وسط الاتصالات والمحادثات الدولية المستمرة على أكثر من صعيد بشأن مؤتمر "جنيف 2" الخاص بحل الأزمة السورية، أبدى الائتلاف السوري المعارض أمس ليونة تجاه المشاركة في المؤتمر، وذلك عشية اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الذي من المتوقع أن يمنح المعارضة المنقسمة على نفسها غطاءً عربياً للمشاركة في المؤتمر.

Ad

ونُقل عن رئيس الائتلاف أحمد الجربا قوله بعد لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في العاصمة المصرية أمس أن "المعارضة لن تشارك في (جنيف 2) إذا لم يؤسس لرحيل الأسد".

ورأى مراقبون أن هذه العبارة تحمل قبولاً ضمنياً من الائتلاف بإمكانية التفاوض في "جنيف 2" دون شرط تنحي الأسد على أن تقود المحادثات إلى حكومة انتقالية يشارك فيها النظام والمعارضة مع بقاء الأسد في منصبه، على الأقل في الفترة الانتقالية.

وكان "الائتلاف" يشترط سابقاً أن يفضي المؤتمر إلى رحيل الأسد، أما الجربا فقد تحدث أمس بشكل أوضح قائلاً إن المؤتمر سيؤسس لرحيل الأسد.

وقال عضو الائتلاف الوطني برهان غليون، الذي شارك في الاجتماع مع العربي، إن "المعارضة تأمل من الجامعة العربية أن تكون ملتزمة بهدف واضح تجاه (جنيف 2) وهو الوصول بسورية نحو هيئة انتقالية"، موضحاً أنه "إذا ما كانت هناك مفاوضات فيجب أن تكون مفاوضات جدية، وليست بهدف كسب النظام السوري القائم المزيد من الوقت للقتل والتدمير".

وكان رئيس الحكومة السورية للشؤون الاقتصادية قدري جميل قال أمس الأول إن هناك توافقاً دولياً على عدم فرض تنحي الأسد عن السلطة قبل انعقاد "جنيف 2"، مشيراً إلى أن الاتصالات تركز حالياً على معرفة نسبة تمثيل كل طرف داخل الحكومة الانتقالية وصلاحيات هذه الحكومة، وعلاقاتها مع الأسد في المرحلة الانتقالية.

في سياق آخر، حذر الائتلاف أمس من تنفيذ قوات النظام هجوماً واسعاً غير مسبوق على أحياء دمشق الجنوبية وريفها الغربي.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان أفاد أمس الأول بأن قوات الأسد تحاول فرض "فكي كماشة" للفصل بين الأحياء الجنوبية لدمشق وريف دمشق الجنوبي، حيث توجد معاقل أساسية لمقاتلي المعارضة.

(دمشق ـــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي، الأناضول، كونا)