كشف السفير الروسي لدى البلاد ألكسي سولوماتين أن بلاده اتفقت مع الكويت على تكثيف العلاقات وتطويرها؛ استعداداً لزيارة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لروسيا الاتحادية التي لم تحدد بعد، وجاءت بعد إجراء مباحثات مع الرئيس فلاديمير بوتين، مؤكداً في الوقت ذاته أن بلاده مهتمة بالحفاظ على استقرار منطقة الخليج العربي والإقليم العربي والشرق الأوسط، وأن هناك رغبة في توطيد العلاقات بشكل أكبر مع المملكة العربية السعودية. وعن الأحداث الأخيرة التي تشهدها بلاده مع الجانب الأوكراني، نفى السفير خلال لقاء خاص مع «الجريدة» وجود أي هجوم أو تدخل عسكري روسي في أوكرانيا، وأن صور المدرعات التي بثتها الوكالات العالمية عن ذلك غير صحيحة كما أن الصور التي بثتها الصحف المحلية الكويتية غير صحيحة أيضاً، مبيناً أنه منذ توليه منصبه سفيراً يرى أن لديهم تقصيراً مع وسائل الإعلام الكويتية في تزويدها بكل التحركات الروسية التي تهمشها بعض الوكالات الإعلاميةأو تظهرها بشكل سلبي وغير دقيق.• في البداية حدثنا عن العلاقات الكويتية الروسية والى اين وصلت؟- في الحقيقة العلاقات مع الدول الخليجية والكويت في الآونة الاخيرة، تم هناك اجتماع مهم مع روسيا ودول الخليج ودول الحوار الاستراتيجي وتم مناقشة العديد من المواضيع المهمة وتم الاتفاق على الاستمرار في مثل هذه الاجتماعات وتم التطرق للمواضيع الاقليمية في الخليج.وفيما يخص العلاقات بين روسيا والكويت هناك اهتمام كبير وتطور ملحوظ في المناقشات بين البلدين وهناك اهتمام واضح من الجانب الكويتي وزيارة معالي الوزير الروسي الى الكويت سمحت لنا ان نستمر في الحوار السياسي وتبادل الآراء خاصة في التقدم المستمر للعلاقات بين البلدين وتم هناك تفاهم مع الجانب الكويتي لنكثف جهودنا لتمهيد زيارة سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الى روسيا الاتحادية لاجراء مباحثات مع رئيسنا «فلاديمر بوتين» والتي لم تحدد بعد.العلاقات الخليجية - الروسية• كيف ترون العلاقات الخليجية - الروسية والسعودية الروسية بوجه خاص بعد تواتر العلاقات الاخيرة؟- في عالمنا المعاصر مفهوم ان جميع الدول التي تلعب دور على المستوى العالمي الاقليمي لديه مصالح وهذا مفهوم وليس غريب وهناك رغبة من الجانب الروسي الى تطوير علاقاتها مع جميع دول الخليج بما فيها المملكة العربية السعودية ولدينا رغبة لتوسيع الافق والتفاهم والتعاون في مجالات مختلفة مع السعودية والتباين في الاراء في بعض المواقف الاقليمية المختلفة هي مشكلة بالنسبة لنا واهم شي هناك رغبة لتطوير العلاقات وسنتخذ خطوات بهذا الاتجاه وان شاء الله خير.• كيف ترى وصف بلادكم للمملكة بانها دولة ارهابية لدعمها للمعارضة السورية؟- كما قلت لك هناك تباين في الآراء وفيما يخص سورية كنا نقول من البداية ان هناك بعض الدول مع الاسف التي تؤيد اطراف معينة وهذا التأييد لا يساعد لحل الازمة السورية بطريقة سلمية وسياسية والذي ندعو لها من بداية هذه الازمة وهذا التأييد مهما كان سواء بالاسلحة او بالكلمة لطرف من الاطراف المشاركة في احداث سورية يقوم بارسال اشارات غير جيدة التي لا تفيد للوصول لحل الازمة بشكل سلمي ولهذا السبب ندعو جميع الاطراف المشاركة وعندها نفوز في سورية ان تتخذ الخطوات وتساعد في نجاح العملية التي بدأناها في «جنيف2» لحل الازمة.• بالانتقال الى محور سورية، اليوم اين ترون القضية السورية وهل هناك تدخل روسي واضح خلال الفترة المقبلة في ظل تواتر الاحداث الاخيرة؟