مع انتهاء المهلة التي منحها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للمعتصمين في محافظة الأنبار أمس، أنهت القوات الأمنية العراقية الاعتصام المناهض للحكومة من خلال إزالة جميع خيم المعتصمين، وفتحت الطريق الدولي الذي بقي مغلقا لمدة عام.

Ad

وقال المستشار الإعلامي للمالكي، علي الموسوي: «أكدت مصادر العمليات العسكرية في الأنبار أن الشرطة المحلية والعشائر انتهت بالتنسيق مع الحكومة المحلية في المحافظة من إزالة الخيم في ساحة الاعتصام وفتحت الشارع الذي كان مغلقا». وأضاف الموسوي: «ان العملية جرت دون أي خسائر بعد فرار القاعدة وعناصرها من الخيم الى المدينة وتجري ملاحقتهم».

الا أن مصدراً في الأنبار أكد ان اشتباكات دارت بين قوات الأمن ومسلحين في الرمادي ومدينة الفلوجة قتل فيها 10 مسلحين، وسط دعوات أطلقت من بعض المساجد للجهاد، مشيرا إلى أن الاشتباكات تخللها تحليق مروحيات عسكرية فوق مكان الاعتصام.

دعوات للجهاد

وأضاف المصدر طالبا عدم ذكر اسمه أنه شاهد سيارتين محترقتين تابعتين لقوات الأمن، وسط دعوات تطلق من بعض مساجد المدينة وتدعو للجهاد هاتفة «حي على الجهاد، حي على الجهاد».

وأكد المصدر أن «عشائر البو فراج والبو علي والبو فهد والبو نمر والبو عساف اشتبكت مع قوات الجيش، ما أسفر عن سقوط عشرة قتلى و40 من الجرحى من بين الجانبين وتدمير دبابة عسكرية وثلاث سيارات همر»، مشيرا الى أن «عددا كبيرا من السيارات المدنية كسرت حظر التجوال المفروض على المحافظة ونقلت المواطنين الى الساحة». وأكد المصدر أن هناك عدداً من الاطفال والنساء بين القتلى والجرحى، لافتا إلى أن «الأطفال قتلوا نتيجة قصف مدفعي على مناطق شرق الفلوجة».

وأشار إلى أن قوات الأمن قطعت صباح أمس، شبكة الاتصالات والانترنت في عموم مدن المحافظة، فيما سمع اطلاق نار كثيف قرب ساحة الاعتصام.

وكان زعيم مجلس إنقاذ الأنبار حميد الهايس أكد، في وقت سابق أمس، أن خيم ساحة اعتصام الرمادي رفعت، نافياً وقوع خسائر كبيرة في صفوف الجيش وآلياته جراء الاشتباكات مع أبناء العشائر، فيما أوضح أن الاشتباكات محصورة في شمالي الرمادي وأن الوضع تحت السيطرة.

تحذير المالكي

وكان المالكي، الذي يحكم البلاد منذ 2006، اعتبر قبل أسبوع أن ساحة الاعتصام في الأنبار تحولت الى مقر لتنظيم القاعدة، مانحا المعتصمين فيها مدة للانسحاب انتهت أمس، قبل أن تتحرك القوات المسلحة لإنهائها.

وجاءت تحذيرات المالكي غداة مقتل قائد الفرقة السابعة في الجيش مع أربعة ضباط آخرين وعشرة جنود خلال اقتحامهم معسكرا لتنظيم القاعدة في غرب محافظة الأنبار التي تشهد منذ ذلك الحين عمليات عسكرية تستهدف معسكرات للقاعدة على طول الحدود مع سورية التي تمتد نحو 600 كلم.

في مقابل ذلك، يتهم المعتصمون في الأنبار الذين بدأوا تحركهم قبل عام، المالكي باتباع سياسة طائفية تدفع نحو تهميش السنة واستهداف رموزهم.

ضرب «القاعدة»

وفي هذا السياق، قال المالكي خلال استقباله أمس، عددا من شيوخ ووجهاء عشائر عراقية إن «العمليات العسكرية في الأنبار وحّدت العراقيين خلف القوات المسلحة، وهذا هو عنوان الانتصار الحقيقي»، مضيفاً أن «عمليات الأنبار هي أكبر ضربة للقاعدة التي خسرت ملاذها الآمن في مخيمات الاعتصام، وهو أمر واضح ومعروف لدى الجميع ومعلن في وسائل الإعلام من خلال تهديدات أعضاء هذا التنظيم الإرهابي من داخل هذه المخيمات».

وقبل بدء عملية رفع الاعتصام أمس، اعتقلت قوة أمنية عراقية صباح السبت الماضي، النائب أحمد العلواني الذي يتمتع بنفوذ كبير في الأنبار والمؤيد للاعتصام بعد اشتباكات كثيفة قتل فيها خمسة من حراسه الشخصيين وشقيقه في عملية زادت من حدة التوتر الأمني في المحافظة التي تسكنها أغلبية من السنة.

وتخوض القوات العراقية، بعد نحو عامين على الانسحاب الأميركي من البلاد، معركة يومية ضارية تصارع فيها للحد من تصاعد أعمال العنف. ونفى جهاز مكافحة الإرهاب، في وقت سابق أمس، اقتحام قواته لساحة اعتصام الرمادي، مؤكدا أن قواته المتواجدة في الأنبار على أهبة الاستعداد والاحتياط لأي طارئ.

يذكر أن مجلس محافظة الأنبار أعلن أمس الأول، اتفاقه مع قادة اعتصام المحافظة على رفع الخيم، مبينا أن قادة الاعتصام طالبوا بإطلاق سراح العلواني وانسحاب الجيش من المحافظة، فيما هدد بقطع جميع الاتصالات مع الحكومة في حال عدم تلبية تلك المطالب.

(بغداد - أ ف ب،

يو بي آي، د ب أ)