توفي أمس أمير تنظيم «كتائب عبدالله عزام» السعودي ماجد الماجد، إثر تدهور حالته الصحية بعد القبض عليه من قبل الجيش اللبناني قبل عدة أيام، في حدث لم يحل دون توسع الاشتباك السعودي - الإيراني، على خلفية تسليم الماجد للسعودية أو التحقيق معه من قبل الإيرانيين الذين يتهمونه بالوقوف وراء التفجير المزدوج الذي ضرب السفارة الإيرانية في بيروت في نوفمبر الماضي.

Ad

وبعد تضارب في المعلومات وتشكيك من بعض المصادر، أكدت قيادة الجيش في بيان "وفاة الموقوف المدعو ماجد الماجد صباح اليوم (أمس) أثناء معالجته في المستشفى العسكري المركزي، وذلك نتيجة تدهور وضعه الصحي".

وذكرت مصادر أمنية أن "الماجد وصل إلى لبنان في حالة صحية حرجة، إذ كان يعاني من قصور في الكلى وتوفي وهو في غيبوبة تامة"، مشيرةً الى انه "دخل بجواز سفر مزور إلى لبنان باسم محمد أحمد الماجد"، موضحةً أن "الماجد لم يتوفَ تحت التحقيق، لأنه لم يكن يخضع للتحقيق، لأنه في غيبوبة".

ولفتت المصادر الى أن السلطات السعودية كانت حريصة على متابعة الوضع الصحي لماجد الماجد وتحسنه ﻷنها كانت تعول كثيراً على استجوابه.

والماجد مطلوب من السلطات اللبنانية لاشتراكه عام 2007 بالحرب التي قادها زعيم تنظيم "فتح الإسلام" الأردني الفلسطيني - الأصل شاكر العبسي، ضد الجيش، في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان. كما أن الماجد ملاحق أيضا من قبل سلطات بلاده بقضايا تتعلق بـ"الإرهاب".

طهران

وقال نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني منصور حقيقت بور أمس، إن طهران تحتفظ بحق رفع شكوى ضد السعودية في مجلس الأمن بسبب ضلوع أحد مواطنيها بالتفجير المزدوج الذي استهدف سفارتها في بيروت.

وقال حقيقت بور، لوكالة أنباء "فارس" الإيرانية: "السلطات السعودية "عرضت 3 مليارات دولار لاستعادة الماجد الضالع في التفجير الإرهابي المزدوج الذي استهدف السفارة الإيرانية في بيروت، الأمر الذي يشير إلى مدى أهمية المعلومات التي من المحتمل أن يعترف بها بالنسبة للحكومة السعودية". وكانت السلطات الإيرانية طالبت رسميا بالمشاركة في التحقيق مع الماجد.

ودعا مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبداللهيان المسؤولين اللبنانيين الى أن يولوا الأبعاد والشكوك التي تحوم حول وفاة الماجد في لبنان اهتماما.

واتهم عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني محمد حسن آصفري أمس السعودية بالتورط في موت الماجد في لبنان، «لأنها كانت تعلم أنه قد يدلي باعترافات تسيء إليها، وسيفضح وجوه كل الإرهابيين الذين ينفذون عمليات إرهابية على الأرض اللبنانية، وفي العراق وسورية، وكانت ستؤكد من يقوم بتلك العمليات ومن يحميها ويقف وراءها».

اغتيال العسيري  

وكانت صحيفة "الجزيرة" السعودية أشارت أمس الى "كتائب عبدالله عزام" مدعومة من إيران. وأشارت الصحيفة إلى أنه "جرى استغلال جنسية الماجد السعودية لتوجيه الاتهام للسعودية بأنها وراء التفجير، وبالرغم من أن الجميع يعلم بأن الماجد يحمل الرقم 65 بلائحة المطلوبين والإرهابيين في السعودية"، مؤكدة أن الماجد "كان يخطط لاستهداف السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري شخصياً".

الصاطم

في السياق، حسم أمس الجدل حول هوية الانتحاري الذي نفّذ تفجير حارة حريك الأخير، فقد أكدت قيادة الجيش في بيان أمس أن "نتيجة فحوصات الـ(دي أن أي) لأشلاء الانتحاري التي وجدت داخل السيارة المستخدمة في عملية التفجير، أنها عائدة للمدعو قتيبة محمد الصاطم، وتستمر التحقيقات بإشراف القضاء المختص لكشف كامل ملابسات الحادث".