- موقفنا كان ولا يزال ذاته وكنا ندعو لمحاورة جميع الاطراف المشاركة في القضية السورية ولحد الان سعيدين لعدم الوصول لحل عسكري لانهاء الازمة وما يحدث في الميدان السوري الان يدل على ان هذه الفكرة سليمة بعيدا عن اراقة الدماء مهما كانت التحركات والتأييد من جانب بعض الدول الخارجية وبنفس الوقت هناك دماء وضحايا والاقتصاد السورية مدمر وهذا يؤثر بشكل سلبي على سورية والاوضاع الاقليمية.نحن في روسيا مهتمين بالحفاظ على استقرار في الاقليم العربي والخليج العربي والشرق الاوسط ونحن مازلنا ندعو الى حل الازمة بالحوار.• سعادة السفير بالانتقال للاحداث الاوكرانية الروسية الاخيرة، ماذا يحدث وماذا تريد روسيا؟- من بداية هذه الازمة كنا نقول ماحدث في اواخر فبراير الماضي لم يتوافق مع القوانين الدولية واصول الديمقراطية وذلك لان هناك الشعب الذي يحب ان يغير في سياسته الداخلية وهذا مفهوم ويحدث في كثير من دول العالم والتي يجب ان تحل هذه المشاكل بشكل ديمقراطي فبعد ان انهارت الرئاسة ان يجتمع الثوار الممثلين لجميع اطياف الشعب ان يتخدوا قرارات بطريقة ديمقراطية وان يخذوا بعين الاعتبار الآراء الممثلة لجميع المجتمع الا ان هناك الكثير من منطقة كييف من المناطق الغربية لاكرونيا اجتمعوا وضغطوا على الرئيس فيكتور يانوكوفيتش ومع الاسف ليس مع كل الاحيان كان سلمي وان قالوا ولكن كان باستخدام الاسلحة وشرطة القوات الخاصة لم يكن لها القرار باطلاق النار على المتظاهرين والبعض من العصابات كانوا يستفزوا الشرطة من خلال اطلاق النار عليهم ليصبح تبادل ناري والرئيس الاوكراني يانوكوفيتش لم يفضل اطلاق قرار حول الاطلاق الناري الذي حدث والبعد عن اراقة الدماء وعليه وقع اتفاقية مع المعارضة والذي حضرها عدد من وزراء الخارجية الاوروبية لمشاركة الاتفاقية كشهداء ولكن هذه الاتفاقية الموقعة في 21 فبراير الماضي وفورا بعد مغادرة الرئيس بضغط من الشارع قام عدد من وزراء الخارجية الممثلة الاقتراب من المعارضة والذين اكدوا ان هذه الاتفاقية ليست سارية المفعول وليست جيدة ويجب ان تنسى وبالواقع هي مهمة لاستقرار الاوضاع في اوكرانيا لان جرت العادة ان تتم الانتخابات الرئاسية قبل شهر ديسمبر المقبل الا ان هناك كانت بنود مهمة جدا وهي جمع الاسلحة بين ايدي المعارضين واعادة الاستقرار في شوارع كييف واوكرانيا وحل المشاكل بطرق سلمية ولكن لحد الان نرى ان المعارضة مازالت في شوارع كييف ونفس الوزراء الجدد المنتخبين في الميدان وليسوا عن طريق ديمقراطي او انتخابات ولكن جاءت عن طريق اهوائهم والطريقة غير ديمقراطية واصبحوا في البرلمان الاوكراني يتخذون قرارات مهمة ولكنها لا تمثل الشعب الاوكراني كله وبين هذه القرارات والتي اثرت على الرأي العام الاوكراني فعلى سبيل المثال القرار حول استعمال اللغة الروسية في ظل ان هناك الكثير من الاوكرانيين يستخدمونها خاصة ان اللغة الام في اوكرانيا اللغة الاوكرانية واللغة الروسية والناتجة عن علاقات وطيدة اقتصادية وثقافية ليست بين بلدين وانما علاقات ترجع لقرون قديمة ولهذا السبب اصبحوا ينظموا جماعات وقوات رادعة وكان هناك تصريح صريح لبعض هذه العصابات من احد قيادييها «سيد ياروش» الذي يترأس احد عصابات الحزب الذي ترجع عقيدته غير ديمقراطية وترجع الى النازية وعنده تأثير قوي في كييف حاليا مع الاسف.