اعتبر مفوض شؤون اللاجئين أن الكويت باتت أيقونة إنسانية دولية ومثالاً يحتذى به في تقديم المساعدات إلى الشعوب المتضررة، مشيراً إلى عقد مؤتمر في 18 يونيو المقبل لإعلان الدول التي أوفت بالتزاماتها في مؤتمري المانحين لسورية.

Ad

استقبل سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد بقصر بيان صباح امس سمو الشيخ ناصر المحمد.

واستقبل صاحب السمو ظهر امس المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس والوفد المرافق بمناسبة زيارته للبلاد.

وحضر المقابلة نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح والمستشار بالديوان الأميري محمد ابوالحسن ورئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية المستشار في الديوان الأميري الدكتور عبدالله المعتوق.

وقال غوتيريس في بيان صادر عقب اللقاء "أتيت الى الكويت لأتمكن من قول ثلاث كلمات الى سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد هي شكرا... شكرا... شكرا، بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن منظمتي وبالنيابة بشكل خاص عن الشعب السوري الذي يعاني الكثير لكنه وجد في كرم وريادة ومبادرة سمو الأمير والحكومة والشعب الكويتي الامكانية ليس فقط لتقديم العون المباشر لهم باسهامات سخية للغاية وانما لجمع العالم بكامله هنا في الكويت مرتين لحشد الدعم الدولي للشعب السوري ايضا".

وأضاف: "كنت سعيدا للغاية أيضا باحضار لوحة رسمها اطفال سوريون ارادوا التعبير لسمو الأمير عن امتنانهم ورسموا بعض الملاجئ التي قدمتها دولة الكويت وعليها علم دولة الكويت وكتبوا جملا جميلة للغاية تعبر عن التقدير لسمو الأمير الذي يرونه أباهم الثاني".

وقال: "أؤمن بأنه في عالم نرى فيه الكثير من الانانية وعدم التسامح والكراهية والخوف من الاخر والعنصرية والاسلاموفوبيا في اجزاء متعددة من العالم فان مثال الانسجام الذي تظهره دولة الكويت وقيادتها لمحاولة احلال السلام للجميع وتقديم يد العون في القضايا الانسانية كافة يثلج الصدور ويساعدنا نحن جميع العاملين في مجال حقوق الانسان على الاستمرار في كفاحنا من أجل منفعة الاشخاص الذين نهتم لأمرهم ومن أجل الاشخاص الذين يعانون بشدة".

واستقبل سمو امير البلاد سفير الجمهورية الاسلامية الموريتانية لدى دولة الكويت سيدي ديدي سيد احمد وذلك بمناسبة انتهاء فترة مهام عمله سفيرا لبلاده.

وحضر المقابلة نائب وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ علي الجراح.

مؤتمر صحافي

في مجال آخر، عبّر المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس عن عميق شكره وامتنانه للكويت أميرا وحكومة وشعبا على كرمهم الذي فاق الحدود، وظهر جليا خلال التبرعات المقدمة إلى الشعب السوري، لمساندته في الازمة الطاحنة التي يمر بها، ولتخفيف ويلات الحرب المروعة التي بلغ ضحاياها عشرات الآلاف.

وقال غوتيريس خلال مؤتمر صحافي عقده امس في مبنى الامم المتحدة بمنطقة مشرف: "إن عدد اللاجئين السورين في البلدان المجاورة بلغ قرابة 2.8 مليون شخص، ولولا الدعم الكريم الذي قدمته الكويت إلى المفوضية خلال العامين الماضي والجاري، والذي بلغ 200 مليون دولار، لكان من المستحيل علينا مساعدة قرابة 1.5 مليون لاجئ"، لافتا الى انه لولا دعم الكويت لكانت أوضاع اللاجئين أسوأ بكثير مما هي عليه الآن.

دور الأمير

وأكد غوتيريس أن اهمية الكويت ليست بسبب التبرعات الضخمة التي قدمتها إلى المفوضية فحسب، بل لدورها المبادر والقيادي الذي تحلى به سمو الامير، ودعوته لعقد واستضافة مؤتمرين لجمع التبرعات من دول العالم لمساعدة الشعب السوري، مشددا على أنه لولا هذه التبرعات ما كان من الممكن ضمان الحد الادنى لتقديم المساعدات لهذا الشعب.

