قال محمد فوزي مؤسس حركة «تحرر» المعارضة لحكم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إن الدولة العميقة، تنكّل الآن بالمعارضين وتصفّي حساباتها مع ثوار يناير 2011، مستدلاً على صحة كلامه، بالإشارة إلى الحكم على عدد من هؤلاء الثوار بالسجن، مشيراً إلى أنه يقوم بمشاورات مع قوى وطنية وثورية لإسقاط قانون «التظاهر».

Ad

وأكد فوزي في مقابلة مع «الجريدة» أن حركته كانت ضد جماعة «الإخوان»، وأنه شخصياً شارك في صياغة عدد من بيانات حركة «تمرد» التي كانت الذراع السياسية التي أسهمت في إسقاط «الإخوان» في 30 يونيو من العام الماضي. وفي ما يلي نص الحوار:

• كيف ترى المشهد السياسي بعد أسبوع من تولي السيسي الرئاسة؟

- المشهد السياسي أصبح سيئاً للغاية من حبس الشرفاء مثل علاء عبدالفتاح 15 عاماً، وتلفيق التهم إليه، وكذلك ماهينور المصري، فالدولة تنكّل بمعارضيها، وتصفي الحسابات مع ثوار يناير، هذا المشهد عامل رئيسي في عدم التراجع والسعي إلى إسقاط الحكم العسكري إلى الأبد، ونحن نقوم بعدة مشاورات مع القوى الوطنية والثورية لإسقاط قانون التظاهر.

• لماذا تطالبون بسحب الثقة من السيسي رغم أنه لم يمر عليه سوى أيام؟

- لأن وجوده على رأس السلطة انقلاب عسكري واضح المعالم، واكتشفنا الحقيقة أنه تم استغلالنا، والتلاعب بنا، وهذا خطأنا للمرة الثانية، أن السيسي منذ أن أعلن ترشحه أثبت أنه ليس رئيساً لكل المصريين، وهناك ثأر بين شباب الثورة والمجلس العسكري السابق.

• ألا تخشى غضب الملايين المؤيدة للسيسي؟

- السيسي يخاطب المصريين عن طريق الشاشات وشعبيته مزيفة، لذا نسعى إلى الثورة من أجل دولة مدنية لا عسكرية، والسلطة اعترفت بأن نتيجة المشاركة في الاستفتاء على الدستور رغم الدعاية الكبيرة له كانت 38% أي أن هناك 62% لم يشاركوا.   

• هل هناك تأييد من المواطنين للذي تقومون به، وكم نسبتهم؟

- هناك تأييد واضح من شباب الثورة والكثير من النخب المثقفة، ومن تضرروا من الحكم العسكري، وهم كثيرون في مختلف الاتجاهات، نحن لا نستطيع أن نتحدث عن  تأييد المواطنين لنا، لأننا في مرحلة المهد، وهي تكوين مجموعات محل ثقة بعيداً عما يسمى بالعناصر «الأمنجية»، نستطيع خلال شهر أن نبدأ المرحلة الثانية وهي الوعي، وربما خلال الأيام المقبلة الشارع نفسه سيكون مُهَّيئا لتأييدنا عندما يجد المواطن حالته تسوء، لأن الدولة تنتهج طريق الرئيس الأسبق حسني مبارك، وهي أن يظل المواطن في حالة احتياج حتى لا يتكلم في السياسة.

• البعض يصف حركتكم بأنها مولودة من رحم «الإخوان»؟

- هذه نكتة... وقمنا بالرد عليها بالأدلة، أنا أول متظاهر ضد «الإخوان» وصاحب مقولة «مصر مقبرة الإخوان»، ومن خلال أرشيف المواقع الإخبارية يستطيع أي قارئ أن يعرف أني صاحب استراتيجية إسقاط «الإخوان» وصاحب أفكار «تمرد» ومن كان وراء أغلب بياناتها، وليعلم الجميع أن «الإخوان» أدركت خطأها، وهي بالعكس لديها عقيدة، والدماء التي تتساقط تزيدهم إصراراً وتزيد تعاطف القوى الثورية والمدنية معهم.

• لماذا طلبت حركة «تحرر» الإدلاء بشهادتها أمام مجلس العموم البريطاني حول «الإخوان»؟

- لأن الدولة تعصف بالمعارضة لوجود خصومة سياسية، ولأنه ليس من حق الدولة أن ترسل تقريراً إلى مجلس العموم البريطاني، لأنها في وضع خصومة، ونعتبر ذلك نوعاً من التدليس والتزييف للحقائق، إننا حركة كانت معارضة للإخوان، إلا أننا نتسم بالنبل والشرف، فالمبادئ لا تتجزأ، ولهذا طلبنا أن نشهد شهادة حق، ونرغب أن يسمح لنا مجلس العموم البريطاني ونوجه النداء إلى رئيس هيئة التحقيق البريطانية المكلفة ببحث أنشطة جماعة «الإخوان» في بريطانيا بعدم الانصياع وراء تقرير وزارة الخارجية المصرية بشأن الجماعة.