ما حدث ادى وبشكل كبير على ادخال الذعر والخوف لسكان المناطق الشرقية واصبحوا ينظمون قوات غير مسلحة وبلا اسلحة يجتمعون لامن واستقرار المنطقة وقرم هي جمهورية في اوكرانيا ذات سلطة ذاتية ولديها دستورها الخاص وسكانها مليونا شخص بينهم 60 بالمئة اي مليون ومليون النصف من اصل روسي وعدا ذلك 24 المئة من اصل اوكراني و12 بالمئة من اصل تتاري وهم المسلمون وكانوا يعيشون بلا مشاكل بين الروس والاوكرانين او بين المسلمون والمسيحيين ولكن الان اصبحوا يخافون من بعض التصاريح التي خرجت من كييف مؤخرا لتنظيم الدخول والخروج من البلاد وعليه نظموا قواتهم في جمهورية القرم وبداية قاموا بانتخاب الرئيس الجديد ورئيس الحكومة الجديد تحت ضغوط خارجية وكان رئيس الحكومة مجبر ليصبح القائد الاعلى للقوات المسلحة في شبه الجزيرة وكان هناك تأييد من معظم سكان المنطقة لعمل استفتاء شعبي لتوسيع صلاحيات لشبه الجزيرة كجمهورية ولكنها ضمن اوكرانيا كدولة ولم ندعم فكرة الانفصال بتاتا ونحن مع وحدة وسلامة اراضي اوكرانيا وعلاقاتنا قديمة وليعرف الجميع ان كيييف كانت العاصمة الاولى لروسيا سابقاً واستقرارها من استقرارنا واي مشاكل بيننا تضر اوروبا كلها.• وماذا عن التدخل الروسي في الاراضي الاوكرانية؟ وفي جزيرة قرم على وجه خاص؟- لا يوجد هجوم ولا تدخل عسكري روسي في اوكرانيا وما يقال غير صحيح تماماً• كيف؟ والوكالات الاخبارية العالمية رصدت صور لمدرعات روسية عسكرية في اوكرانيا؟- الا تتذكر بما كان يحدث في احداث حرب العراق قبل 10 سنوات وكيف كانت الكثير من الوكالات العالمية تقوم بعرض ادلة للعالم عن وجود اسلحة دمار شامل في العراق الا انه بعد انتهاء الحرب وتدمير النظام العراقي السابق، هم ذات وسائل الاعلام اعتذرت عن ما نشرته لعدم صحته وما يحدث في اوكرانيا المثل.• اذن سعادة السفير انت تنفي وجود اي تدخل عسكري ووجود قوات روسية فقط لحماية الامن؟- هناك اسطول روسي بحري متواجد على اساس اتفاقية رسمية بين البلدين وهناك ضمن المسافات الذين يعيشون فيها القاعدة العسكرية اتخذوا خطوات لازمة للدفاع عن نفسهم فقط ولا يوجد اي تحركات عسكرية ولا يوجد اي مظلات او مدرعات روسية كما يذكرون وكل التحركات العسكرية التي تحدث غير مرتبطة بالقاعدة الروسية وهي من بعض الناس الذين يعيشون في القرم ومعظمهم فصلوا من عملهم في القوات الخاصة الاوكرانية في كييف وهم غير مرتبطين في الجانب الروسي وهم غير روس.• اذن لماذا ترى اوكرانيا ان هذا اعتداء للاتفاقيات الدولية واعتداء لهم؟- لانه من البداية قلنا لن نسمح باعتداءات عسكرية متطرفة لسكان جزيرة القرم وكان هناك دعوة للرئيس لمساعدة اقتصادية وعسكرية من جانب روسيا ان كانت عدائية وكان هناك اقتراح من جانب النواب الاوكراني لتدخل روسي ورئيسنا لا يستطيع استخدام القوات المسلحة خارج الحدود الروسية وعليه طالب البرلمان للموافقة على استعمال في حال الضرورة لاستعمال القوات المسلحة الروسية خارج الحدود الروسية في شبه جزيرة القرم وليس اوكرانيا كلها والتي طالبت بذلك والان اعطي الحق للرئيس الروسي في استخدام ذلك ولحد الان لا يوجد اي قرار تدخل القوات المسلحة للدخول في اوكرانيا ولا نريد ان تتطور الامور في هذا الاتجاه.ونحن مهتمين للاستقرار في اوكرانيا وفي نفس الوقت لدينا مليون ومليون النصف روس الاصل ولا نحب ان نتركهم هكذا.• الا ترى ان هناك تصاعد واضح ووشيك لما يحدث وهل تتوقع وجود ايادي خارجية حول ذلك؟ وهل تريدون الحل الدبلوماسي وماذا عن التدخل العسكري؟- الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش حتى الان رئيس شرعي ورسمي حسب القوانين الدولية طالما لم تحدث انتخابات ديمقراطية في اوكرانيا وهناك اتفاقية بين الرئيس الاوكراني والمعارضة كما قلت حول مواضيع لاعادة الامن والاستقرار ولتنظيم الانتخابات التي من المفترض ان تصبح في ديسمبر المقبل.