فلتحمد أكفّ الأدب ربها شكراً، وليسجد "الشعر" امتناناً على جباه القوافي لقرار شاعر المهجر الأفخم "إيليا أبي ماضي" التوجه غرباً نحو "نيويورك"، ولم يفكر- ولله الحمد والمنة- بالهجرة شرقاً نحونا، فو الله، وبالله، وتالله لو كان إيليا مواطناً "كحلاتنا" لما تجرأ على كتابة قصيدة "الطلاسم"، ولخجل أن تخط يمينه: "لست أدري" في بلد الكل فيه "يدري" و"يداري" درايته باحتساء كوب "الحلطمة" بكرة وعشياً.

Ad

نحن ندري أن "البرميل" وصل بالسلامة إلى الـــ130 دولاراً، ونحن ندري أننا ننتظر عودته من أرض "الفوائض" على أرض مطار "طمام المرحوم"، ونحن ندري أن "مال الفوائض السايح" علم أحلامنا سرقة فتات الأمل المتناثرة على أرصفة مانشيتات الصحف وإشاعات الواتس آب، ونحن ندري أن "البرميل" المسافر لن يرجع "بصوغة" عنب تنمية وتين مشاريع ولوز رفاهية، بل سيحمل لنا كالعادة "بطيخاً" فقط لا غير وشوف وجه "العجز" واحلب لبن، ونحن ندري أن الميزانيات طارت بأرزاقها على "الدرجة الاستباحية"، ونحن ندري أن "الهاء" في آخر كلمة "أرازقها" تعود لحرف جر ربابة الهدر على أوتار "مجرور" اللبن المسكوب من ضرع "بقرة الفساد"، ونحن ندري أنه كان من المفترض دستورياً أن تذبح هذه البقرة الملعونة، ومنذ زمن طويل داخل "مسلخ دولة المؤسسات"، ونحن ندري أن أهل السياسة بدلاً من شحذ سكاكينهم الدستورية اختاروا أن "يشحذوا" الأصوات الانتخابية، فضاعت عقارب أوقاتهم وضاع دم "هقوتنا" معها لدغاً! ونحن ندري أن الكل يسأل الكل "بعبط" قلّ نظيره: ما لون بقرة الفساد؟ ما هي؟ أين هي؟ كيف هي؟ إن البقر تشابه علينا! بينما بقرة الفساد "اللابشكيرية" تصنع لنفسها "روب" المحاماة عن المال العام وحالب لبنها المسكوب يترنم ويقول: اصرف ما في "العيب" يأتيك ما في "الجيب"! وللأمانة لا ألوم مواطناً بسيطاً إن تشابه بقر الفساد عليه، فبقرة الفساد هنا يخلق من شبهها أربعين! وربما علي بابا أيضاً فوق البيعة.

أين ضحكي وبكائي وأنا طفل صغير

أين جهلي ومراحي وأنا غضّ غرير

أين أحلامي وكانت كيفما سرتُ تسير

كلّها ضاعت ولكن كيف ضاعت؟... لست أدري!

تعال هنا يا إيليا وقف معنا في بلاد "النهب الأسود" في طابور مشفى أو إسكان أو وظيفة أو حتى "مشوار دوام" وأعدك أنك "تدري ونص" ومن يدري؟! ربما تبدأ أيضاً في كتابة قصيدة جديدة تسميها "اللطائم"!