«نخوب آغا وسلام بلاد فارس»
![د. ندى سليمان المطوع](https://www.aljarida.com/uploads/authors/388_1685038963.jpg)
أما دولياً فقد شهدت مرحلة الستينيات فصولاً من الحرب الباردة أبرزها عام 1962 حين برزت أزمة الصواريخ الكوبية، أي المواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، التي حبس العالم أنفاسه لمدة ثلاثة عشر يوماً حتى انتهت.وعودة إلى السلوك الخارجي الكويتي، فمن الملاحظ أن المهارات الدبلوماسية الكويتية انطلقت بالاتجاه الإقليمي والعربي معاً، واكتسبت التفوق في مجال الوساطة بين الدول في حل النزاعات، وأبرزها الوساطة في موضوع اليمن الذي اعتبر بؤرة من بؤر الحرب الباردة، فتداخلت من خلاله القضايا المحلية بالعلاقات الإقليمية الخارجية. واختارت الأحزاب اليمنية المتنازعة دولة الكويت كوسيط محايد ومعتدل للتنسيق بينها وبين الدول العربية الأخرى، مما أكسب الدولة ثقة بقدراتها، فامتدت مهارات التوسط وحل النزاع بتلك الفترة إلى المنطقة المتنازع عليها بين إيران والعراق أي شط العرب. وفي نهاية الستينيات وبعد أحداث النكسة العربية بعام واحد، بدأ التغيير الجيوسياسي بمنطقة الخليج وذلك عبر دخول إيران (الشاه) كلاعب في المنطقة، وذلك بتبادل الزيارات بين شاه إيران ودول الخليج (الكويت والمملكة العربية السعودية)، واختلفت الآراء في الصحف الكويتية حول الزيارة، وانقسمت افتتاحيات الصحف آنذاك بين مؤيد ومعارض، فجاءت إحدى المقالات بعنوان "نخوب آغا" وأخرى حملت عنوان "رحلة السلام إلى بلاد الفرس".نستخلص مما سبق أخي القارئ أن ثورة المهارات في السياسة الخارجية الكويتية تبلورت أثناء خوض الكويت حروبها الدبلوماسية في السنوات الثلاث الأولى لنيلها استقلالها وعضوية جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، وبعد استلام سمو الأمير زمام الأمور بالخارجية الكويتية أصبح للعامل الشخصي دور في نجاح الكويت في الوساطة بين العديد من الدول في مواقع النزاع.أما الإعلام فيبدو أن انقسام الرأي العام تجاه إيران كلاعب في المنطقة لم يتغير، فمازال "نخوب آغا والترحيب ببلاد الفرس"، محاطاً بالحيطة والحذر... وللحديث بقية.كلمة أخيرة:انتشرت ظاهرة الغش في البحوث بالمدارس الحكومية وأصبحت تجارة رائجة عبر شركات التغليف والطباعة، أما المدارس الخاصة فيخضع الطالب لأقسى أنواع العقوبة وتخضع البحوث باللغة الإنكليزية لبرنامج المسح الإلكتروني... فإلى متى؟!