حكومة المالكي تتهم الأكراد بالسيطرة على حقلَي نفط في كركوك

نشر في 12-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 12-07-2014 | 00:01
• «البيشمركة» تحفر خندقاً على طول حدود الإقليم... والبرزاني يبلغ واشنطن تمسكه بـ «تقرير المصير»
• زيباري: قاطعنا الحكومة كلها لا الاجتماعات فقط
• مسلحون يقتحمون قاعدة عسكرية في ديالى
لايزال مسلسل التصعيد مستمراً بين بغداد وأربيل، حيث اتهمت حكومة تصريف الأعمال برئاسة نوري المالكي الإقليم بالسيطرة على حقلَي نفط في كركوك، في حين يحاول الأكراد في كردستان تثبيت وجودهم على ما حققوه على الأرض من خلال حفر خندق كبير حول حدوده، في حين أكد رئيس الإقليم لواشنطن تمسكه بحق تقرير المصير للشعب الكردي.

في تصعيد جديد، اتهمت وزارة النفط العراقية القوات الكردية التابعة لإقليم كردستان العراق بالاستيلاء أمس، على حقلَي نفط أساسيين في محافظة كركوك وطرد العمال العرب منهما.

وقالت الوزارة في بيان أمس: «تستنكر وزارة النفط، وبشدة، ما قامت به مجاميع من قوات البيشمركة الكردية بالاستيلاء والسيطرة على محطات انتاج النفط الخام في حقلي كركوك وباي حسن فجراً». وحذرت الوزارة في البيان إقليم كردستان «من خطورة هذا التصرف غير المسؤول الذي يعد تجاوزا على الدستور والثروة الوطنية وتجاهلا للسلطة الاتحادية وتهديدا للوحدة الوطنية».

ودعت «العقلاء من الاخوة الكرد إلى ضرورة تفهم خطورة الموقف والايعاز الى المسؤولين عن هذا الإجراء غير المنضبط والمجاميع التي نفذته بالانسحاب من هذه الحقول النفطية وإخلائها فورا تجنبا للعواقب الوخيمة».

خندق حدودي

في غضون ذلك، أعلنت وزارة البيشمركة في إقليم كردستان العراق أمس، أن الإقليم باشر في حفر خندق على حدوده مع المناطق التي انسحب منها الجيش العراقي.

وقال الأمين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور في خبر نقلته وكالة «الأناضول»، إن «إقليم كردستان العراق بدأ أعمال حفر خندق على الحدود بين اربيل والموصل وحول كركوك ودهوك بعمق يتراوح بين مترين وثلاثة أمتار».

وأضاف الياور أن «الخندق يهدف إلى إعاقة الهجمات الإرهابية التي تستهدف الإقليم، وإرساء الأمن، والنظام به»، مشيرا الى أنه «سيتم مد أسلاك شائكة أيضا بطول الحدود».

وأوضح أن «خط سير الخندق سيبدأ من ناحية ربيعة الحدودية مع سورية في محافظة نينوى، مرورا بمناطق زمار وشيخان وبرطلة وبعشيقة، وحمدانية، ومخمور، وكوير، في نفس المحافظة ودبس وتازه خورماتو في محافظة كركوك وكفري وقره تبة وجلولاء في محافظة ديالى ويستمر حتى الحدود الإيرانية».

ونفى ياور أن «يكون الهدف من الخندق تأسيس منطقة عازلة»، مؤكدا أن «إقليم كردستان مستمر في استقبال المواطنين الهاربين من المناطق الملتهبة، وأن الخندق لن يصبح حائلا أمام النازحين».

البرزاني

في السياق، أكد رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني خلال لقائه مساعد نائب وزير الخارجية الأميركية بريت ماك كورك في أربيل أمس تمسكه بـ»تثبيت حق تقرير المصير لسكان كردستان وعدم التراجع عن هذا الحق».

وقال البرزاني إن «الإقليم قام بمحاولات كثيرة خلال العقد الماضي لإنجاح العملية السياسية والديمقراطية في العراق الا أن السياسة الخاطئة والتفرد وإهمال الدستور والاتفاقيات ادت إلى تدهور الأوضاع نحو الأسوأ».

ونقل بيان لرئاسة الاقليم عن البرزاني استعداد إقليم كردستان للتعاون لتعديل مسار العملية السياسية في العراق مع التمسك بحق تقرير المصير.

وفي السياق ذاته، نقل البيان عن كورك قلق بلاده من الأوضاع «وتعزيز وجود الارهابيين»، معربا عن أمله في تعاون جميع الأطراف لتجاوز العراق هذه الأزمة بأسرع وقت. وأشاد كورك بدور إقليم كردستان في حماية المناطق وإيوائه عددا كبيرا من النازحين، مبديا استعداد بلاده للمساعدة لتعديل مسار العملية السياسية وتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة وشاملة تشارك فيها جميع المكونات العراقية.

زيباري والمقاطعة

إلى ذلك، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس، إن الكتلة السياسية الكردية أوقفت تماما مشاركتها في الحكومة احتجاجا على تصريحات لرئيس الوزراء نوري المالكي التي قال فيها إن الأكراد يستضيفون الإرهابيين في عاصمتهم أربيل، مؤكدا أن الأكراد أوقفوا عملهم في الحكومة.

وكانت مصادر كردية قالت أمس الأول، ان الوزراء الأكراد قاطعوا فقط اجتماعات الحكومة، وانهم سيستمرون في تسيير شؤون وزاراتهم، إلا أن زيباري اعلن المقاطعة الكاملة لحكومة المالكي.

ملك الأردن وبايدن

وكان نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن اتفق مع عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني خلال لقائهما في عمان أمس، على حاجة العراقيين لتشكيل حكومة قادرة على توحيد جميع الأطياف العراقية، للوقوف أمام تنظيم «الدولة الإسلامية».

قتل وخطف

ميدانياً، قتل 11 شرطيا وأصيب 24 آخرون بجروح خلال اشتباكات متواصلة منذ أمس الأول، مع مسلحين ينتمون إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» يحاولون اقتحام مدينة الرمادي من جهة الغرب.  في موازاة ذلك، أعلن ضابط برتبة رائد في الجيش العراقي أمس، «فقدان أثر 31 عسكريا بينهم عدد من الضباط الذين كانوا موجودين في إحدى المناطق القريبة من موقع الاشتباكات دون معرفة مكانهم».

كما اقتحم مسلحون قاعدة عسكرية في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد أمس الأول. وأوضح مصدر أمني عراقي أن المسلحين المتشددين خاضوا اشتباكات حتى دخلوا القاعدة التي تقع على مشارف بلدة المقدادية على بعد 80 كيلومترا شمال شرقي بغداد. إلى ذلك، أفاد شهود عيان أن مسلحين خطفوا مساء أمس الأول، 39 مزارعا في سوق لبيع الفواكه والخضر في ناحية يثرب في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، واقتادوهم إلى جهة غير معلومة.

(بغداد - أ ف ب، د ب أ)

back to top