وأضاف: "إن الكويت باتت ايقونة انسانية دولية باعتراف المجتمع الدولي، وأصبحت مثالا يحتذى به في تقديم المساعدات إلى الشعوب المتضررة، وأدعو الدول كافة الى انتهاج الطريق ذاته لتخفيف معاناة السوريين، لاسيما أن الازمة (الروسية – الأوكرانية) أبعدت الانظار عما يحدث في سورية، وقللت المتابعات السياسية والاعلامية".

 وأشار غوتيريس إلى أن التزام الكويت بتعهداتها حيال التبرعات السورية متواصل، دون قيد أو شرط، وهو ليس لتحقيق اهداف سياسية، بل لتقديم المساعدات الانسانية، وليس لأي اسباب أو اعتبارات اخرى، مؤكدا ان العالم اجمع يقدر دور الكويت وجهودها الانسانية، وستتم ترجمة هذه الجهود خلال تقديم الدعم للاجئين السوريين في الاشهر القادمة.

 «المانحين 2»

وقال غوتيريس: "إن جُل اهتماماتنا الآن أن تلتزم الدول بتعهداتها المالية التي صرحت بها خلال مؤتمر "المانحين 2"، فبالنسبة للكويت التزمت بسداد كامل تبرعاتها، غير أن هناك دولا عدة لم تف حتى الآن بما اعلنت من تبرعات"، لافتا الى ان تفكير المفوضية الآن ليس في عقد "المانحين 3"، بل في كيفية التزام الدول بتعهداتها المالية خلال "المانحين 2"، لاسيما أن المفوضية تلقت 25 في المئة فقط من التعهدات التي وعدت بها الدول المشاركة في مؤتمري المانحين.

وشدد على انه لا يوجد حل انساني للازمة السورية، انما يجب ان يكون هناك حل سياسي ينهي هذا الصراع الذي دام سنوات، معربا عن تخوفه بأن تطول معاناة الشعب السوري، لتصبح اكبر ازمة نزوح داخلية، وأسوأ وضع انساني منذ حروب الابادة الجماعية في روندا، متمنيا على الدول المؤثرة في المنطقة مثل الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران وتركيا أن تتدخل بين طرفي النزاع في سورية لوقف الحرب وتخفيف المعاناة التي يواجهها الشعب السوري.

وأضاف: "إذا لم تتوقف الحرب في سورية فإن المساعدات الإنسانية والدعم المادي لن يكونا حلا للوضع الذي يعيشه الشعب السوري، ونطالب المجتمع الدولي بجهود أكبر لوقف الحرب هناك التي إن لم تتوقف فسيخسر الجميع"، مبديا عدم تفاؤله من الوضع الحالي في سورية".

18 يونيو

وأشار غوتيريس إلى أن التبرعات التي تقدمها الدول إلى لشعب السوري دعم تطوعي، لذلك فإن الدول التي لم تلتزم بوعودها بتقديم التبرعات لن تواجه أي إجراءات، لكن في الوقت نفسه فإن المجتمع الدولي سيعرف أن هذه الدول لم تفِ بوعودها تجاه القضية السورية، كاشفا أنه سيكون هناك مؤتمر في 18 يونيو المقبل وسيتم من خلاله إعلان الدول التي أوفت بالتزاماتها، متمنيا أن تكون هناك معاهدات سلام في سورية على غرار معاهدة السلام التي تم توقيعها اخيرا في جنوب السودان.

وكشف غوتيريس أن المفوضية تقدم تقارير مفصلة لجميع الدول الداعمة لها، مشيرا إلى أنها قدمت إلى الكويت تقريرا حول إنفاقها للأموال التي تلقتها منها خلال مؤتمر المانحين الأول، مؤكدا أنها ستقدم للكويت تقريرا آخر عن آلية الإنفاق للدعم الذي قدمته خلال مؤتمر المانحين الثاني.

وقال: "إن المفوضية قلصت بنسبة 30 في المئة حجم العاملين لديها لاسيما في الإدارة المركزية، وإن كل ما تتلقاه من دعم الشعب السوري يذهب في هذا الصدد"، مشددا على أن المفوضية كمنظمة لم تتلق أي مساعدات ذاتية بصفتها.

وقف إطلاق النار

وكشف غوتيريس أن المفوضية قامت بمبادرة وقف إطلاق النار في المناطق حول محافظة حلب حتى تستطيع إيصال المساعدات المقررة إلى الشعب السوري في تلك المواقع.