كيف كانت طفولتك؟

Ad

ولدت في الثالث من نوفمبر 1939، كانت طفولتي عادية ولا ملامح خاصة فيها، عايشت بيئة عامة مثل أبناء جيلي، لم أكن من عائلة فقيرة أو في عوز، لأن الوالد عمل في التجارة وصاحب محل ووضعه جيد.

كم عدد إخوتك؟

نحن ثمانية أشقاء، أربعة إخوة: د. أحمد وعبدالرحمن وسعد وأنا، وأربع أخوات: واحدة منهن ناظرة مدرسة والبقية ربات بيوت. نشأنا في محيط أسرة محافظة، كشأن الأسر الكويتية التي عاشت في تلك الفترة الزمنية المحدودة.

وماذا عن الدراسة؟

درست القرآن الكريم عند الملا عبدالكريم الدايل، ثم دخلت مدرسة طلحة الابتدائية، وانتهيت منها إلى المرحلة المتوسطة، لكني تركت الدراسة واتجهت إلى العمل، برغبة مني وعدم تشدد من الوالد.

كيف انطلقت في العمل؟

اشتغلت في الثاني من يونيو 1956 في دائرة المعارف (وزارة التربية حالياً)، إذ كنت موظفاً مسؤولاً عن مجموعة من العاملين في قسم إنشاءات المدارس في السالمية، براتب 14 روبية في اليوم الواحد. وفي 22 يونيو 1956 عيّنت أميناً للمخزن في المدرسة الشرقية الابتدائية للبنين على السيف، وبقيت هناك سنتين.

ما حكاية المخزن رقم 13؟

في فبراير 1958، صدر أمر بنقلي إلى منصب أمين للمخزن رقم 13 في الشويخ، وبمرور الوقت تعرفت إلى صقر الرشود الذي كان يعمل في المخزن رقم 14، وكان محبوب العبدالله وسيلة التعارف بيننا، فعلاقتي به جيدة منذ منتصف الخمسينيات، وكان يسكن في السالمية بالقرب من منزل عمي، وعرفت، بحكم الجوار، أسرته، والده ووالدته، رحمهما الله، وشقيقيه علي وجوهر، واكتشفنا نحن الثلاثة، الرشود والعبدالله وأنا، في ما بعد، هواية مشتركة تجمعنا هي حب القراءة واقتناء الكتب.

ما كانت مطالعاتك في تلك الفترة؟

كنت من قراء مجلة «صباح الخير» المصرية منذ 1957، (من العدد47 لأنها أسبوعية، وذلك بعد عام على اصدارها)، واستهواني شعارها «للقلوب الشابة والعقول المتحررة»، فتابعت الأسماء الكبيرة: أحمد بهاء الدين، صلاح جاهين، أحمد عبدالمعطي حجازي، رؤوف توفيق، مصطفى محمود، ورسام الكاريكاتور جورج البهجوري.

وما الذي يصب في خانة اهتمامك أيضاً؟

إضافة إلى مجلة «صباح الخير»، طالعت مجموعة من الكتب مثل الرواية المترجمة والقصص والروايات العربية، وبعض الكتب ذات طابع سياسي لأحزاب اليسار واليمين، والتيارات على اختلافها، في محاولة مني لفهم ما يدور حولي.

هل للبيئة المحيطة بك دور في اتجاهك هذا؟

بالطبع، عندما كنت في المدرسة الشرقية اختلطت بمجموعة من المدرّسين، وكانوا مسيسين وعلى درجة عالية من الثقافة، وهي أحسن من ثقافة المدرّسين في الوقت الراهن.

بعض هؤلاء من حركة القوميين العرب وهم أكثرية، والبعض الآخر من حزب البعث، وبينهم شيوعي واحد، وآخر من حزب التحرير، وكان يستهويني حديث كل واحد منهم عن التيار المعجب به ويعطيني كتباً خاصة في هذا المجال.

كيف كانت علاقتك بالمسرح؟

بعدما توطدت علاقتي بصقر الرشود، لاحظت اهتمامه بالمسرح والكتابة، وكنت اسمعه يردد «أقسم على حبك المخادع الذي يتغير كل ليلة»، وهي عبارة من رائعة وليام شكسبير «عطيل»، وغيرها من العبارات.

هل شاهدت عرض «تقاليد»؟

نعم، وهو أول نص كويتي كتبه صقر الرشود لـ «المسرح الشعبي» بعد مرحلة المسرح المرتجل، يتمحور حول نقد التقاليد والعادات والسلوكيات في المجتمع.

وماذا عن علاقتك بصقر الرشود في تلك الفترة؟

لم تكن وثيقة.

هل تابعت عروض «المسرح الشعبي»؟

أدمنت على مشاهدة أعمال «المسرح الشعبي» في طوره القديم منذ 1956، أيام الرائد المسرحي محمد النشمي وزملائه، وكانت تعرض على مسرح مدرسة صلاح الدين ومسرح مدرسة الصديق في مدينة الكويت.

ما كان شعورك وأنت تتابع هذه العروض؟

 كنت أشعر بالفرح، وفي فترات لاحقة أدركت أن كتابة النصوص تتمّ جماعياً، أي يجتمع أشخاص معينون حول فكرة معينة ويناقشونها، وصولاً إلى الشكل الذي يتم تنفيذه على المسرح.

أي مرحلة المسرح المرتجل.

هو كذلك، قال لي أحد الأصدقاء أيام الدراسة، كانت مجموعة الممثلين مع النشمي، يرتجلون ويوزعون الأدوار، ثم يجرون بروفات تجريبية يتم تسجيلها، وبعد ذلك تفريغها في نصوص، ويحافظون عليها حتى لا يحدث أي خلل في العرض.

ما الموضوعات المطروحة في عروض النشمي؟

تتعلق بالنقد المباشر للحياة الاجتماعية، ومحاولة لتصحيح أوضاع خاطئة، مثل نبذ الخرافات، الوعظ والتنبيه لكثير من السلوكيات، التنبيه إلى أن البلد مقبل على تطور ويجب مواكبته، التسلح بالتعليم، السخرية من بعض المتصابين مثل الذين هبطت عليهم الثروة في بداية التثمين، وكيف تغيرت أوضاعهم، إلى الأفضل أو إلى الأسوأ.

هل لاحظت فرقاً بين ما كتبه الرشود وما كُتب قبله؟

ما قدمه صقر الرشود أجود قليلاً مما كان، وهو محاولة لأن تكون ثمة شخصية معروفة ومرسومة ومكتوبة.

كيف أكملت تعليمك؟

تزوجت في سن مبكرة، ثم عدت إلى مقاعد الدراسة بعد ما أنجبت الأولاد، وأكملت مرحلة الثانوية في البحرين، بتسهيلات من وزير التربية والتعليم الأسبق الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة رحمه الله، حيث أجريت الامتحانات، وقد سبقني صقر الرشود في الدراسة هناك وأول من فتح هذا المدخل، إذ اجتاز امتحان الثانوية العامة في نهاية الستينيات ثم التحق بجامعة الكويت كلية التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية، وحصل على بكالوريوس تجارة – قسم المحاسبة (1973).

ماذا عن دراستك الجامعية؟

بعد نيلي الثانوية العامة في البحرين، أخذت إجازة دراسية من عملي في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والتحقت بكلية الآداب – قسم اللغة العربية بجامعة الكويت (1976) وحصلت على شهادة الليسانس.