افتتح وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود، مساء أمس فعاليات مهرجان القرين الثقافي في نسخته الـ20 في متحف الكويت الوطني وسط حضور كبير من الشخصيات السياسية والثقافية وأعضاء السلك الدبلوماسي في الكويت، مشددا على أن الثقافة تحفظ الأفراد من السقوط إلى الهاوية، كما أنها الجسر الذي يعبر عليه المجتمع لبلوغ الرقي والتمدن، ومؤكداً أن اللقاءات والأنشطة التي تقام في الدورة الحالية للمهرجان ستساهم في صياغة إضافات جديدة لسجل الثقافة العربية.

Ad

تتنوع الفعاليات الثقافية والفنية ضمن النسخة الحالية من عمر مهرجان القرين، مستقطباً فرقا موسيقية عالمية ومعارض تشكيلية من أوروبا وأنشطة مسرحية وسينمائية متنوعة، إضافة إلى ندوات فكرية وأدبية وأمسيات شعرية ومحاضرات أثرية، كما يستذكر القرين شخصيتين لهما أهميتهما في مجال الأدب والفن، إذ ينظم منارة أدبية للراحل عبدالعزيز حسين، وأخرى مماثلة للفنان الراحل محمد السريع.

وبهذه المناسبة، رحّب الوزير في كلمة ألقاها ضمن حفل افتتاح مهرجان القرين، باسم رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، بهذه التظاهرة الثقافية الكبرى، بقوله: «في هذا العام ارتقى مهرجان القرين السنوي إلى رسالة الكويت السامية وموقعها على الساحة الثقافية العربية والدولية، وذلك بالرعاية الكريمة لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وولي عهده الامين الشيخ نواف الأحمد، وبتوجيهات رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، وذلك لرعاية الابداع والفكر والأدب، والفنون، إذ سيلتقي على هامش المهرجان مجموعة من المفكرين وعدد من الفنانين وحشد من الإعلاميين والنقاد لصياغة إضافات جديدة لسجل الثقافة العربية».

وفي حديث عن أهمية مهرجان القرين، أشار الوزير إلى فاعلية المهرجان في الحياة الثقافية المحلية والعربية، مبيناً أن القرين أصبح رمزاً لتلاقي الثقافة العربية والعالمية على أرض الكويت نظراً لاتساع الامتداد الجغرافي للمشاركين فيه.

وأضاف الوزير: «إن الكويت تضع الثقافة ضمن أولوياتها، إيماناً منها بالدور الثقافي الذي يدعم مسيرة قاطرة التنمية الشاملة، وتعتبر الثقافةَ من أهم عناصر تماسك النسيج الاجتماعي، وسبباً جوهريا في تحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين وضعية المرأة وتعزيز دورها في المجتمع، كما أنها السبيل للنهوض بطاقات الشباب بما ينفع وطنهم، فالثقافة والأفكار هما المكون الأصيل لدعم الحوار بين الحضارات واحترام التنوع وتعزيز الوعي بالقيم المشتركة بين الشعوب لتدعيم أسس التفاهم بينهم على اساس من الاعتدال والتسامح والمحبة والاحترام المتبادل».

وعن دور الكويت الثقافي، قال الحمود إن الكويت آلت على نفسها القيام بدور حيوي تسعى من خلاله لإقامة تظاهرات ثقافية لضمان زيادة وعي الشباب، معتبراً ما قدمه الشباب في الآونة الأخيرة من تجارب إبداعية متميزة، تؤكد قدرتهم الكبيرة في مواصلة المشوار الثقافي والارتقاء به، فهم يستحقون الإشادة لما يقدمونه، لأنهم استوعبوا جيدا أن الثقافة هي الجسر الذي يعبره المجتمع للرقي والتمدن كما تحفظ الأفراد من السقوط إلى الهاوية.

وأردف الوزير: «نحتفل بإضاءة الشمعة العشرين من مهرجان القرين فلابد من أن نحيي كل الذين ساهموا في انطلاقته ومسيرته حتى أصبح شجرة وارفة الظلال، كما نحيي كل الرواد والمبدعين الذين ساهموا في إثراء مسيرة التنمية الثقافية».

وقُدِّم في الافتتاح حفل موسيقي بعنوان «دروازة القرين» بقيادة المايسترو الدكتور سليمان الديكان، تضمن عزفا موسيقياً يترجم أهمية مهرجان القرين الثقافي، مستلهماً كفاح الكويتيين وتضحياتهم في سبيل بلوغ وطنهم المعالي، كما تضمن الحفل الموسيقي مجموعة أغنيات تراثية.

وفي لمسة وفاء وعرفان للملحن مرزوق المرزوق تم رفع الستارة عن صورة له تكريماً لدوره مع فرقة التلفزيون للفنون. الجدير ذكره أن المذيعة سودابة علي قدمت فقرات الحفل.

احتفاء بالإرث المحلي

تركز النسخة الحالية من مهرجان القرين على تراث الكويت، إذ تنظم أكثر من فعالية تعنى بالإرث الحضاري أو العمراني، ومن أبرز هذه الفعاليات معرض آثار جزيرة فيلكا الخاص بموقعي سعد وسعيد والمنطقة المحيطة بهما المتوقع وضعها على خريطة القائمة التمهيدية للتراث العالمي».

وتعتبر المنطقة الجنوبية الغربية من «فيلكا» أهم المناطق الاثرية في منطقة الخليج العربي، وتمثل العصر البرونزي للفترة من 2000 إلى 1100 قبل الميلاد، وفترة العصر الهلينستي للفترة من 300 إلى 150 قبل الميلاد، وتقع هذه الشواهد الأثرية متجاورة، ولم تتعرض المنطقة للعبث والتدمير منذ ذلك الزمن إلا ما ندر، لذلك تحتفظ بكثير من كنوزها.

وتعتبر مواقع العصر البرونزي تل سعد والمدينة الدلمونية والعناصر كالدور السكنية والأفران والمعبد وكذلك المواقع الأخرى نموذجا فريدا في جزر منطقة الخليج العربي.
لافي الشمري