"رحلة الحج والعمرة" ارتحال إيماني، وشوق أي مسلم للتطهر من الذنوب، وهناك العديد من المسلمين يجهلون بعض المناسك والشعائر المهمة، وتثار حولها الجدل كل عام، مثل حكم المبيت بمنى ليلة التاسع من ذي الحجة، ورمي الجمرات وغيرها.

Ad

في كتاب "رحلة الحج والعمرة" للدكتور شعبان إسماعيل، إضاءة وافية لأحكام الشريعة والسنة في أداء المناسك الصحيحة، ومعرفة الوقت الكافي للمبيت بمزدلفة، ووقت رمي الجمرات، وتقديم بعض المناسك على أخرى، وحكم المرأة التي وافتها الدورة الشهرية ولم تطف طواف الإفاضة.

يتضمن الكتاب إشارات مهمة لقبول الحج والعمرة، والمتعلقة بما قبل السفر وبعده، وإعلان الحاج أو المعتمر التوبة النصوح من كل الذنوب التي ارتكبها، وأن يكتب وصيته لمن بعده. ويوضح الكتاب أنه يجب على الحاج أن يتصف بالأخلاق الحميدة أثناء سفره، ويحفظ لسانه وجوارحه من كل سوء، ويكون ماله من طيب، ويتعلم كيف يحج وكيف يعتمر، ويودع أهله وأصدقاءه وداع الآخرة... والتكبير.

وفي السياق، يجب أن يكون مع المرأة الحاجة أو المعتمرة محرم، عدم الجماع أثناء تأدية الحج والصيد وقطع الشجر واللقاط، وإدراك أن رحلتي الحج والعمرة من الرحلات الإيمانية، وتنبع من فطرة الشخص المسلم المؤمن.

ويلفت الكتاب إلى أن الحج في المقام الأول رحلة قلوب، وفيها تتجلى صور الإيمان, فهي رحلة ليست بالبدن فقط، بل قلوب ذهبت إلى بيت الله الحرام كي تتزود وتمتلئ بالفيوضات الإيمانية.

كما أن للحج أوصافا عديدة، فهو الرحلة الربانية النورانية، ورحلة القلوب والأرواح، وفيها يراجع الإنسان سجل حياته من ذنوب وآثام ويتضرع إلى الخالق أن يصفح عنه ويمحو عنه الذنوب ويعود كما بدأ خلقه طاهرا وبريئا.

ويتدارك بعض الأخطاء الشائعة، مثل اعتقاد الكثيرين من حجاج بيت الله الحرام بأن الحج يمحو الذنوب والمعاصي جميعها، وأن الله تعالى في الآخرة لا يحاسب هؤلاء على هذه المعاصي.

وهنا تتجلى رحمة الله تعالى في محو ذنوب العاصي عندما يعلن التوبة النصوح وعدم الرجوع إليها، وأن الله يغفر المعاصي والذنوب الصغرى، إلا إذا أصر العبد على منهاجه في الحياة.

ويستفيض الكتاب في شرح العديد من المحاذير والضوابط على المسلم أثناء فريضة الحج والعمرة، وتوضيح أحكام المناسك وزمن أدلتها شرعاً، كما جاء في حجة الوداع لرسول الله (ص) وفي قوله (ص): "خذوا عني مناسككم فلعليّ لا ألقاكم بعد عامي هذا في مقامي هذا".