يا جبل ما يهزك ريح
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
المثل يقول مَن أَمِن العقوبة أساء الأدب، ومع أن الوزير الشيخ محمد العبدالله لا يستحق أن نصفه بأنه أساء الأدب إلا أنه أساء استعمال السلطة، وانحرف عن الغرض المطلوب بتحقيق المصلحة العامة في قرار النقل وابتغى المصلحة الخاصة بإرضاء أحد النواب العاملين في الإدارة الحكومية واسمها اليوم مجلس الأمة! ومع ذلك يصح القياس على المثل السابق ونقول إن هذا الوزير ومن معه من الوزراء الجبليين يصنعون ما يريدون ولا يكترثون لأي حساب برلماني مزعوم أو صحوة رفض شعبية يمكن أن تهز أركانهم، فالوزارة (والدولة بمعنى أكبر) هي مزرعة خاصة، ولهم أن يصنعوا فيها ما يشاؤون، فمهما كثر النقد أو التذمر من عمل هذا المسؤول أو ذاك الوزير، ومهما ساءت أحوال "الرعية" من ممارسة استبداد الأقلية "الأولغارشية" المهيمنة على مقادير الدولة والمجتمع فلن يكون هناك مساءلة حقيقية تضع الأمور في نصابها الصحيح كما يُفترَض في دولة حكم القانون لا في دولة حكم الأمزجة. للتذكير فقط، أقول إنها ليست قضية الوزير الشيخ محمد العبدالله، وليست هي كذلك حكاية نقل طبيبة لا حول لها ولا قوة من مكان عملها، بل هي قضية غياب روح المسؤولية عند أصحاب البشوت السوداء ومَن في حكمهم من الدائمين على الكراسي العالية، فلا أحد يحاسبهم ولا أحد يجرؤ على تحريك شعرة من مقاماتهم السامية، والقضية أيضاً هي غياب الحراك الشعبي الفاعل، فكل ما حدث ويحدث ليس أكثر من زوبعة في فنجان، هو رفض لاستبداد سلطوي قصير النفس، وهو ردود فعل متواضعة، تنفعل في لحظات، ثم تنسى بعدها في لحظات أخرى، وهذه هي المصيبة الحقيقية.