انهمكت الأوساط السياسية في لبنان أمس بالأخبار المتواترة عن احتمال التمديد لرئيس الجمهورية ميشال سليمان، الذي ستنتهي ولايته في 25 مايو الجاري.

Ad

إلا أن سليمان قطع الطريق على هذه التأويلات، وقال أمس في تغريدة على «تويتر»: «بالنسبة إليّ، يوم الأحد 25 مايو هو يوم آخر لم أشهد له مثيلاً منذ 47 عاماً، وانتظر مجيئه بفرح، ولا علاقة لي بمشاريع تمديد الولاية».   

إلى ذلك، قال رئيس «حزب الكتائب اللبنانية» أمين الجميّل أمس، إن زيارته الرئيس ميشال سليمان أمس «جاءت بمنزلة مسعى إلى التحضير لربع الساعة الأخير مع الرئيس سليمان والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي لإتمام الاستحقاق في موعده»، مؤكداً أنه «لا خيار سوى الانتخاب».

وأكد الجميّل أن «كل شغور يؤدي إلى ضرب المعادلة الميثاقية التي قامت عليها كل المؤسسات، والتي من شأن اختلالها أن يطيح الشراكة الوطنية والتوازن الدقيق بين السلطات ومكونات الوطن، ومن هنا الخوف من الفراغ الناتج عن الشغور، ما ينعكس سلباً على انتظام الحياة الديمقراطية، ويعرّض لبنان لخضات سياسية واقتصادية واجتماعية، ويهدد الاستقرار الأمني».

في سياق منفصل، أصدر قاضي التحقيق الأول في بيروت غسان عويدات أمس قرارين ظنيين، الأول في حق العميد المتقاعد إبراهيم بشير وزوجته بتهمة اختلاس الأموال العامة والرشوة في الهيئة العليا للإغاثة، والثاني في حق ربيع محمد قبيسي وهشام محمود الفياض في قضية حرق مستندات في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وأحال المدعى عليهما أمام محكمة الجنايات في بيروت للمحاكمة.

إلى ذلك، مثُلت نائبة مديرة الأخبار في قناة «الجديد» كرمى خياط، والمدير العام للقناة ديمتري خضر اليوم (أمس) أمام المحكمة الدولية في لاهاي، في أول جلسة بتهمة «تحقير المحكمة وعرقلة سير العدالة»، بعد التسريبات التي بثتها القناة ونشرت جزءاً منها «الأخبار»، المتضمنة «داتا الاتصالات» والمعلومات عن المحكمة.

وقد التأمت جلسات المحكمة بعد حضور المتهمين والمحامين المكلفين الدفاع عنهم وأبرزهم المحامي كريم خان، حيث تلا الادعاء التّهم الموجهة، علماً بأن الجلسة كانت مخصصة للاستماع أيضاً إلى صحيفة «الأخبار» التي رفضت المثول بشخص رئيس تحريرها إبراهيم الأمين.

وأشار القاضي نيكولا ليتيري خلال الجلسة إلى أن «التهم الموجهة إلى القناة لا تتعلق بانتقاد المحكمة الدولية، لكن بالعرقلة المزعومة لسير عدالة المحكمة».

بينما رد عليه المحامي ووكيل القناة والصحيفة كريم خان، أن ديمتري خضر ليس ممثلاً لكيان اسمه تلفزيون «الجديد»، إنما يمثل «الجديد» ككيان معنوي، ولكنه مستعد للرد على أسئلة المحكمة.

وأعلن خضر رداً على أسئلة المحكمة، أن «الجديد» ليساً مذنباً، وبالتالي فإنه يرفض الاتهامين الموجهين إليها.

من جهتها، أسفت خياط «أن لا تتم محاكمتها من قبل القضاء اللبناني إذا كانت مذنبة، ولست مذنبة»، مشيرةً إلى أن «الدولة اللبنانية تعودت على الوصاية فاستبدلتها من الوصاية السورية بالفصل السابع»، ولفتت إلى أن «البحث عن المعلومات وتقصي الحقائق حق يعطيه القانون للصحافي، فجئت إلى المحكمة كي لا أسلب حق مهنة الصحافة».

توازياً، عقد في بيروت لقاء تضامني مع الإعلاميين في نقابة الصحافة تزامناً مع انعقاد الجلسة، حيث حضر نقيب الصحافة محمد البعلبكي، ونقيب المحررين إلياس عون، وعدد من النواب والصحافيين والإعلاميين والمهتمين، بينما أكدت الكلمات والمواقف دعم حرية الإعلام والصحافة، ودعوة المحكمة إلى القيام بعملها المكلفة به.