يبدو أن تنظيم "الدولة الإسلامية" مصمم على ترويع السكان الذين يقيمون في مناطق سيطرته التي تمتد من محافظة نينوى العراقية إلى محافظة الرقة السورية، والتي أَعلن فيها قبل أسبوعين قيام "دولة الخلافة"، مبايعاً زعيمه أبوبكر البغدادي خليفة.

Ad

وتحت التهديد بـ"السيف" غادر المسيحيون للمرة الأولى في تاريخ العراق مدينة الموصل، مخلفين وراءهم منازل ومحلات وحياة ماضية في مدينة انقلبت معالمها، ما إن سيطر عليها التنظيم المتطرف قبل أكثر من شهر.

وقال بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو أمس: "لأول مرة في تاريخ العراق، فُرِّغ الموصل الآن من المسيحيين"، مضيفاً أن "العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك وأربيل" في إقليم كردستان العراق.

وأوضح ساكو أن مغادرة المسيحيين، وعددهم نحو 25 ألفاً لثاني أكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسة، يعود تاريخ بعضها إلى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزع تنظيم "الدولة الإسلامية" بياناً يطالبهم بتركها.

وذكر أن البيان دعا المسيحيين في المدينة "صراحة إلى اعتناق الإسلام، وإما دفع الجزية من دون تحديد سقفها، أو الخروج من مدينتهم ومنازلهم بملابسهم دون أي أمتعة، كما أفتى بأن منازلهم تعود ملكيتها من الآن فصاعداً إلى الدولة الإسلامية".

وقال شهود عيان إن المسلحين يسحبون الجوازات والبطاقات الشخصية لكل من يخرج من مدينة الموصل باتجاه إقليم كردستان، فضلاً عن حرق العديد من الكنائس الموجودة في الموصل.

أما في سورية، فقامت عناصر التنظيم برجم امرأة حتى الموت في مدينة الرقة (شمالاً) التي يعتبرها التنظيم عاصمة له بتهمة الزنى، للمرة الثانية خلال 24 ساعة، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.

وقال المرصد إن الرجم جرى في ساحة قرب الملعب البلدي بمدينة الرقة، مشيراً إلى أن "أهالي المدينة رفضوا المشاركة في الرجم، فنفذها حصراً عناصر من الدولة الإسلامية" بعد إحضار سيارة مليئة بالحجارة.

وكانت عناصر التنظيم الجهادي قامت ليل الخميس/ الجمعة برجم امرأة في مدينة الطبقة بريف الرقة، للتهمة ذاتها، للمرة الأولى منذ ظهور التنظيم في سورية في ربيع 2013.

وأضاف المرصد أمس أن السيدة التي رجمت مساء الخميس هي أرملة تبلغ من العمر 26 عاماً، في وقت أكد ناشطون من الرقة أن تلك السيدة أعدمت في سوق شعبي في الطبقة، وكان سكان المدينة "مرعوبين".

(بغداد، دمشق - أ ف ب، رويترز، كونا، د ب أ)