الوقود يُشعل الغضب.. والإعدام لـ 10 قيادات إخوانية

نشر في 06-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 06-07-2014 | 00:01
مشاجرات ووقفات احتجاجية بالسيارات ... والمؤبد لـ37 إخوانياً بينهم بديع

فجّرت إجراءات اتخذتها حكومة إبراهيم محلب، برفع أسعار الوقود، منتصف ليل الجمعة - السبت حالة غضب في الشارع المصري، في وقت قضت محكمة مصرية بإعدام 10 من قيادات جماعة «الاخوان» والسجن المؤبد لـ37 آخرين، بينهم مرشد الجماعة محمد بديع.
استيقظ المصريون أمس على موجة من الغلاء، بعدما طبَّقت الحكومة قرار "منتصف الليل"، الذي زادت بموجبه أسعار المحروقات بنسب تصل إلى نحو 70 في المئة، وارتفعت بسببه تعريفة المواصلات، الأمر الذي استقبله المواطنون بالاستياء البالغ، في وقت تشهد فيه الخزانة المصرية حالة من العجز في الموازنة العامة.

يأتي القرار، بعد أقل من شهر من تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم البلاد، حيث وعد بعدم الضغط على محدودي الدخل، خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية، في وقت حذّر مراقبون من أن تؤدي قرارات رفع أسعار المحروقات، إلى اهتزاز شعبية الرئيس الذي حظي بنحو 97 في المئة من أصوات المصريين، لافتين إلى قرب رفع الدعم عن الكهرباء أيضاً خلال الأيام المقبلة.

وفي أول رد فعل على قرارات رفع أسعار المحروقات، سادت حالة من الغضب مواقف سيارات الأجرة (السيرفيس)، وصلت إلى حد الاشتباك بين سائقين وركاب، اعتراضاً على رفع تعريفة المواصلات، فيما دخل نحو 600 مركب صيد في ميناء "برج البرلس" على ساحل البحر المتوسط في محافظة كفر الشيخ، إضراباً عن العمل، اعتراضاً على رفع أسعار المحروقات لأكثر من 70 في المئة، مؤكدين أنهم مستمرون في الإضراب إلى حين التراجع عن قرار رفع الأسعار.

وكان مجلس الوزراء المصري قد أصدر مساء أمس الأول قراراً بزيادة أسعار الوقود، وحددت سعر لتر "بنزين 95" بـ625 قرشا بدلاً من 585 قرشا، و"بنزين 92" بـ260 قرشا بدلاً من 185 قرشا، و"بنزين 80" بـ160 قرشا بدلا من 90 قرشاً، كما حددت سعر السولار بـ180 قرشا بدلا من 110 قروش"، ومتر الغاز المكعب بـ110 قروش بدلاً من 40 قرشاً.

وعقد محلب أمس اجتماعاً لبحث سبل ضبط تعريفات الركوب الخاصة بوسائل المواصلات خلال الفترة المقبلة، وذلك بحضور كل من وزيري التنمية المحلية، والبترول، ومحافظي القاهرة والجيزة، ومساعد وزير الداخلية للمرور، ومديري المرور بالمحافظتين، إلى جانب مدير الإدارة العامة لمواقف الأقاليم، وممثلين عن النقابة العامة للنقل البري بين المحافظات، وسائقي السرفيس، موضحاً أن الإجراءات الأخيرة تقلل عجز الموازنة المالية، وتوفر نحو 40 مليار جنيه سنوياً، على أن يتم توجيه فارق السعر إلى قطاعات أخرى مثل الصحة والتعليم والعشوائيات.

ردود أفعال

القيادي اليساري، رئيس حزب "التحالف الشعبي"، عبدالغفار شكر، انتقد زيادة أسعار الوقود والكهرباء، موضحاً أن الإجراءات التي تم اتخاذها من الممكن أن تتسبب في احتجاجات شعبية واسعة ضد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وخاصة أن المتضرر الأكبر من الإجراءات الفقراء ومحدودو الدخل، فيما قال عضو اللجنة الاقتصادية بالتيار الشعبي، رائد سلامة: "الحكومة تستقوى على الفقراء فقط بهذه الإجراءات"، ووصف عضو حركة "تمرد"، محمد عبدالعزيز، قرار رفع أسعار الوقود بـ"الأسوأ"، فيما أعرب مؤسس حركة "تمرد"، محمود بدر، عن موافقته على القرارات، واصفاً إياها بـ"الصحيحة".

