جلسات ملتقى «العربي» تناقش حرية التعبير

نشر في 06-03-2014 | 00:02
آخر تحديث 06-03-2014 | 00:02
ركزت على رباعيات الخيام وتأثير اللغة العربية

تمحورت جلسات ملتقى مجلة العربي حول تأثير اللغة العربية في المناطق التي يمر بها طريق الحرaير، وشارك أكاديميان من الهند وإيران ضمن اليوم الثالث من فعاليات ملتقى «الثقافة العربية على طريق الحرير».
بينما ركزت الدراسات البحثية على رباعيات الخيام وتأثير العربية في اللغتين الهندية والفارسية، انتقد المشاركون في الجلسات محاولات طمس الارث الأدبي والتضييق على حرية التعبير.

جاء ذلك ضمن فعاليات اليوم الثالث من ملتقى مجلة العربي «الثقافة العربية على طريق الحرير» المقام في فندق جي دبليو ماريوت، إذ عقدت جلستان، الأولى بعنوان الأدب العربي على طريق الحرير تحدث فيها كل من د. سيد جهانغير ود. أحمد درويش، بينما حاضر في الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان «التثاقف على طريق الحرير» د. موسى أحمد بيدج والناقد بشير عياد.

وفي جلسة «الأدب العربي على طريق الحرير» التي أدارها د. مفيد شهاب، تحدث د. سيد جهانغير حول حضور اللغة العربية في الهند، لافتاً إلى أن الحفريات في جزيرة فيلكا الكويتية اكتشفت مجموعة من الآثار التي تدل على الصلات المذكورة منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد، حيث إن الجزيرة تمثل نقطة مرور للسفن القادمة من بلاد الرافدين باتجاه الهند، وتجلت تلك الدلائل في أنواع الأختام والحلي والفخار وغير ذلك من البقايا الأثرية، مشيرا إلى أن البلاد العربية وبلاد الهند الجنوبية لم يكن يفصل بينهما إلا البحر العربي، وهذا البحر كان يربط بين الطرفين بالطرق البحرية وموانئه الكثيرة، فمنذ آلاف السنين كان تجار العرب يأتون إلى سواحل الهند وينقلون منتجاتها وثمارها إلى البلاد العربية ومنها إلى أوروبا عن طريق الشام، وكانوا يستوردون البضائع العربية إلى الهند وأيضا كان هذا الطريق التجاري يتحكم فيه العرب قرونا طويلة.

 وبدوره، تحدث د. أحمد درويش عن رؤيته الحديثة حول طريق الحرير متوقفاً عند محطات مهمة تساهم في انتشار العربية وتقديم صورة إيجابية عنها لدى الآخر.

وفي جلسة «التثاقف على طريق الحرير» التي أدارها الشاعر التونسي المنصف المزغني، قال د. موسى أحمد بيدج من إيران إنه یجب ألا ننسی الأدباء والشعراء والباحثین في مجالات الثقافة المشترکة بین العرب والإیرانیین، الذين قدموا نتاجاً أدبياً متميزاً، وتأثروا بالدین الإسلامي واللغة العربیة، وأضافوا بإبداعهم ونتاجهم الی تلك الثقافة لتزداد ألقاً وتوهجاً، فالإيرانيون المسلمون عملوا بوجدان علمي وذائقة أدبیة وبجدّ وجهد لتألیف وتدوین أسفار وکتب ورسالات لا تعد ولا تحصی وموسوعات شکلت جانباً مهماً في بنیان الثقافة الإسلامیة.

وتابع: «عندما کنا أمة واحدة و لم تکن بین حضارتینا حدود موضوعة، اشتغل المئات، إن لم نقل الآلاف، من أهل الکلمة والفکر من الإیرانیین الی جانب إخوانهم العرب في مجالات شتی العلوم، لیصنعوا لنا غداً مشرقاً مکرماً معززاً في ظل الدین الإسلامي في جغرافیاه الواسعة».

أما المتحدث الثاني في الجلسة الشاعر بشير عياد فلفت إلى ان العرب لم ينتبهوا إلى رباعيات الخيام في البداية بل سبقهم إليها الغرب، محدداً بدايات القرن العشرين لأولى المحاولات العربيّة لترجمة الرباعيات.

وأضاف: «تعانقَ حريرُ الشّعرِ وحريرُ الموسيقى وانسكبَا أنهاراً من الجمالِ والمعاني الكبرى في طريقِ الحرير، وبقصيدتينِ اثنتينِ - مجازا - غنّتهما سيّدةُ الغناءِ العربيّ السيّدة أمُّ كُلثوم لشاعرينِ كبيرينِ من شعراءِ العالمِ الإسلاميِّ أبناءِ هذا الطريقِ من غيرِ العرب امتدت جسور الثقافة عبر الأثير رحيقا مسموعا وسافرت في ثنايا الأيّامِ متّخذةً طريقَها باتّجاه الأبد والخلودِ، لتتَجدَّدَ  تجدُّدَ الثواني في ذكرياتِ العامةِ والخاصّةِ على السواءِ، ثمَّ تسقي الأجيال الجديدةَ من هذا الرحيقِ الذي لا يبلى ولا يندثر، ولتظل ترسل أضواءها حريرا ناعما يفرِش طريق المستقبل، وينتظر القادمينَ على الخريطتينِ العربية والإسلامية ليفيض على الجميع، ويكفيهم، ويلفتهم إلى الماضي ليأخذوا منه إلى أيّامهم التي لم تأت بعد».

وأكد الكاتب خليل حيدر في تعقيبه على مضمون الجلسة أن ثمة جهودا حثيثة تهدف إلى طمس الإرث الأدبي، إذ إن بعض أفراد المجتمع الإسلامي لا يودون انتشار هذا النوع من الأدب.

تكريم «الفكر العربي» لدورها الحيوي في الثقافة

كرّمت مجلة «العربي» في ملتقاها السنوي الثالث عشر «الثقافة العربية على طريق الحرير»، مؤسّسة الفكر العربي، ممثّلة في رئيس مجلس إدارتها، صاحب السموّ الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل، وذلك تقديراً لدور المؤسّسة في تعزيز ثقافة الحوار ما بين الحضارات، ونشر المعرفة في الفضاء الثقافي العربي.

وسلّم وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، صاحب السموّ الأمير بندر بن خالد الفيصل، درعاً تقديرية باسم المجلة، ثم ألقى سموّه كلمة أكّد فيها أهمية تعزيز المساحة المشتركة ما بين الدول والحضارات، معتبراً أن المجتمعات الإنسانية حقّقت تقدّمها عبر الحوار والتفاعل الإيجابي، الذي شكّل رصيد الأمم عبر الزمن.

وأضاف: «لقد بدأنا بمشروع سلسلة حضارة واحدة، الذي يُعنى بالترجمة من اللغات الأجنبيّة إلى العربية والعكس، إدراكاً منا لأهمية مدّ الجسور الثقافية مع الآخر، ونشر الثقافة العربية في الخارج.

back to top