تحديث 1

Ad

أعرب قادة الدول العربية هنا اليوم عن عزمهم على إرساء افضل العلاقات بين الدول العربية الشقيقة عبر تقريب وجهات النظر وجسر الهوة بين الاراء المتباينة.

وأكد القادة العرب في "إعلان الكويت" الصادر في ختام اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في دورته الـ 25 أن العلاقات العربية - العربية قائمة في جوهرها واساسها على قاعدة التضامن العربي بوصفه السبيل الامثل والطريق الاقوم لتحقيق مصالح الشعوب والدول العربية.

وتعهد القادة العرب بالعمل بعزم لوضع حد نهائي للانقسام العربي عبر الحوار المثمر والبناء وانهاء كافة مظاهر الخلاف عبر المصارحة والشفافية في القول والفعل.

وجدد القادة التعهد بإيجاد الحلول اللازمة للاوضاع الدقيقة والحرجة التي يمر بها الوطن العربي برؤية عميقة وبصيرة منفتحة.

وقال (اعلان الكويت) أن ذلك يأتي بهدف تصحيح المسار بما يحقق مصالح دول وشعوب الوطن العربي ويصون حقوقها ويدعم مكاسبها ويؤكد على قدرتها على تجاوز الصعوبات السياسية والامنية التي تعترضها وبناء نموذج وطني تتعايش فيه كل مكونات شعوبها على اسس العيش المشترك والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية.

وجدد القادة العرب الالتزام بما ورد في ميثاق جامعة الدول العربية والمعاهدات والاتفاقيات التي صادقت عليها الدول العربية الرامية الى توطيد العلاقات العربية - العربية وتمتين اواصر الصلات القائمة بين الدول العربية من اجل الارتقاء بأوضاع الامة العربية وتعزيز مكانتها واعلاء دورها على الصعيد الانساني.

وأعلن قادة الدول العربية الالتزام بتوفير الدعم والمساندة للدول الشقيقة التي شهدت عمليات الانتقال السياسي والتحول الاجتماعي من اجل اعادة بناء الدولة ومؤسساتها وهياكلها ونظمها التشريعية والتنفيذية وتوفير العون المادي والفني لها.

وقال القادة العرب في (اعلان الكويت) إن ذلك يهدف إلى تمكين الدول الشقيقة من انجاز المرحلة الانتقالية على نحو آمن ومضمون لبناء مجتمع يسوده الاستقرار على اسس قيم العدالة الاجتماعية والمساواة والانصاف وبناء مؤسسات كفؤة وفعالة تكون قادرة على تثبيت السلم الاهلي وتحقيق التقدم الاجتماعي واحداث التحولات العميقة في المجتمع التي تؤدي الى النهوض بالدولة واضطراد عملية النمو الاقتصادي.

وأكدوا على حرصهم الكامل على تعزيز الأمن القومي العربي بما يضمن سلامة الدول العربية ووحدتها الوطنية والترابية.

كما أعرب (اعلان الكويت) على تمتين قدرة الدول العربية على مواجهة الصعوبات الداخلية التى تمر بها والتحديات الخارجية المهدده لسلامتها بما يمكن من تسارع عملية النمو وتحقيق التنمية الشاملة.

وأضاف القادة أن ذلك يهدف إلى بناء مجتمعات تتسم بوحدة نسيجها وتماسكها الاجتماعى يكون حصادها لمصلحة اوسع الفئات فى المجتمع خاصة الفئات الاكثر فقرا وبما يضمن زيادة الرفاه الاجتماعى فى المجتمعات العربية بكل المقاييس وفى المجالات كافة.

وأكد (اعلان الكويت) الحرص الكامل على الوحدة الوطنية لجمهورية جزر القمر المتحدة وسلامة أراضيها وسيادتها الوطنية مشددين على هوية جزيرة (مايوت) القمرية ورفضهم الاحتلال الفرنسي لها، ودعا الحكومة الفرنسية الى اعادة جزيرة مايوت الى السيادة القمرية.

وحث في الوقت ذاته الدول المانحة ومؤسسات التمويل العربية والدولية على تقديم الدعم لبرامج التنمية في جزر القمر.

كما أكد الإعلان على أن القضية الفلسطينية تظل القضية المركزية لشعوب الأمة العربية مشددين على تكريس كافة جهودهم لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية فى حدود الرابع من يونيو 1967، وضرورة قيام الدولة الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية وخاصة قرارات مجلس الامن 242 و 338 و1397 وفى اطار مبادرة السلام العربية وقرارات القمة العربية ذات الصلة وبيانات وقرارات الاتحاد الاوروبى وعلى نحو خاص بيان بروكسل التى تؤكد جميعها على حل الدولتين واساء السلام العادل والدائم فى الشرق الاوسط.

ودعا القادة العرب مجلس الامن الى تحمل مسؤولياته والتحرك لاتخاذ الخطوات اللازمة ووضع الآليات العملية لحل الصراع العربى - الاسرائيلى بكافة جوانبه وتحقيق السلام العادل الشامل فى المنطقة على اساس حل الدولتين وفقا لحدود عام 1967.