• وماذا في حال التدخل العسكري واصبح صدام مع بعض الدول العظمى التي تعتبر مايحدث انتهاك للقوانين الدولية مثل الولايات المتحدة الاميركية والتي اطلقت تهديد واضح للجانب الروسي حيال ذلك؟- علينا ان نقترب من مثل هذه المواضيع بعقلانية عند زملائنا في دول الغرب ولدينا علاقات صديقة مع اوكرانيا وعلاقات اجتماعية وتاريخية واقتصادية بين البلدين.• وماذا عن تهديدات مجلس الامن؟- مجلس الامن لا يعطي اموال للجانب الاوكراني ولا يوجد كذلك اموال في الميزانية الاوكرانية والمانيا قالت انها تمللت من اعطاء الكثير من الاموال الى اليونان والبرتغال.• برايك هل مجلس الامن بحاجة الى اصلاحات؟- لا وعلينا يجب ان ننظر الى الموضوع بعقلانية ومن زمن نقول ان مجلس الامن بحاجة الى اصلاح نفس ويجب ان نعمل في هذا الموضوع وكنا نقول علينا ان لا نستعجل بعمل خطوات تدمر وسائل وشروط على المستوى العالمي.• كيف ترى اجتماع السفارة الأوكرانية مع الجانب الكويتي لشرح الأحداث الاخيرة ولجمع اكبر عدد ممكن من المجتمع الدولي؟- ليس لدينا تعليمات بهذا الصدد ونحن سعداء لأن موقفنا سليم ولا نقوم بعمل اي خطوات الا بشكل مدروس تجنبا لاي خطر قد يحدث لاوكرانيا.• ماذا عن تحركات اوكرانيا تجاه ما يحدث؟- ان من يفعل ذلك في كييف ليس لديه شرعية كاملة، ولم يستعمل حتى الآن اساليب ديمقراطية معروفة ومعترف بها عالميا، على سبيل المثال هم الآن يعينون رؤساء المحافظات بأنفسهم وهذا غير جيد ويجب ان يضعوا في عين الاعتبار ان نصف الشعب الاوكراني يعيش في غرب اوكرانيا والنصف الاخر يعيش في شرق اوكرانيا خاصة انهم اوكرانيون وليسوا روسا، فقط اردت الإشارة الى ان روسيا مع الحل السلمي على اسس ديمقراطية للحفاظ على وحدة وسلامة الاراضي الاوكرانية.• هناك سيناريو تطرق له العديد من المحللين بأن ما يحدث في أوكرانيا فقط لاشغال الجانب الروسي والعمل على حل الازمة السورية من جهة اخرى، ما تعليقك؟- سمعت هذا التحليل وانا كدبلوماسي وسفير لا يوجد شيء رسمي حتى الآن كهذا للحديث عنه.• كلمة اخيرة تحب توجيهها- في النهاية أود أن أوضح انني لست مع جهة دون اخرى وأنا لست مع المعارضة، بل سفير لروسيا الاتحادية في الكويت سفير لسلطة رسمية، وفي ما يخص أوكرانيا فهي مهمة اساسية لروسيا فنحن نود ان نحل الأزمة الأوكرانية الداخلية بشكل سلمي وبطريقة ديمقراطية بعيدا عن استعمال الأسلحة مع طرف اوكراني ضد الطرف الآخر ويجب على جميع الاوكرانيين ان يتخذوا قرارا على اساس انتخاب رئيس بلادهم بعيدا عن التدخلات الخارجية، وفي النهاية اؤكد اننا مع سلامة ووحدة الاراضي الاوكرانية.أتابع المغردين الكويتيين في «تويتر»في رد عما اذا كان لدى السفير الروسي حساب في شبكة التواصل الاجتماعي تويتر من عدمه وما يكتبه البعض عن روسيا سواء بالمدح او بالذم، قال نعم لدي حساب وأتابع الكثير من المغردين الكويتيين وكذلك السياسيين، ولكن لا أفضل الرد على ما يذكره البعض، وفي النهاية تبقى آراء شخصية وانا كسفير لروسيا الاتحادية في الكويت ومنذ وصولي فهمت ان وسائل الاعلام المحلية لم تطلع على الأخبار الروسية لعدم تزويدهم بكل ماهو جديد وبشكل رسمي، فالخطأ خطؤنا نحن مقارنة بوسائل الإعلام الغربية.
محليات
السفير الروسي لـ الجريدة•: لم نتدخل عسكرياً في أوكرانيا وصور المدرعات المنشورة غير صحيحة
05-03-2014