ليبيا.. مشاركة انتخابية ضعيفة تخللتها هجمات واغتيال ناشطة

نشر في 26-06-2014 | 10:10
آخر تحديث 26-06-2014 | 10:10
No Image Caption
اغتال مسلحون مجهولون مساء الأربعاء عضو المجلس الانتقالي الليبي السابق المحامية والناشطة الحقوقية سلوى بوقعيقيص برصاصة في الرأس، بحسب ما أفادت مصادر طبية وامنية وكالة فرانس برس.

وقال مصدر مسؤول في مركز بنغازي الطبي طالبا عدم ذكر اسمه إن "بوقعيقيص وصلت المركز مساء الأربعاء جراء إصابتها برصاصة في الرأس وتوفيت في المستشفى متأثرة بإصابتها داخل غرفة الإنعاش".

وأضاف "إنها تعرضت لعدة طعنات في الأجناب وفي الظهر وفي أماكن أخرى من الجسم لكنها توفيت متأثرة بإصابتها بالرصاصة في الرأس".

إلى ذلك قال مصدر أمني مسؤول في بنغازي طلب عدم كشف هويته إن "مسلحين مجهولين يرتدون ملابس عسكرية ويضعون لثاما على الوجه دخلوا إلى بيت بوقعيقيص في منطقة الهواري جنوبي مدينة بنغازي وأطلقوا عليها رصاصة في الرأس وتوفيت متأثرة بجراحها".

ونددت السفيرة الاميركية في ليبيا ديبوراه جونز باغتيال بوقعيقيص، واصفة اياه في تغريدة على حسابها على موقع تويتر بـ "العمل الجبان والحقير والمشين ضد امرأة شجاعة وليبية وطنية حقة".

كما اختفى زوج القتيلة اثر عملية الاغتيال، علما انه كان في المنزل لحظة حصول الهجوم، كما افاد احد افراد العائلة.

وقال المصدر لفرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه "لقد فقدنا الاتصال به"، مشيرا الى ان احد حراس المنزل اصيب بجروح في الهجوم ولكن حياته ليست في خطر.

وسلوى سعيد بوقعيقيص المحامية المدافعة بشدة عن حقوق الإنسان قبل ثورة 17 فبراير 2011 وبعدها، تعد من رموز هذه الثورة كونها من مؤسسي المجلس الوطني الانتقالي السابق الذي قاد مرحلة الثورة منذ انطلاقها.

وكان آخر ظهور لبوقعيقيص مساء الأربعاء عبر تلفزيون "النبأ" وهي محطة تلفزيونية ليبية خاصة، وظهرت في القناة كشاهد عيان على الاشتباكات التي جرت بين الجيش النظامي وكتائب إسلامية للثوار في محيط منطقة الهواري في مدينة بنغازي.

وكانت هذه المحامية الليبرالية تشغل حتى اغتيالها منصب نائب رئيس الهيئة التحضيرية للحوار الوطني الذي ستشرف عليه الحكومة الليبية لإجراء مصالحة وطنية شاملة.

وشاركت بوقعيقيص الاربعاء في الانتخابات التشريعية ونشرت على فيسبوك صورا لها وهي تدلي بصوتها في مكتب اقتراع.

ومنذ ثورة 2011 تشهد المنطقة الشرقية في ليبيا وخصوصا بنغازي سلسلة هجمات واغتيالات استهدفت بالخصوص عسكريين وشرطيين وقضاة.

وفي نهاية مايو اغتيل صحافي ليبي عرف بنقده للاسلاميين المتطرفين، بالرصاص في بنغازي معقل الجماعات الاسلامية المتشددة.

هذا وارتفعت حصيلة الاشتباكات في بنغازي مساء الأربعاء بين قوات من الجيش النظامي وكتائب من الثوار الإسلاميين السابقين إلى سبعة قتلى و35 جريحا معظمهم من العسكريين، بحسب مصادر طبية متعددة.

مشاركة ضعيفة

من جانب آخر، شهدت الانتخابات التشريعية الليبية التي نظمت الاربعاء اقبالا ضعيفا ضعيفا من الناخبين رغم اهمية الاقتراع الذي اعتبر حاسما لمستقبل الانتقال الديمقراطي في البلد الغارق في الفوضى منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي في 2011.

وانتهت عمليات التصويت كما هو مقرر عند الساعة 20,00 بالتوقيت المحلي (18,00 تغ) وتخللها بعض الحوادث خصوصا في بنغازي (شرق) حيث قتل ثلاثة جنود من الجيش النظامي في مواجهات مع مجموعة اسلامية مسلحة.

ويشهد شرق ليبيا منذ اشهر مواجهات يومية بين قوات اللواء المنشق خليفة حفتر ومجموعات مسلحة اسلامية متشددة.

