بعد تشكيل "الجبهة الإسلامية" السورية وإعلان استقلاليتها عن "هيئة أركان الجيش السوري الحر" التي يقودها اللواء سليم إدريس، وخسارة الجيش لبعض الوحدات المقاتلة الأبرز لديه لمصلحة الجبهة، برزت أمس بوادر خلاف جديد في صفوف "الجيش الحر"، وذلك بعد إعلان إدريس قيامه بمسعى لتوحيد جميع المقاتلين ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

Ad

وفي هذا السياق، صدر أمس الأول بيان عن "القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري" اعتبرت فيه أن "هيئة الأركان والائتلاف والمجلس الوطني تنظيمات غير شرعية"، مؤكدة أنها تتبع "عصابة الإخوان المتأسلمين".

وزعمت "القيادة" أن "هيئة الأركان مخترقة منذ تأسيسها من النظام السوري ومن حزب الله، وكانت مسرحاً أساسياً لاستمرار تنفيذ المهمة المكلف بها النائب اللبناني عقاب صقر المرتبط بعلاقة خيطية مع الجهاز الأمني لحزب الله، والذي نفّذ على مدار عامين مهمته من الخطة الإيرانية المطلوبة بنجاح كامل في عسكرة الثورة وأسلمتها، ونشر حالة الفساد والانقسامات وشراء الذمم والولاءات".

وطالبت القيادة كل القوى الثورية والعسكرية بتنفيذ "قرارنا المؤرخ في 20 أكتوبر 2013 ومذكرة الاعتقال رقم 297/ك.أ.ع القاضيين باعتقال المجند الفار سليم إدريس والنائب اللبناني عقاب صقر ومساعده لؤي المقداد فور دخولهم الأراضي السورية للتحقيق معهم ومقاضاتهم في قضايا فساد، منها ما يتعلق ببيع واتجار بأسلحة وذخائر لتنظيمات متطرفة ولموالين للنظام السوري وحزب الله، وطرح قسم منها في السوق السوداء في حين أنها مقدمة مجاناً من بعض الدول الداعمة".

ورد النائب عقاب صقر على هذا البيان لموقع "جنوبية" اللبناني قائلاً: "البيان مجرّد ترّهات"، مستغرباً "كيف وصلت عبقرية التزوير والتلفيق إلى حدّ فبركة بيان باسم الجيش الحرّ يتّهمني بعسكرة الثورة؟". وقال: "كيف يمكن أن أعسكرَ جيشاً؟"، وتابع: "البيان يخوّنني أنا والائتلاف وقيادة الأركان والمجلس الوطني". وتساءل ساخراً: "إذا كان هذا الكلام صادراً عن الجيش الحرّ فماذا أبقينا للنظام؟".

إلى ذلك، واصلت القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد أمس لليوم السابع على التوالي استهداف أحياء في مدينة حلب تخضع لسيطرة المعارضة بالقنابل البرميلية المتفجرة. وبحسب الناشطين، فقد تضاعفت وحشية الغارات أمس، بعد خسارة النظام لمشفى الكندي أمس الأول الذي يعتبر من أهم معاقل قواته في حلب، ما دفعه لإمطار أكثر من 10 مناطق في المدينة وريفها.

ووصفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان أمس عمليات القصف التي تقوم بها القوات النظامية السورية على حلب (شمال) منذ فترة بأنها عشوائية لا تميز بين مدني وعسكري، وأنها "تتعمد" استهداف المدنيين.