«الداخلية» المصرية تغيِّر جلدها... وتوتر على الحدود الليبية
إحالة 518 لواءً وعميداً وعقيداً إلى المعاش... وتورط شرطيين في تهريب مساجين من «المستقبل»
أجرت وزارة الداخلية المصرية أمس حركة تنقلات واسعة بين قيادات أمنية، في حين تشهد البلاد ظروفاً صعبة، مع تردي الأوضاع في الجارة ليبيا، حيث ساد التوتر الحدود المصرية الليبية، جواً وبراً.
في حين يتعرض فيه جهاز الشرطة المصرية لانتقادات حادة اعتمد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، حركة تنقلات وترقيات واسعة بين قيادات الوزارة أمس، ضمن الحركة السنوية لتغيير قيادات الجهاز الأمني، شملت إحالة 518 لواءً وعميداً وعقيداً إلى المعاش، في حركة يتوقع أن تغير من جلد الذراع الأمنية المصرية، في ظل هجمة شرسة من قبل جماعات متشددة، مستمرة منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013.الحركة الجديدة، شملت 19 مساعداً لوزير الداخلية، و13 مديراً للأمن، و56 من مديري الإدارات العامة والمصالح، و11 مديراً للمرور، و12 مديراً لإدارات البحث الجنائي، وقال مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات العامة اللواء عبدالفتاح عثمان إن "الحركة شملت 3553 ضابطاً بمعدل أقل من العام الماضي بنسبة 200 ضابط"، وأشار إلى أن "الهدف من الحركة تدعيم مديريات الأمن وقطاع الأمن الوطني، بقطاعات جديدة من الضباط لرفع مستوى الأداء الأمني".مصادر أمنية أكدت أن وزير الداخلية استجاب في الحركة إلى رغبة القيادة السياسية في دفع دماء جديدة إلى جهاز الشرطة، عبر تصعيد عناصر شابة إلى مراكز القيادة، بتغيير 12 من مديري أمن المحافظات أبرزها شمال سيناء الحدودية وأسوان والأقصر وقنا، في أقصى صعيد مصر.إلى ذلك، كشفت مصادر قضائية رفيعة لـ"الجريدة" أمس، عن مفاجآت كبيرة في قضية تهريب اثنين من المتهمين (أحدهما متهم في أعمال إرهابية، والآخر في عمليات قتل وسرقة)، من سجن "المستقبل" المركزي، التابع لمحافظة الإسماعيلية، بالتأكيد على تورط اثنين من أمناء الشرطة في تهريب المتهمَين، مقابل الحصول على مبالغ مالية كبيرة.توتر حدودي في غضون ذلك، ألقت الأوضاع الأمنية المتردية في ليبيا المجاورة لمصر بظلالها، فقد أرسلت القاهرة طائرة تابعة لشركة "مصر للطيران" إلى مطار جربة في تونس لنقل مئات المصريين النازحين من ليبيا، وأوضح مصدر مسؤول في مطار القاهرة الدولي أن تنسيقاً جرى بين وزارتي الخارجية والطيران المدني للعمل على إجلاء مصريين من ليبيا، خاصة مع استمرار مسلسل استهدافهم، الذي أسفر آخره عن مقتل 23 عاملاً مصرياً، إثر سقوط صاروخ على منزلهم في طرابلس.في السياق، أعلنت مصادر في مطار القاهرة، أمس أنه تم رفع حالة التأهب مع الأجواء الليبية، تحسباً لدخول طائرات بدون تصاريح مرور مسبقة، وقالت المصادر إن دخول الأجواء المصرية سواء للهبوط بمطاراتها أو العبور فوقها يستلزم إجراءات.على الأرض، أعلنت الأجهزة الأمنية المصرية الاستنفار على الحدود، خشية استخدام جماعات مسلحة تدهور الوضع الأمني في ليبيا لتنفيذ هجمات نوعية في مصر، ونجحت قوات منفذ "السلوم" الحدودي بالتنسيق مع قوات حرس الحدود في ضبط 290 مصرياً، حاولوا العودة من الأراضي الليبية إلى مصر بشكل غير شرعي، بعدما خرجوا بطريقة غير شرعية من مصر في وقت سابق.انفجار الصففي الأثناء، كشفت تحريات النيابة العامة أمس أن التفجير الذي وقع في منطقة "الصف" جنوب الجيزة أمس الأول وأسفر عن تحول جثث 3 إرهابيين إلى أشلاء نتج عن انفجار عبوة ناسفة كانت داخل السيارة، وانفجرت بسبب ارتفاع درجة الحرارة، بالإضافة إلى ارتجاج السيارة خلال صعودها فوق "مطب صناعي".وعقب فشل دعوة "تحالف دعم الشرعية" أنصاره لتنظيم تظاهرات بالتزامن مع أيام عيد الفطر المبارك، جدد التحالف الذي تقوده جماعة الإخوان، الدعوة مجدداً لتنظيم تظاهرات اليوم لتدشين فعاليات أسبوع "المقاومة أمل الأمة"، في إطار استعدادات أنصار مرسي، لتدشين تظاهرات بالتزامن مع الذكرى الأولى لفض اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة" 14 أغسطس 2013.ووجه "التحالف" في بيان له أمس حديثه لمن وصفهم بـ"الثوار المقاومين"، قائلاً: "انطلقوا بدءا من الجمعة في أسبوع ثوري جديد، لدعم المقاومة الفلسطينية والحشد القوي لانتفاضة القصاص".في السياق، أعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس" المصنفة إرهابية، مسؤوليتها عن العملية التي وقعت يوم الجمعة الماضي، واستهدفت عميدين في الجيش والشرطة، بمدينة "الشيخ زويد" شمال سيناء، وقالت الجماعة في بيان لها نشر على حسابها على موقع "تويتر"، إنها المسؤولة عن "تصفية العميد عمرو فتحي صالح عمارة، مسؤول قطاع تأمين الشيخ زويد بالقوات المسلحة، والعميد محمد سلمى عبدربه السواركة، قائد قطاع الأمن المركزي لتأمين الحدود".وردت قوات الجيش بحملة نوعية للرد على مقتل العميدين، وواصلت عناصر من وحدات الجيش حملاتها الأمنية النوعية على شمال سيناء، وأفاد مصدر عسكري لـ"الجريدة" أمس، بأن القوات تواصل حملاتها المكثفة منذ يوم الجمعة الماضي على معاقل الجماعات "التكفيرية" بالقرى الواقعة جنوب مدينة "الشيخ زويد"، ما أسفر عن مقتل 45 عنصراً مسلحاً.