وصوت الاربعاء 630 الف ناخب ليبي اي بنسبة مشاركة بلغت 42 بالمئة، بحسب تقديرات اولية للجنة العليا للانتخابات.

وقال المهندس عامر بعيو (32 عاما) لدى خروجه من مكتب اقتراع في حي الاندلس بالعاصمة طرابلس "انها انتخابات الفرصة الاخيرة. نحن نعلق الكثير من الامال على البرلمان الجديد لاستعادة الامن والاستقرار".

ونشرت قوات امن في بعض مكاتب الاقتراع في طرابلس لكن هذه القوات غابت تماما عن مكاتب اخرى.

وفي بنغازي قتل ثلاثة جنود على الاقل واصيب سبعة آخرون بجروح في مواجهات مع كتيبة اسلامية في جنوب المدينة، بحسب مصدر طبي.

واطلقت كتيبة راف الله السحاتي النار على قافلة للجيش كانت تمر قرب مقر الكتيبة ما ادى الى تبادل لاطلاق النار، بحسب ما اوضح ابراهيم الشرع المتحدث غرفة العمليات الامنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي.

وأضاف أن "وحدات الجيش ردت على مصادر النيران واستمر تبادل إطلاقها بين الطرفين فترة من الوقت ومن ثم توقفت".

لكن هذه المواجهات لم تعطل سير العملية الانتخابية، بحسب رئيس اللجنة الانتخابية في بنغازي جمال بوقرين.

وفي غرب البلاد اضطرت اللجنة الى تعليق التصويت في مدينة الجميل بعد مهاجمة خمسة مكاتب تصويت من قبل مجهولين سرقوا صناديق الاقتراع، بحسب مصدر امني محلي.

وفي شرق ليبيا تعذر تنظيم الانتخابات في درنة المدينة التي يسيطر عليها اسلاميون متطرفون وقال مصدر في اللجنة الانتخابية انه كان يخشى هجمات.

ورغم هذه الحوادث فقد اعلنت اللجنة الانتخابية العليا ان الاقتراع جرى في 98 بالمئة من مكاتب الاقتراع ال 1600 في البلاد.

وفي المناطق التي لم تنظم فيها الانتخابات ينص القانون على ضرورة ان تقرر اللجنة الانتخابية في غضون 48 ساعة من نهاية التصويت مكان وتاريخ انتخابات جديدة فيها.

وقدرت اللجنة الانتخابية بـ 16 عدد المقاعد التي لم يتم التصويت بشأنها من 200 مقعد في البرلمان الجديد.

وتسجل 1,5 مليون ليبي فقط للادلاء باصواتهم مقابل اكثر من 2,7 مليون في 2012 من اصل 3,4 ملايين شخص في سن الانتخاب.

ودعي الناخبون الليبيون الاربعاء إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء البرلمان الجديد الذي سيحل محل المؤتمر الوطني العام اعلى سلطة سياسية وتشريعية في البلاد والذي كانت شرعيته موضع احتجاج.

وقال صالح الثابت (62 عاما-متقاعد) الذي ادلى بصوته في وسط طرابلس "في الانتخابات الاولى صوتنا فقط لمجرد التصويت. لكن في هذه المرة اطلعت جيدا على المرشحين واخترت الاشخاص الجيدين".

وكان تم انتخاب المؤتمر الوطني العام في يوليو 2012 في اول اقتراع حر في ليبيا بعد اكثر من اربعين عاما من الاستبداد.

بيد ان المؤتمر الوطني اتهم بالمساهمة في عدم الاستقرار بسبب صراع القوى داخله بين ليبراليين واسلاميين مدعومين بمليشيات مسلحة في البلاد التي تعاني من غياب جيش وشرطة محترفين.

في الاثناء شن اللواء المنشق خليفة حفتر حملة منذ 16 مايو قال انها تستهدف "المجموعات الارهابية" التي تهيمن على بنغازي ما خلف اكثر من مئة قتيل حتى الان. وتتهم السلطات حفتر بتنفيذ محاولة انقلاب.

واعلن حفتر "هدنة" اثناء الاقتراع كما اكدت المجموعات الاسلامية انها لن تنفذ هجمات يوم الانتخابات.

بيد ان المواجهات استؤنفت قبيل غلق مكاتب الاقتراع اثر الهجوم على قافلة الجيش، بحسب شهود.

في الخارج تمت الاشادة بتنظيم هذه الانتخابات التي راى فيها الاتحاد الاوروبي "مرحلة بالغة الاهمية" في ظل "التدهور الواضح" للوضع.

واشار مجلس الامن الدولي الى "مرحلة مهمة في انتقال البلد الى نظام حكم ديمقراطي مستقر.

back to top