من جانبها، قالت القيادية في حزب "الدستور"، أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأميركية، بسنت فهمي، إن الدولة مضطرة إلى اتخاذ قرارات رفع الأسعار عن الوقود ورفع الدعم عن الأغنياء، لتوفير نحو 40 مليار جنيه للمعدمين والذين يعيشون تحت خط الفقر، موضحة أن الإجراءات التقشفية التي اتخذتها الدولة، ستعمل على حل عجز الموزانة في غضون 4 سنوات، مشددة لـ"الجريدة" على ضرورة اتخاذ خطوات لضبط الأسعار.

من جانبها، هاجمت عدة قوى ثورية قرار الحكومة، مؤكدة في بيان مشترك أن أسعار جميع السلع ستتأثر بزيادة أسعار الوقود، وأن المواطن لم يعد باستطاعته تحمل قوانين تزيد من معاناته الاقتصادية، وأشار القيادي في حركة "6 أبريل الجبهة" شريف الروبي، إلى أن جميع الإجراءات التي تتخذها الحكومة يتحملها المواطن الفقير، فيما وصف عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية محمد عطية قرار رفع أسعار الوقود بـ"الفاشلة"، لكونها تزيد الضغط على المواطن.

في السياق، تداول عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو للرئيس السيسي، حين كان مرشحاً لرئاسة الجمهورية، أكد فيه "أنه بمجرد رفع الدعم الأسعار سترتفع، والناس مش هتستحمل، المفروض إني أشتغل على كيف أُغني الناس.. بدل ما أرفع الدعم عنهم".

محاكمات

إلى ذلك، قضت محكمة جنايات "شبرا الخيمة"، أمس بالإعدام غيابياً لـ10 متهمين هاربين من قيادات "الإخوان"، بينهم الداعية السلفي الموالي للجماعة محمد عبدالمقصود ومفتي الجماعة عبدالرحمن البر، فيما عاقبت 37 آخرين بينهم مرشد الجماعة محمد بديع، والقياديان الإخوانيان محمد البلتاجي وباسم عودة وزير التموين الأسبق، وصفوت حجازي بالسجن المؤبد، وتغريمهم 20 ألف جنيه، مع العزل من الوظيفة، في قضية قطع الطريق السريع بمدينة قليوب (محافظة القليوبية) في يوليو من العام الماضي.

وأمرت المحكمة بالتحفظ على أموال وممتلكات المحكوم عليهم الخاصة، وحرمانهم من إدارتها والتصرف فيها، السائلة منها والعقارية والمنقولة والسندات والأسهم الموجودة بحزب "الحرية والعدالة"، ومكتب إرشاد الجماعة، والجمعيات التابعة لها والمنشآت والمشروعات التابعة لهم، وكل الأنشطة التجارية، على أن يعيّن عليها رئيس الوزراء "بصفته" قيّما على إدارتها والتصرف في شؤونها.

«بيت المقدس»

أمنياً، كشفت مصادر سيادية مسؤولة لــ"الجريدة": أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على عناصر إرهابية تابعة لتنظيم "أنصار بيت المقدس" في سيناء نفذت عملية رفح الثالثة منذ أيام، بينما ألقت أجهزة الأمن في القاهرة القبض على 10 عناصر إخوانية، ثبت تورطهم في أعمال عنف، وأوضح مصدر أمني أن الانفجار الذي وقع أمس الأول بمزرعة في مركز أبشواي بمحافظة الفيوم مملوكة للإخواني أحمد عبدالقادر أحد قيادات الإخوان، وسبق ضبطه في قضية اقتحام مركز شرطة أبشواي.

back to top