كما دعوا مجلس الأمن إلى تنفيذ قراراته ذات الصلة بانهاء احتلال اسرائيل للاراضى الفلسطينية والعربية المحتلة والانسحاب لخط الرابع من يونيو 1967.

وحمل الإعلان اسرائيل المسؤولية الكاملة عن تعثر عملية السلام واستمرار التوتر فى الشرق الاوسط، رافضاً رفض مطلق وقاطع الاعتراف باسرائيل دولة يهودية واستمرار الاستيطان وتهويد القدس والاعتداء على مقدساتها الاسلامية والمسيحية وتغيير وضعها الديموغرافي والجغرافي.

واعتبر القادة العرب الاجراءات الاسرائيلية باطلة ولاغية بموجب القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية واتفاقية جنيف واتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية.

كما ادان الانتهاكات التى تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلى ضد المسجد الاقصى المبارك ورفض محاولات الاحتلال الاسرائيلي انتزاع الولاية الاردنية الهاشمية عنه، مطالباً المجتمع الدولي ومجلس الامن والاتحاد الاوروبي ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) بتحمل مسؤولياتهم فى الحفاظ على المسجد الاقصى وفقا للقرارات الدولية الصادرة بهذا الشأن.

وأكد القادة العرب على عدم شرعية المستوطنات الاسرئيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة وبطلانها القانوني، مطالبين المجتمع الدولي بمواصلة جهوده لوقف النشاط الاستيطاني الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة وخاصة القرار 465 لعام 1980 والقرار رقم 497 لعام 1981 اللذين يقضيان بعدم شرعية الاستيطان وضرورة تفكيك المستوطنات القائمة.

ودعا "إعلان الكويت" إلى احترام الشرعية الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتثمين جهوده فى مجال المصالحة الوطنية، مشددين على ضرورة احترام المؤسسات الشرعية للسلطة الوطنية الفلسطينية المنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية والالتزام بوحدة القرار والتمثيل الفلسطيني.

وأكد القادة العرب على أن المصالحة الوطنية الفلسطينية تمثل الضمانة الحقيقية الوحيدة لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطينى في الاستقلال الوطني داعين إلى تنفيذ اتفاقية المصالحة الوطنية الموقعة في عام 2011.

وأعرب القادة في (اعلان الكويت) عن شكرهم لمصر لرعايتها المتواصلة واستمرار جهودها الحثيثة لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، مرحبين كذلك باعلان الدوحة القاضي بتشكيل حكومة انتقالية وطنية مستقلة تعمل على التحضير لاجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني.

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------

تختتم فعاليات الدورة ال25 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة هنا اليوم وسط ترقب لإعلان الكويت الذي سيصدر في الجلسة الختامية للقمة التي بدأت أمس برئاسة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

وسيتم خلال الجلسة الختامية التي يحضرها القادة ورؤساء الوفود العربية إلى قمة الكويت القاء كلمة ختامية لسمو أمير البلاد وكلمة مصر "رئيس الدورة المقبلة للقمة" والاعلان عن الرسائل والبرقيات الموجهة الى القمة.

ومن المقرر كذلك خلال الجلسة الختامية اصدار اعلان الكويت الذي يتوقع ان يتبنى مشاريع القرارات التي أقرها وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم يوم الاحد الماضي وتم رفعها للقادة والرؤساء العرب لاتخاذ الإجراءات والقرارات اللازمة في هذا الشأن.

وتأمل الشعوب العربية في أن تكون قمة الكويت بداية لمرحلة جديدة لعمل عربي مشترك ومتضامن في ظل الخلافات العربية وتصاعد عمليات العنف والقتل في سوريا وعدد من الدول العربية واستمرار تطورات القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني.

وكان سمو أمير البلاد قد افتتح فعاليات القمة العربية العادية فى دورتها ال25 بالكويت أمس وألقى خلالها كلمة حول تطورات الأوضاع في المنطقة العربية بعد اجراء مراسم تسليم الرئاسة من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني بصفة بلاده رئيسا للدورة السابقة للقمة العربية.

وعقدت امس جلستان للقمة القى خلالهما عدد من القادة ورؤساء الوفود العربية كلمات تناولت ابرز القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والوضع في سوريا والأزمة الانسانية الناتجة عنه اضافة الى قضايا مكافحة الإرهاب وأخرى اقتصادية واجتماعية تهم الشأن العربي.

بعد ذلك ناقش القادة العرب ورؤساء الوفود العربية الى قمة الكويت الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة تمهيدا للموافقة عليها واصدارها في اعلان الكويت.

ومن المنتظر ان يعقد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح والامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي مؤتمرا صحافيا في وقت لاحق اليوم لاستعراض نتائج وأعمال القمة العربية التي تستضيفها الكويت لأول مرة منذ انضمامها رسميا للجامعة العربية في 20 يوليو عام 1961.