«داعش» يتقدم في الرقة وقوات الأسد تقتل 50 في حمص
•500 قتيل في أسبوع «الاحتراب» الأول
• تنسيق أميركي - روسي لـ «جنيف 2» والمعارضة تلتئم
مع دخول الحرب المفتوحة بين كتائب المعارضة المسلحة في سورية أسبوعها الثاني، أحرز مقاتلو «داعش» أمس تقدماً في المعارك الجارية في الرقة (شمال)، بينما واصلت كتائب الجيش الحر هجومها على هذا التنظيم في ريفي حلب وإدلب، في حين سقط العشرات من مسلحي المعارضة خلال محاولتهم كسر حصار القوات النظامية على حمص.
بينما خسرت كتائب الجيش السوري الحر نحو 50 مقاتلاً خلال عملية لكسر الحصار، الذي تفرضه القوات النظامية على مدينة حمص، فاجأ مقاتلو "الدولة الإسلامية في العراق والشام" حلفاءهم السابقين بتصعيد هجومهم المضاد في الرقة، محرزين أول تقدم لهم في هذا الاقتتال الذي بدأ الجمعة قبل الماضية وأسفر عن مقتل نحو 500 شخص. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إلى "سيطرة مقاتلي الدولة على حي المشلب ومقر جبهة النصرة في مقام أويس القرني في الرقة"، التي وقعت تحت السيطرة "داعش" مؤخراً بعد أن فقد نظام الرئيس بشار الأسد السيطرة على المدينة.
وأكد الناشط السوري علاء الدين، لوكالة فرانس برس في اتصال عبر الإنترنت من حلب، أن "مقاتلين من الجيش الحر يحرزون تقدماً في محافظتي إدلب وحلب، لكن مقاتلي الدولة الإسلامية ينتصرون في الرقة نظراً لكون طرق الإمداد لها (الى العراق) مفتوحة هناك".وقال الناشط: "لم يعد هناك أي مقر للدولة الاسلامية عملياً في إدلب كما هي الحال في مدينة حلب وغرب المحافظة" الواقعة على الحدود التركية.وأشار علاء الدين إلى أن "السكان في مدينة حلب، محاصرون في منازلهم، غير قادرين على جلب الدواء أو الغذاء، خوفاً من تعرضهم لإطلاق النار من قبل القناصة في حال خروجهم"، مضيفاً أن "الوضع أكثر سوءاً في الرقة".تعزيزات ومعاركوبينما أرسل "داعش" تعزيزات عسكرية من دير الزور "لمؤازرة مقاتليه في ريف حلب" أكد المرصد أن مقاتلي المعارضة "سيطروا على مقر المخابرات السياسية القديم"، لافتا الى "انه موقع استراتيجي كانت تسيطر عليه الدولة الاسلامية ويقع على بعد 400 متر من المقر العام للتنظيم الجهادي".وأسفرت المعارك الضارية، التي تجري رحاها في سورية بين المعارضة و"داعش" منذ أسبوع عن مقتل نحو 500 شخص، بينهم 85 مدنياً، وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن إنه "تم توثيق مقتل 482 شخصاً منذ فجر يوم الجمعة 3 يناير الجاري حتى منتصف يوم أمس الأول، وذلك خلال الاشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام من طرف، ومقاتلي كتائب إسلامية مقاتلة والكتائب المقاتلة من طرف آخر في محافظات حلب وإدلب والرقة وحماه".وأشار المرصد الى ان من بين القتلى "85 مدنياً و240 مقاتلاً معارضاً و157 عنصراً من الدولة الاسلامية في العراق والشام"، مبيناً أن من بين القتلى من "أعدم" على يد الدولة الاسلامية وهم 21 مدنياً، بالإضافة الى 21 مقاتلاً في مدينة حلب (شمال). كما نقل عن مصادر طبية ومحلية ان من بين قتلى الدولة الاسلامية "47 عنصراً جرى إعدامهم بعد اسرهم من قبل كتائب مقاتلة ومسلحين، في مناطق بجبل الزاوية بريف إدلب".جبهة النظاموبالتوازي مع احتدام المعارك في ريف حلب، تعرضت عدة أحياء تقع تحت سيطرة المعارضة الى قصف جوي من قبل قوات النظام، بحسب المرصد، الذي أوضح أن "اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني وضباط من حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب اسلامية مقاتلة من جهة أخرى في محيط منطقة نقارين وتلة الشيخ يوسف".ولم يحل الاقتتال بين معارضي الأسد دون قيام عدد منهم بشن عملية مساء أمس الأول ضد قوات النظام أسفرت عن مقتل أكثر من 45 مقاتلاً على الأقل في حمص.وأوضح المرصد أن المقاتلين المعارضين الذين ينتمون الى ألوية مختلفة قتلوا بين مساء الاربعاء وصباح الخميس، بينما كانوا يحاولون فك الطوق المفروض على أحياء في مدينة حمص منذ أكثر من عام، مبيناً أن القتلى "وقعوا في كمين لقوات النظام بالقرب من حي الخالدية الخاضع لسيطرة النظام".«جنيف 2»سياسياً، التقى نائبا وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ويندي شيرمان والسفير الأميركي في دمشق، روبرت فورد أمس في موسكو، وأكدوا ضرورة تنشيط الجهود لعقد مؤتمر "جنيف 2" حول سورية في موعده في الثاني والعشرين من الشهر الجاري.وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: "تم التشديد، خلال اللقاء، على أن الأزمة السورية لا يمكن حلها إلا بالطرق السياسية والدبلوماسية"، مشيرة إلى أن "المحاولات الرامية للتوصل إلى حلول عسكرية غير قابلة للحياة".المعارضة تجتمعفي هذه الأثناء، اجتمعت جماعات المعارضة السورية المتشرذمة بما في ذلك عدد من ممثلي المعارضة الإسلاميين أمس لليوم الثاني في مدينة قرطبة الاسبانية في محاولة للتوصل إلى موقف مشترك قبل محادثات جنيف مع حكومة الأسد.