النظام يدخل حمص القديمة ويستكمل سيطرته على القلمون

نشر في 16-04-2014 | 00:03
آخر تحديث 16-04-2014 | 00:03
No Image Caption
المعارضة تمطر دمشق بالهاون
الفيصل: إجراء «الرئاسية» يقوض الحل السلمي
بعد هدنة دامت أسابيع عدة شهدت إدخال مساعدات، بدأت القوات النظامية السورية أمس عملية عسكرية كبيرة في الأحياء المحاصرة من مدينة حمص القديمة، وذلك بالتزامن مع مواصلة تقدمها في منطقة القلمون التي حصنتها بدخول بلدة عسال الورد واستعادتها بلدة معلولا.

بينما واصلت القوات النظامية السورية تقدمها في منطقة القلمون الاستراتيجية والحدودية مع لبنان والتي باتت خاضعة بشكل شبه كامل لسيطرتها بعد استعادة بلدة معلولا ومناطق مجاورة لها، بدأت قوات الرئيس السوري بشار الأسد أمس عملية عسكرية في الأحياء المحاصرة من مدينة حمص.

وفيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون محاولة الاقتحام والتقدم الذي يترافق مع قصف وغارات واشتباكات عنيفة، أفاد التلفزيون الرسمي أن "وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع الدفاع الوطني تحقق نجاحات مهمة في حمص القديمة"، مشيراً إلى هذه القوات "تتقدم باتجاه أحياء جورة الشياح والحميدية وباب هود ووادي السايح، وتقضي على اعداد من الارهابيين وتدمر أوكارهم".

وأوضح نشطاء في المعارضة أن قوات الجيش حشدت نحو 1200 مقاتل و180 مدنياً من بينهم 60 ناشطاً في الأحياء القديمة لحمص، استعداداً لاقتحامها.

هدنة ومفاوضات

ويأتي ذلك بعد هدنة استمرت أسابيع وتم خلالها إدخال مواد غذائية ومساعدات بموجب اتفاق بين السلطات ومقاتلي المعارضة بإشراف الأمم المتحدة وتسويات شملت مئات المقاتلين والناشطين.

وقبل الهجوم بقليل بحثت قيادات في المعارضة المسلحة، وممثلون عن الحكومة السورية، إمكانية انسحاب المقاتلين من الأحياء القديمة المحاصرة، باتجاه ريف حمص الشمالي.

وكان من أبرز النقاط العالقة في المفاوضات: "السماح لبعض الكتائب بتأمين خروج سلاحها الثقيل، بينما تصر الحكومة على السماح بخروج المقاتلين بسلاحهم الخفيف فقط".

القلمون

وبعد سيطرة القوات النظامية مدعومة من حزب الله اللبناني على بلدة معلولا وعدد من التلال في منطقة القلمون، نقل التلفزيون السوري الرسمي أمس عن مصدر عسكري أن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة أعادت الامن والاستقرار الى بلدة عسال الورد (القريبة من معلولا) في القلمون بريف دمشق بعد القضاء على أعداد كبيرة من الارهابيين وفرار الباقين منها".

وبذلك تكون قوات النظام استكملت سيطرتها على جبال القلمون المحاذية للبنان.

دمشق والهاون

في المقابل، قتل طفل وأصيب أربعون شخصاً آخرين معظمهم من الأطفال أمس إثر سقوط قذائف هاون على أحياء في العاصمة السورية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر في قيادة شرطة دمشق قوله إن "قذيفة هاون سقطت على مدرسة المنار للتعليم الأساسي في باب توما مما أدى إلى استشهاد طفل وإصابة 36 آخرين". وأضاف المصدر أن "قذيفة أخرى سقطت في تجمع مدارس قرب كنيسة مار الياس بالدويلعة مما أدى إلى إصابة خمسة مواطنين".

السعودية والحزم

في غضون ذلك، دعت السعودية أمس الأسرة الدولية إلى اتخاذ "إجراء حازم" ضد النظام السوري. وقال وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، في مؤتمر صحافي في الرياض، إن المملكة ترى في "إعلان النظام السوري إجراء الانتخابات تصعيدا من قبل نظام دمشق وتقويضا للجهود العربية والدولية لحل الازمة سلمياً وعلى أساس اتفاق جنيف".

وأضاف الفيصل أن هذا القرار و"تواتر الأنباء الخطيرة عن استخدام النظام للغازات السامة ضد المدنيين مؤخرا في بلدة كفرزيتا في ريف حماة" يشكلان "تحدياً واضحاً لقرار مجلس الأمن، وأن هذه التجاوزات المستمرة لنظام دمشق باتت تستدعي من المجتمع الدولي اتخاذ إجراء حازم أمام استمرار تحديه للإرادة الدولية والعربية والإسلامية".

انتخابات الرئاسة

وذكرت صحيفة الوطن السورية أمس أن رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام سيحدد الاسبوع المقبل موعداً للانتخابات الرئاسية.

ونقلت الصحيفة المقربة من السلطات عن مصادر في مجلس الشعب، لم تفصح عن هويتها، قولها انها تتوقع "أن يدعو رئيس المجلس محمد جهاد اللحام خلال الأسبوع المقبل الى انتخابات رئاسة الجمهورية". وأشارت الصحيفة الى أن قانون الانتخابات العامة الذي أقره مجلس الشعب ينص على "أن تتضمن الدعوة تاريخ الانتخاب".

وكان مجلس الشعب السوري اقر مؤخرا البنود المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في يونيو والواردة ضمن مشروع قانون للانتخابات العامة.

حرب استنزاف

إلى ذلك، رفضت الولايات المتحدة أمس الأول تحليل الرئيس أن النزاع الذي يدمر بلاده منذ ثلاث سنوات يمر حاليا بـ"مرحلة انعطاف" لصالح نظامه، مشيرة إلى أن ما يجري في سورية هو "حرب استنزاف".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي للصحافيين إن "تحليلنا يبقى على حاله، اي انها حرب استنزاف وأن ما من طرف استطاع أن يحرز أو أن يحافظ على مكاسب مهمة، معتبرة أن "من الطبيعي" أن يدلي الاسد بمثل هذا التصريح.

وأضافت بساكي أن "جهودنا للتنسيق مع المعارضة مستمرة"، مؤكدة أنه سيكون من الخطأ الاعتقاد أن كفة الانتصار في ميزان الحرب تميل لصالح الاسد.

وقالت: "هناك قلق على نطاق واسع من أفعاله والمجتمع الدولي يراقب هذا الأمر، ولا أعتقد اننا سنقوم بتكهنات بشأن ما ستكون عليه النهاية".

(دمشق، الرياض، واشنطن-

أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top