زار المنطقة الأسبوع الماضي وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وصرح كعادة وزراء خارجية إيران المتعاقبين بكلام معسول، من مثل الحديث عن السلام والكلمة الواحدة والمصير المشترك والدين الواحد، حتى يظن السامع أنه حمامة سلام، والحقيقه لاشك غير ذلك.

Ad

 فالملاحظ أن جولته اتسمت بالتصريحات المسالمة وكأنه وزير خارجية سويسرا لا إيران! لكننا أمام رجل تناقض أقواله أفعاله، فإيران تتدخل بطريقة علنية في سورية، وتقوم ميليشيات محسوبة عليها بذبح الشعب السوري، وأيضاً تتدخل بالعراق، حتى وصل الأمر إلى رعايتها لميليشيات تقتل على الهوية، وأخرى تقوم بأعمال شغب في المنطقة الشرقية بالسعودية، وشبكة التجسس التي كشفها الأمن الكويتي خير دليل على سوء نواياها.

نحن أمام وزير خارجية يتلاعب بالألفاظ، ولا يملك سجلاً يعول عليه أو يطمئن دول المنطقة، ولست متحاملا ضد إيران أو شعبها الطيب الذي ابتلي بحكومات تجعل التدخل بشؤون الدول الأخرى أولوية على حساب تنمية ونهضة بلدها، إنما أتحدث عمن تناقض أقواله أفعاله، فالعبرة في الأفعال التي تترجم الأقوال.

لا شك أن ما دار بين "ظريف" والمعنيين بدول المنطقة في جولته هو محاولة لترطيب الأجواء السياسية ومحاولة طمأنة الدول بشأن اتفاق جنيف، هذا الاتفاق الغامض في تفاصيله الحقيقية التي يكمن الشيطان فيها، ولا عليكم من التفاصيل المعلنة التي يغلب الإنشاء على أغلب عباراتها، فالواضح أن الاتفاق الحقيقي لم يعلن، وما أعلن مجرد جمل إنشائية لا تسمن ولا تغني من جوع، وإن كانت في حيثياتها شروط كاسرة لظهر إيران.

 ولا يُستبعَد أن يكون في الاتفاق غير المعلن تفاصيل مشبوهة ضد دول المنطقة مثل غض الطرف عن جرائم النظام السوري وتدخل إيران في شؤونها، وغيرها من الدول خصوصاً مملكة البحرين وموقف إيران الداعم للمعارضة فيها.

ونحن على موعد حساس في قمة مجلس التعاون في الكويت الأسبوع القادم، والتي يتطلع إليها المواطن الخليجي بعين الخوف الباحثة عن الاطمئنان، بأن يكون للقمة كلمة واضحة ضد تصرفات إيران المسيئة تجاه دول المنطقة، وأن يكون الموقف الخليجي موحداً، فلا عذر بعد اجتماع الرياض بين الملك عبدالله والشيخ صباح الأحمد والشيخ تميم بن حمد.

وكما أن الإمارات تتداول شعاراً جديداً بعنوان "البيت متوحد" يتمنى كل مواطن أن يكون هذا الشعار شاملاً دول الخليج العربية ليكون البيت متوحداً خليجياً، وذلك بمساعي أصحاب الجلالة والسمو الخليجيين، وأن يتوج ذلك في قمتهم بالكويت.