ها نحن على مشارف طي صفحة عام ٢٠١٣، ولنفتح صفحة ملؤها الانطلاق وتحقيق الإنجازات واللحاق بركب التطور والانبهار بكل ما هو جديد، ويتعاهدنا السؤال المتكرر كل عام "ما أمنياتكم للعام الجديد؟"، فحينها ينقسم الناس ثلاثة أقسام:
منهم من يتطلع فقط ويتمنى دون أن يبادر، ونوعية أمنياتهم متواضعة جدا لأنهم مغيبون عن الحقيقة؛ حقيقة مساعي الروح، والقسم الثاني يتمنى ويسعى جاهدا في تحقيق بعض تلك الأمنيات لكنه يجد صعوبة لعدم ترتب أولوياته، فهو في صراع بين أن يتحقق ذلك الشيء الذي تمناه أو لا، فيشعر بالحرمان، ويكون بينه وبين ما تمناه شعرة، إلا أن شعوره بالحرمان يحرمه نيل مطلبه، فتيقظوا لذلك الشعور السلبي الذي يسلبكم أمنياتكم، كما أن مطالبهم تحوم حول الذاتية المطلقة. أما القسم الثالث فهم لا يتمنون، بل ينوون طوال السنة الجديدة تحقيق كل ما يرغبون فيه- والنية أبلغ من التمني- فيخططون ويرسمون لوحة أهداف جميلة غنّاء فيزخرفونها بكل ما نووا عليه، ويتابعون تفاصيل كل شاردة وواردة في تلك اللوحة، ويحاولون إضافة بعض "الرتوشات" وتعديلها ليُكْسِبوا لوحتهم نوعا من المرونة والسلاسة في إتمام ما نووا عليه، فهم يعيشون في اللحظة ويستقبلون عامهم بحفاوة بتزيين تلك اللوحة الهادفة والطريق الذي شقوه بأناملهم؛ كما أن لديهم أهدافا راقية تركز على قيم عالية، ويبدعون في أمنياتهم، فأمثالهم يعيشون في عصر محو أمية الأهداف. ولنا مثل في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تفاجئنا بكل ما هو جديد ومتطور، فننبهر به ونتمنى لدولنا أن تحذو حذوها في التخطيط والرؤية الواضحة والرسالة التي صاغتها، فهي تسير وفقها بخطوات واثقة وجريئة وبتأن، ولم تنفك تحقق الإنجازات، بل سعت جاهدة لتكون الأولى في الاقتصاد وتحسين مستوى دخل الفرد، فهنيئا لأهلها إكسبوا ٢٠٢٠، وهنيئا لهم عيدهم الوطني.
مقالات
محو أمية الأهداف
07-12-2013