. وقالت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطات في عددها امس ان الجيش النظامي «اقترب (...) عبر عملياته العسكرية الأخيرة من إحكام قبضته بشكل نهائي على خطوط إمداد مسلحي حلب القادمة من الريفين الشمالي والشرقي عبر تركيا».

 

السيدة زينب 

 

الى ذلك، ذكر المرصد السوري في بيان أمس أن اشتباكات دارت بين مقاتلي الكتائب المقاتلة من طرف وعناصر القوات النظامية مدعومة بلواء ابوالفضل العباس الذي يضم مقاتلين حلفاء من جنسيات سورية واجنبية وحزب الله اللبناني عند أطراف حجيرة البلد والسيدة زينب.

من جانبها، قالت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان حول المعارك التي دارت أمس على كافة الجبهات ان ميليشيات حزب الله ولواء ابوالفضل العباس تحشد قواتها على اطراف السيدة زينب وحجيرة جنوب العاصمة دمشق وتستعد للاقتحام وان المنطقة شهدت قصفا عنيفا بالتزامن مع اشتباكات مع «الجيش الحر» هي الاعنف.

 

قذائف 

 

واصيب أمس 16 طفلا على الاقل في سقوط قذائف هاون على أحياء في وسط دمشق، اصابت بعضها مدرسة وباصا لنقل الطلاب، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).

 

«الائتلاف» 

 

سياسياً، أبدى الائتلاف الوطني السوري أمس استعداده للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2» لحل الازمة السورية، بشرط ان يؤدي هذا المؤتمر الى تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة، والا يكون لنظام الرئيس بشار الاسد دور في المرحلة الانتقالية.

وقالت الهيئة العامة للائتلاف المجتمعة منذ السبت في اسطنبول، انها «ناقشت موضوع المشاركة في جنيف 2»، واضاف البيان: «بعد التداول، أقرت استعداد الائتلاف المشاركة في المؤتمر على اساس نقل السلطة الى هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات الرئاسية والعسكرية والامنية، وعلى الا يكون لبشار الاسد واعوانه الملطخة ايديهم بدماء السوريين اي دور في المرحلة الانتقالية ومستقبل سورية».

واشترط الائتلاف الذي يعد ابرز مكونات المعارضة، ان «يسبق عقد المؤتمر إدخال وضمان استمرار دخول قوافل الاغاثة من الصليب الاحمر والهلال الأحمر وغيرهما من الهيئات الاغاثية الى كافة المناطق المحاصرة والافراج عن المعتقلين، خصوصاً النساء والاطفال». وتعليقا على هذه الخطوة، اعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان هذه المشاركة ستكون «خطوة كبيرة».

واشارت الهيئة العامة للائتلاف في بيانها الى انها «كلفت لجنة من اعضاء الائتلاف بإجراء المشاورات اللازمة مع قوى الثورة في الداخل والمهجر لشرح موقفها وتعزيزه حول قرارات الائتلاف». وكان الائتلاف اعلن امس الأول انه بدأ محادثات مع المجموعات المقاتلة على الارض من اجل التوصل الى موقف مشترك من المشاركة في «جنيف 2».

 

قدري جميل 

 

من جهة اخرى، فوضت قوى سياسية سورية تعتبر نفسها انها معارضة النائب المقال لرئيس مجلس الوزراء قدري جميل بتمثيلها في التحضير لمؤتمر «جنيف 2» . وقال «ائتلاف قوى التغيير السلمي» في بيان أمس: «نحن الأحزاب والقوى والتيارات السياسية المنضوية في ائتلاف قوى التغيير السلمي المعارض في سورية، نعلن أننا نفوض قدري جميل (عضو قيادة الائتلاف، وعضو رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، وأمين حزب الإرادة الشعبية) ومن قد يلتحق به من قيادة الائتلاف تفويضاً كاملا».

واعتبرت هذه القوى، التي تتهمها معارضة الخارج بأنها تعمل تحت سقف نظام بشار الأسد، أن «هذا التفويض قطع للطريق أمام كل المشككين أو المزاودين على الائتلاف أو شخص جميل، ومواقعهما في مقدمة صفوف المعارضة الوطنية السورية».