دعا أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" الجهادي المتطرف الذي أعلن نفسه "خليفة" في أول ظهور علني مصور له، المسلمين إلى طاعته، وفق ما جاء في تسجيل نشرته مؤسسة الاعتصام (الجناح الإعلامي الرسمي لتنظيم الدولة الإسلامية).

Ad

وقال البغدادي (الخليفة إبراهيم)، وفق ما جاء في التسجيل المصور الذي ذكر أنه صور في الجامع الكبير بمدينة الموصل العراقية يوم أمس الأول: "أطيعوني ما أطعت الله فيكم".

وبينما دعا إلى طاعته، واصفاً مبايعته بـ"الأمر العظيم"، و"الأمانة الثقيلة"، توجه إلى المسلمين قائلاً: "إذا أردتم موعود الله فجاهدوا في سبيل الله وحرضوا المؤمنين واصبروا على تلك المشقة، ولو علمتم ما في الجهاد من الأجر والكرامة والرفعة والعزة في الدنيا والآخرة، لما قعد أو تخلّف منكم أحد عن الجهاد"، داعيا إلى "الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم".

ورغم نفي إيران بشكل متكرر إرسال جنود للقتال في العراق لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية، أمس، مقتل طيار إيراني خلال "دفاعه عن المقدسات" في العراق.

وأوضحت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أمس، أن "الكولونيل شجعات علم داري مرجاني قُتل أثناء دفاعه عن مواقع مقدسة" للمسلمين الشيعة في مدينة سامراء، إلى الشمال من العاصمة بغداد. ولم توضح "إرنا" ما إن كان الطيار قتل أثناء التحليق أو خلال معارك على الأرض.

وجاء إعلان مقتل الطيار بعد تصريح طهران بأنها مستعدة لتقديم الدعم اللازم للحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي في حربها ضد الإسلاميين المتطرفين من "الدولة الإسلامية" الذين سيطروا على مناطق عدة في البلاد.

وأعلنت طهران أنها لن ترسل جنوداً، بل "من الممكن أن تقدم السلاح الى بغداد في حال طلبته". ووفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية فإن إيران نشرت بشكل سري طائرات استطلاع من دون طيار في العراق، كما أنها ترسل المعدات العسكرية جواً.

ونقلت وكالة فارس للأنباء صوراً لجنازة الطيار أمس الأول، في مدينته بجنوب إيران. ولم تضف الوكالة أي تفاصيل، ولكنها ألمحت الى أن مرجاني كان عضواً في الحرس الثوري الإيراني. ويعتقد أن "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري يعمل على الأرض إلى جانب القوات العراقية، رغم نفي إيران.

وفي بداية الأسبوع الجاري، أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن تسلّمها خمس طائرات من طراز سوخوي، ونشرت شريط فيديو يظهر هبوط ثلاث طائرات منه. لكن وفق المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن، فإن الطائرات الثلاث الظاهرة في الصورة جاءت من إيران.

وقبل أيام من الجلسة الثانية للبرلمان العراقي، المقررة في 8 الجاري، لاتزال المشاورات بشأن الرئاسات الثلاث في العراق تجرى في الكواليس، وسط ضغوط متصاعدة على رئيس الحكومة نوري المالكي لسحب ترشّحه لرئاسة الحكومة لولاية ثالثة، في حين لاتزال المعارك مندلعة في عدة مناطق من البلاد التي باتت تنزلق شيئاً فشيئاً إلى حرب أهلية طائفية مع عودة فرق الموت والقتل على الهوية إلى العاصمة بغداد.

ونشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريراً أمس حول "استهداف السنة في بغداد من جانب فرق موت" يقال إنها تقتل على الهوية، لافتة إلى أن "اسم الشخص قد يحمل له حكماً بالإعدام في شوارع العاصمة العراقية"، موضحة أن الاسم الأكثر خطورة هو "عمر".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "في يومي الأربعاء والخميس الماضيين وصل إلى المشرحة المركزية في بغداد حوالي 41 قتيلاً معظمهم قتلوا برصاصة في الرأس"، لافتة إلى أن "من تم التعرف على هوياتهم كانت أسماؤهم تساعد على تفسير سبب قتلهم، فقد كان عمر هو الاسم الأكثر شيوعاً بينهم".

وأوضحت أن "معدلات القتل ارتفعت بنسبة 20 في المئة خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك مع تفاقم التوترات الطائفية عقب تقدّم مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية تجاه العاصمة بغداد".

(طهران، بغداد، لندن - أ ف ب، رويترز، د ب أ)