غزة تتنفس الصعداء بهدنة سبقها ماراثون غارات وصواريخ

نشر في 06-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 06-08-2014 | 00:01
No Image Caption
• نتنياهو يشيد بجيشه • أوباما يقر تمويلاً إضافياً للقبة الحديدية

• القاهرة تستقبل مزيداً من الوفود

مع دخول هدنة عمرها 72 ساعة، توسطت فيها مصر، حيز التنفيذ صباح أمس، تنفس قطاع غزة الصعداء بعد ماراثون صعّدت فيه حركة "حماس" وتيرة إطلاق الصواريخ، رداً على غارات إسرائيلية مكثفة تسببت في سقوط عشرات القتلى والجرحى.

أثمرت الجهود الدبلوماسية الرامية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عن هدنة توسطت فيها مصر وبدأ سريانها صباح أمس ومن المفترض أن تستمر 72 ساعة بما يسمح بإجراء مفاوضات في القاهرة بشأن وقف دائم للأعمال القتالية.

ووصل وفد من حركة حماس وحركة الجهاد مساء أمس من قطاع غزة إلى مصر للمشاركة في مباحثات وقف إطلاق نار دائم مع إسرائيل وإنهاء الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ في الثامن من يوليو الماضي، فيما شاب الموقف الإسرائيلي الغموض بشأن إرسال وفد للمشاركة في المفاوضات من عدمه.

وقال وزير الشؤون الاستراتيجية في إسرائيل يوفال شتاينتز لإذاعة الجيش الإسرائيلي "لا توجد اتفاقات، كما قلنا الهدوء سيرد عليه بالهدوء".

وكان الإعلان عن التهدئة صدر ليل الاثنين - الثلاثاء، وقال مسؤول مصري إن "اتصالات مصر مع مختلف الأطراف أدت إلى التزام بتهدئة تستمر 72 ساعة في غزة، إضافة إلى الاتفاق على أن تحضر بقية الوفود إلى القاهرة لإجراء مفاوضات أكثر شمولا".

ورحبت الولايات المتحدة والأمم المتحدة بإعلان الاتفاق على التهدئة.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان كلا من إسرائيل وحماس بـ"البدء في أسرع وقت ممكن بمفاوضات في القاهرة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار ومعالجة المشاكل الأصلية للنزاع". وأضاف البيان أن "الأمم المتحدة مستعدة لتقديم كل الدعم لهذه الجهود" الرامية لتسوية النزاع. إلى ذلك تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم "اجتماعا غير رسمي" لأعضائها الـ193 حول الوضع في غزة بطلب من الدول العربية.

نتنياهو يشيد

في غضون ذلك، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأداء جيشه خلال عملية غزة وتدميره للأنفاق. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عنه القول: "تدمير الأنفاق كان عملا معقدا نفذه جنود أبطال وسط ظروف قتالية صعبة".

وقال إن "العملية ضربت شبكة استراتيجية بذلت حماس جهودا كبيرة لبنائها على مدى سنين بهدف اختطاف وقتل عدد كبير من المدنيين والجنود الإسرائيليين"، مضيفاً أنه مع ذلك "لا يمكن التأكد من تحقيق النجاح بنسبة مئة في المئة غير أن قوات الجيش بذلت قصارى جهدها لاستكمال العملية".

انسحاب إسرائيلي

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي الانسحاب من القطاع قبل سريان الهدنة، وقال المتحدث العسكري اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر إن القوات استكملت مهمتها الرئيسية وهي تدمير أنفاق التسلل عبر الحدود، مضيفاً "سيعاد نشر القوات في مواقع دفاعية خارج القطاع وستحتفظ بتلك المواقع الدفاعية"، في إشارة إلى استعداد إسرائيل لاستئناف القتال إذا تعرضت للهجوم.

وأوضح ليرنر أن "الجيش دمر الليلة الماضية آخر مجموعة من بين 32 نفقا حدد مواقعهم في غزة وحفرتهم حماس لشن هجمات عبر الحدود بتكلفة قدرت بـ100 مليون دولار".

حماس تكثف

وقبل سريان الهدنة بدقائق كثفت حركة "حماس" من إطلاق القذائف باتجاه إسرائيل وأطلقت وابلا من الصواريخ وأسقطت منظومة "القبة الحديدية" الإسرائيلية أحدها في القدس. وسقط صاروخ آخر فوق منزل في بلدة قريبة من بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة. ولم تقع إصابات.

وقال مسؤول إسرائيلي إن بلاده أغلقت المجال الجوي المدني فوق تل أبيب خلال الساعة التي سبقت بدء سريان الهدنة تحسبا لإطلاق صواريخ من غزة كما تم تأجيل إقلاع وهبوط طائرات في مطار بن غوريون.

في سياق منفصل، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمس إنه ينبغي إحالة إسرائيل إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإن السلطات الفلسطينية تستعد للانضمام إلى المحكمة.

واضاف المالكي، بعد اجتماعات مع ممثلي الادعاء في المحكمة: "يجب أن نبذل قصارى جهدنا لتمكين المحكمة الجنائية الدولية من تطبيق العدالة على مرتكبي جرائم الحرب"، معتبرا أن هناك أدلة واضحة على ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب في غزة.

نزوح عكسي

في هذه الأثناء، عاد سكان القطاع النازحين إلى بيوتهم حيث تشرد نحو نصف مليون شخص، وغادر بعض السكان ملاجئ الأمم المتحدة حاملين أطفالهم ومتاعهم للعودة إلى أحيائهم التي دمرت أجزاء كاملة منها.

عدد القتلى

من جهة أخرى، ارتفع عدد القتلى منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع إلى 1890 فلسطينياً، معظمهم مدنيون في سلسلة من الغارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على مواقع مختلفة من القطاع قبل سريان الهدنة أمس، فيما وصل عدد الجرحى إلى 9660.

وفي سياق منفصل، افق الرئيس الأميركي باراك أوباما على قرار الكونغرس بتقديم تمويل إضافي بمبلغ 225 مليون دولار للحكومة الإسرائيلية لدعم منظومة القبة الحديدية الدفاعية الإسرائيلية لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى.

back to top