بعد أسبوع على فراغ المؤسسة الدستورية الأولى في البلاد بقيت صورة المشهد السياسي اللبناني جامدة. فقوى «14 آذار» لاتزال على موقفها الداعم لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع رافضة البحث عن مرشح تسوية، فيما تبدو قوى «8 آذار» في تخبط بعد «فشل» جهود رئيس تكتل التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون باقناع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بضرورة تبني ترشيحه.  

Ad

وقالت مصادر مقربة من «8 آذار» إن «حزب الله وبعد درس هادىء وجدي لسلبيات تبني ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية وايجاباته، توصلت إلى قناعة بأن لا أحد من المرشحين الذين يمكن أن يستقطبوا نوعا من التوافق قادر على حماية المقاومة وعدم الانقلاب عليها وطعنها في الظهر».

وأضافت ان «الشخصين الوحيدين اللذين يطمئن ويرتاح اليهما الحزب هما العماد عون كخيار أولي، والنائب سليمان فرنجيه كخيار ثان، في حال لم تتوافر الظروف الملائمة للرئيس الأول».

وفي اعتقاد هذه المصادر أن «فترة ما بعد مبايعة الرئيس بشار الأسد ليست كما قبلها، متوقعة انعكاسات أساسية لهذه المبايعة على الساحة الداخلية وبالأخص على الاستحقاق الرئاسي، حيث سيكون لسورية حضور ودور مؤثران في عملية الاختيار».

إلى ذلك، أكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد «أننا لا نقبل ابتزازا ولا نقبل ارتهانا لسياسات احد، لا في ادارة السلطة ولا في ادارة الاقتصاد ولا في شؤون النفط والغاز ولا في شؤوننا الداخلية»، مضيفا: «من كان يريد رهن البلاد في برامج الدول الكبرى فليبحث عن وطن آخر. هذا الوطن يتمسك بخيار المقاومة، والمقاومة تصنع له حريته وقدرته واكتفاءه الذاتي وتصنع له الكرامة والمهابة». وقال خلال حفل تأبيني في بلدة عدلون امس: «نحن حريصون على ان يتم الاستحقاق الرئاسي في اسرع وقت ودون اي تدخل خارجي وان يأتي الرئيس الجديد معبرا عن تطلعات شعبه وعن خياراته الوطنية وان يحافظ على وحدة الشعب اللبناني وان يتمسك بخيارات هذا الشعب وان يحرص على تعزيز وفاق اللبنانيين في ما بينهم».

من جهة أخرى، كشفت مصادر شاركت في اللقاء الذي عقد منذ ايام بين وفد المؤسسات المارونية ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، لصحيفة «الجمهورية» أمس، أن «العماد عون تناول مواضيع عدة خارج نطاق البحث الذي كان مخصصاً للخروج من المأزق الرئاسي أبرزها، عن اللقاء المسيحي الذي كان سبق وأطلقه، كذلك عن دوره كمسيحي مشرقي».

كما طلب عون «نسخة من صحيفة الحياة في عام 1994 حول تحذيره من الأصوليّات»، مؤكدا أنه «مع الرئيس السوري بشار الأسد، لأنه ضد البديل، وقال بثقة يجب منحه جائزة نوبل لمحاربته الإرهاب»، معتبرا أن «الشيعة أقلية، وإذا ربحوا نربح سويا».

واعلن عون «رفضه الجلوس على الحياد، لأن من سيربح سيحتقر المحايد، ومن سيخسر سيحقد على المحايد، وأنا اخترت التحالف مع الشيعة»، مشددا على «رفض التشريع في ظلّ الوضع الراهن»، لافتا الى ان «رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ليس بيضة قبان بل بيضة ممودرة».