تجاوز لبنان نسبياً «قطوع» تفجير ضهر البيدر، وتمكنت القوى الأمنية أيضاً من إفشال عمل إجرامي كانت تجهز له خلية في فندق «نابليون» في الحمرا، وقبضت على خلية في بعلبك، ولكن المخاطر لا تزال داهمة مع تأكيد القوى السياسية أن ما يحصل في سورية والعراق ستكون له تداعيات على لبنان ولاسيما في المجال الأمني.

Ad

ورأى السفير الأميركي في لبنان دافيد هيل أن «تفجير يوم الجمعة الماضي وسقوط ضابط في قوى الأمن الداخلي وإصابة آخرين والعمليات الأمنية المختلفة يعيد تعزيز التزام الولايات المتحدة بسلامة لبنان وأمنه»، مشيراً إلى أن «لبنان مستقر هو أكثر أهمية من أي وقت مضى، والمؤسسات الحكومية والأمنية في لبنان تعمل بجد أو بفاعلية لمكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار في البلد، ونحن نقف إلى جانبكم ومستعدون لتقديم كل مساعدة ودعم».

وقال بعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام أمس: «هذا الوقت هو للبنانيين للعمل على إغلاق الثغرات لكي يفسح المجال لتعزيز أمن لبنان واستقراره»، لافتاً الى ان «التمسك بإعلان بعبدا واعتماد سياسة حقيقية بالنأي بالنفس عن الصراع في سورية هما أمران ضروريان، يجب ألا تخاض معارك المنطقة في لبنان، ولكن هذا يعني انه ينبغي على اللبنانيين عدم الانجرار نحو المعارك التي تخاض من قبل الآخرين».

وأشار الى ان «التحدي الذي على اللبنانيين وحدهم أن يعملوا على حله هو انتخاب رئيس لبناني، فلكي تكون المساعدات الدولية فعّالة يحتاج أصدقاء لبنان إلى شركاء في الحكم يعملون بشكل كامل في الرئاسة والبرلمان والحكومة»، موضحاً أن «القرار يعود إلى اللبنانيين، ولكن ثمن اللاقرار سوف يشعر به جميع من لهم مصلحة في استقرار لبنان وأمنه. ونحن نحث على تكثيف الجهود لانتخاب رئيس».

إلى ذلك، اعتبر رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في احتفال تأبيني أقامه «حزب الله» في دير الزهراني أمس أن «التفجير الذي حصل في ضهر البيدر هو فلتة من المهزومين الذين لم يبق لهم وكر ولا قاعدة لوجستية تدعم مخططاتهم السياسية».

وقال: «لا أحد يخيفنا، إن البلد سيذهب الى الفوضى ومهدد بالأمن»، متسائلا: «إذا كنتم تثيرون في لبنان من خلال هذا التفجير والعمل الإرهابي بأن تثنوا من عزمنا بأن نرى حقيقة فعلتكم في العراق، فهذا لن يكون، ونحن نعرف كيف نواجه مخططكم في عقر داره وكيف نسقط كل أوهامكم».

كما رأى رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط أنه «أما وقد سقطت المنطقة العربية والشرق الأوسط في أتون الحروب والفوضى العارمة، وأما وقد زالت معظم الحدود العربية والإقليمية في المساحة التي كانت مسماة الهلال الخصيب، فإنه بات من الملح والضروري أكثر من أي وقت مضى أن نتجاوز على المستوى اللبناني جانباً من الخلافات السياسية الحادة ونسعى لتوحيد الرؤى في مواجهة التطورات الخطيرة والمتسارعة الآتية علّنا نحافظ على لبنان الجنرال غورو قبل أن نندم ويكون قد فات الأوان».

وقال في موقفه الأسبوعي لصحيفة «الأنباء» الأسبوعية أمس أن «المتغيرات الكبرى والمنعطفات التاريخية التي تشهدها المنطقة العربية لاسيما مع ارتداء النزاعات المشتعلة الطابع المذهبي ما يحتم على اللبنانيين بناء مقاربات جديدة أقله لتنظيم الخلاف السياسي بين مختلف الفرقاء والإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، تلافيا لإطالة أمد الشغور الرئاسي والتعثر المؤسساتي في مرحلة حساسة لا تحتمل ممارسة الترف السياسي!».

من ناحيته، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن «لبنان عصيّ على الأعاصير التي تعصف بنا وفي المنطقة»، وقال إنه «على الرغم من الأزمات والمشاكل التي نواجهها، لا يفكر أحد ان يبلع هذا البلد».

وشدد بري خلال استقباله ظهر أمس في عين التينة وفد رؤساء روابط المخاتير في لبنان على «وحدة اللبنانيين في وجه كل ما يجري»، مؤكداً ان «لبنان عائلة واحدة، وان طائفتنا هي طوائفنا جميعاً».

وإذ أشار الى ما يحصل من فتنة مذهبية وطائفية، قال إن «ما يجري اليوم في المنطقة هو ترسيم حدود أين منها سايكس بيكو»، وأضاف: «على لبنان أن يحمي نفسه من تحت الى فوق»، داعياً الى «العمل من أجل انتخاب رئيس الجمهورية، وإلى عدم تعطيل المؤسسات الدستورية الاخرى، وعدم السير في نهج النكايات».

وأكد بري أن «الشعب اللبناني هو الضمان الاول للمؤسسات، وان وحدته هي التي حمت الى جانب المقاومة والجيش لبنان خلال العدوان الاسرائيلي في عام 2006، وحققت الانتصار».