بدأت القوى العالمية الست وإيران محادثات في فيينا أمس بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي وشامل فيما يتعلق ببرنامج طهران النووي المتنازع عليه خلال الشهور المقبلة، ومن المتوقع أن تستمر المحادثات يومين أو ثلاثة أيام.

Ad

وهذا هو الاجتماع الأول منذ أن توصلت القوى الست وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا إلى اتفاق مبدئي مع إيران في نوفمبر الماضي تكبح إيران بمقتضاه أنشطتها النووية الحساسة مقابل تخفيف العقوبات.

وتريد الحكومات الغربية في الاتفاق النهائي تحديد النطاق المسموح به لبرنامج نووي إيراني وتهدئة مخاوفها من أن تسعى طهران لاكتساب قدرة على تصنيع قنبلة ذرية. وتنفي إيران أن يكون هذا هدفها، وتريد إلغاء العقوبات الاقتصادية المؤلمة المفروضة عليها من واشنطن والحكومات الأوروبية والأمم المتحدة بالكامل.

وتتفق الولايات المتحدة وإيران على شيء واحد على الأقل قبل المفاوضات التي بدأت أمس هو أن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق سيكون أمرا بالغ الصعوبة إن لم يكن مستحيلا. وأعلن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الرجل الذي له القول الفصل في جميع الأمور في الجمهورية الإسلامية أمس الأول أن المحادثات بين طهران والقوى العالمية الست «لن تؤدي إلى شيء». وبعد ساعات قلل مسؤول رفيع بالإدارة الأميركية من سقف التوقعات، وقال للصحافيين في العاصمة النمساوية إنها ستكون «عملية معقدة وصعبة وطويلة» وإن «احتمال عدم التوصل إلى اتفاق هو بنفس قدر احتمال التوصل إلى اتفاق».

وتنسق مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون المفاوضات نيابة عن القوى الست، ويرأس الوفد الإيراني وزير الخارجية محمد جواد ظريف وستكون هذه المحادثات هي الأولى فيما يتوقع أن تعقد سلسلة من الجولات في الشهور المقبلة.

من جهته، قال ظريف مساء أمس الأول بعد عشاء عمل مع اشتون، إن «إيران لديها الرغبة السياسية للتوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي»، مضيفاً «إذا شاركت كل الأطراف في المفاوضات مع رغبة في التوصل إلى حل، فسنحصل على نتائج ايجابية لكن الأمر سيستغرق وقتاً».

في سياق منفصل، أدان الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس «التطرف والعنف»، واصفا قتل الأبرياء بـ«قمة التطرف».

وقال روحاني في كلمة بافتتاح مؤتمر «اتحاد البرلمانات الإسلامية» إن «التهديدات التي تواجه البلدان الإسلامية شاملة لكل المسلمين الذين يواجهون الأخطار المبرمجة بشكل لا سابق له». وتطرق روحاني إلى قضية فلسطين، وقال إن «الأطفال الفلسطينيين لا يتمتعون بالحد الأدنى من إمكانات العيش وأن الكيان الصهيوني الغاصب (إسرائيل) هو المستفيد الأكثر من الأزمات في العالم الإسلامي».

ورأى روحاني أن احتلال الأراضي الإسلامية «يحل عبر وحدة المسلمين ضد الغاصبين»، متسائلاً «هل من مصلحتنا نحن المسلمين أن يحرم آلاف الأطفال السوريين من التعلم؟!».

(فيينا، طهران - أ ف ب،

رويترز، د ب أ)